08-01-2015 07:16 PM
سرايا - سرايا - أشاد الكاتب الصيني مو يان الحائز على جائزة نوبل للآداب العام 2012، بالحزب الشيوعي الحاكم وبالرئيس الصيني شي جينبينغ خلال مقابلة من شأنها ان تثير استياء من يتهمونه من الان بانه "شاعر دولة".
ومع ان مو يان يؤكد انه يكتب "باسم الشعب الصيني وليس الحزب"، يأخذ عليه معارضون صينيون بانه ناطق باسم نظام يسجن الحائز على جائزة نوبل للسلام في العام 2010 ليو تشاوباو.
ومن شأن المقابلة الاخيرة التي اجراها الكاتب الاسبوع الماضي مع الوكالة الوطنية لمكافحة الفساد ان تعزز موقف منتقديه.
وقال مو يان وهو عضو في الحزب الشيوعي "اعتبر ان الحزب الشيوعي الصيني اكثر من اي حزب اخر في العالم، يريد للصين ان تكون غنية وقوية".
واضاف الروائي "رئيس بلادنا شي جينبينغ يتمنى اكثر من اي زعيم اخر في العالم رفاه الشعب الصيني".
وفي هذه المقابلة بدا مو يان وكأنه يدعم حملة مكافحة الفساد التي تشن برعاية شي جينبينغ من خلال تخفيفه من اهمية ان يكون النظام هو الحاكم المطلق من دون قضاة مستقلين مما يعزز بحد ذاته الفساد.
ومنذ منحه جائزة نوبل للاداب يقوم مو يان بمحاولات صعبة ليؤكد انه يبقى صوتا حرا من دون ان يثير استياء الحزب الشيوعي في بلد تحكم فيه السلطات سيطرتها على الشؤون الثقافية.
ومو يان هو ثاني كاتب باللغة الصينية يفوز بجائزة نوبل. فقد حاز الجائزة في العام 2000 غاب شينجيانغ المعارض المولود في الصين والحاصل على الجنسية الفرنسية العام 1997. الا ان الصحف الصينية فرضت رقابة على هذا النبأ وقد نددت الحكومة الصينية بهذا الخيار الذي املته برأيها، اعتبارات سياسية.
مو يان من مواليد العام 1955، واسمه الحقيقي جوان موى، من أسرة ريفية في شمال شرق الصين، اتجه بعد أن انتهى من دراسته الابتدائية إلى زراعة الأرض، واستكمل في هذه الأثناء دراسته الثانوية. وفي العام 1976، انضم إلى القوات المسلحة الشعبية للتحرير. وبدت موهبتة الإبداعية في مجالات مختلفة؛ خصوصا الرواية والقصة القصيرة.
وبدأ الكتابة وهو ما يزال جنديا في العام 1981. بعد ثلاث سنوات بدأ يعمل كمعلم في قسم الآداب بأكاديمية الجيش الثقافية. وفي 1991 حصل على درجة الماجسير في الآداب من جامعة بكين للمعلمين.
في كتاباته يرسم مو يان صورة حية عن تجاربه حينما كان شابا وعن الحياة في مقاطعته. وظهر ذلك واضحاّ في روايته "الذرة الرفيعة الحمراء" والتي صدرت بالإنجليزية العام 1993، وتتكون الرواية من خمس قصص، وتكشف عن عقود من القرن العشرين أثناء الاحتلال الياباتي للصين، صور فيها ثقافة اللصوص وثقافة المحتل الياباني والظروف القاسية التي كان يعاني منها الفقراء من العمال والفلاحين في تلك الفترة.
ونشر مو يان أولى رواياته العام 1981 "الفجل الكريستال" التي ذاع صيتها، إلا أن روايته الأهم كانت "عشيرة الذرة الرفيعة" التي تحولت إلى فيلم سينمائى.
ولمو يان، الذي استقال من عمله بالجيش الصينى العام 1997، حوالى 24 مؤلفا بين رواية وقصة قصيرة وبحث. وتتميز كتاباته بالتحرر في معالجة قضايا الجنس والسلطة والسياسة في الصين المعاصرة بدون مواربة مع حس فكاهى عال. وينتقد الوسط الثقافى الصينى، وعلى رأسه الكاتب الصينى الكبير ما جيان، عدم تضامن مو يان مع غيره من الكتاب الذين يواجهون قمعا من السلطة الصينية.
تأثر مو يان بغابرييل غارسيا ماركيز ودي. إتش. لورانس وإرنست هيمنغواي، وكان يستخدم الخيال والسخرية في كثير من كتبه التي وصفتها وسائل إعلام حكومية بأنها "مستفزة ووقحة".
تُرْجمت روايات مو يان، أو "فولكنر الصيني"، إلى لغات عالمية كثيرة بصفته رائداً من روّاد الأدب الصيني المعاصر، ما جعله في مصافّ كتّاب الرواية الأكثر تأثيراً في عالمنا اليوم. - (وكالات)