حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16363

"ليبارك الله فرنسا" رد على العنصريين

"ليبارك الله فرنسا" رد على العنصريين

"ليبارك الله فرنسا" رد على العنصريين

08-01-2015 07:18 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - في أول تجربة سينمائية له، استطاع المغني والكاتب المسلم الكونغولي الأصل عبد المليك أن يرد على السياسيين والمثقفين الذين أصبحوا يرون في المهاجرين والفرنسيين المنحدرين من أصول عربية وافريقية خطرا داهما من شأنه القضاء على الهوية الفرنسية.
وبحسب موقع (الجزيرة نت)، فإنه وخلافا للكاتب الفرنسي اليهودي ذي الأصل الجزائري، إريك زمور، الذي دعا مؤخرا إلى إبعاد المهاجرين قبل نشوب حرب أهلية وشيكة، على حد تصريحه لصحيفة "كورييريه ديلا سيرا" الإيطالية، فقد بارك عبد المليك فرنسا التي قامت على تنوع جعل منها نموذجا للعيش المشترك، وذلك في روايته "ليبارك الله فرنسا" التي نشرها العام 2004، والتي حولها مؤخرا إلى فيلم.
وعزز المخرج طرحه الأول من نوعه سينمائيا باختياره اللونين الأبيض والأسود، في تلميح ذكي وشفاف إلى فرنسا التي انحرف فيها شبان سود أفارقة وعرب وفرنسيون بيض لأسباب غير عرقية ودينية، بينما نجح آخرون في مجالات سياسية وفنية ورياضية وفكرية عديدة.
ويلعب دور البطولة التلميذ المسيحي النجيب باسكال، الذي أصبح مسلما معتدلا يدعو للتسامح وقبول الآخر المختلف تجسيدا لفهم صحيح للإسلام بعد تدين فاسد، على حد تعبير الداعية الراحل محمد الغزالي. وقد برع الكاتب في التنديد بكل أشكال الانحراف، بما فيه الديني الناتج عن جهل الناس بالإسلام وتمسكهم بالشكليات والقشور على حساب الجوهر.
أما فرنسا في رؤية عبد المليك، فبدت في الفيلم متنوعة بمشاكلها وأجناسها وألوانها، بينما لم تظهر السرقة والمخدرات والعيش في الأحياء المهمشة والفشل الدراسي والتفوه بالكلام البذيء مظاهر خاصة بالشبان العرب والأفارقة، بعكس ما يرى زمور الذي صرح بذلك أكثر من مرة على قناة "إيلي تي لي" التي أوقفته قبل أيام.
ويحارب البطل الفرنسي المسلم الأسود البشرة، مثل بلال الحبشي، ضد تطرف العرب والفرنسيين على السواء، وهو يشهر سلاح المعرفة الدينية "الصحيحة" في وجه الإمام الذي يمارس العنصرية عن جهل بدينه المتسامح.
وفي نهاية فيلمه الذي يجمع الكوميديا بالدراما، يرد عبد المليك على المصطادين في الماء العكر بوقوع البطل في حب الفرنسية المغربية الأصل التي يتزوجها زواجا شرعيا ويوقع عقد زواجهما في بلدية فرنسية بعقد مدني، وسط مدعوين يصنعون صورة بلد التنوع العرقي والعيش المشترك.
وتشكل الصورة الإنسانية الفسيفسائية قوس قزح يتغنى به عبد المليك قبل أن يحمل الكاميرا، على حد تعبيره لإحدى الصحف الفرنسية، وهي نفسها الصورة التي وقفت عندها (الجزيرة نت) في قاعة "أو جي سي" التابعة لمركب لي هال شاتليه التجاري.
وقد مثلت هذه الصورة فاطمة المتحجبة التي قالت إن عبد المليك رد على أنصار زمور العنصريين، في حين أكد الأستاذ موريس الأفريقي الأصل أن المخرج لم يتعمق في الظاهرة العنصرية كنتيجة استعمارية كما شرحها فرانتز فانون، بل اكتفى بالطرح الأخلاقي.
لكن المسيحي الطوغولي إيتيان سوسو وصديقته التونسية الأصل لم يشاطرا الأخير رأيه، وقالا إن الفيلم بطيء الإيقاع لكن السيناريو كان قويا بحواره الهادف، وإنه جاء في وقت كانا فيه بأمس الحاجة لأمثال عبد المليك.
يذكر أن عبد المليك من مواليد العام 1975، واسمه الأصلي ريجيس فايات ميكانو، وقد تميز غنائيا بمزجه بين فنون الراب والجاز والسْلام، وبتأثره بالإسلام الصوفي، إذ يعتبر نفسه تلميذا للشيخ سيدي حمزة القادري بودشيشي. ويقول في إحدى أغانيه "كان علي أن أهدم لأبني شيئا يقوم على الحب وقبول الآخر"، وله كتب تحمل عناوين: "حرب الضواحي لن تحدث"، "الفرنسي الأخير" و"الإسلام في نجدة فرنسا".








طباعة
  • المشاهدات: 16363

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم