08-01-2015 07:33 PM
سرايا - سرايا - نفى الكاتب الفرنسي ميشال ويلبيك مجددا اي عداء للاسلام، وذلك يوم صدور روايته "استسلام" التي تتناول موضوعا يثير سجالا محتدما وهو اسلمة المجتمع الفرنسي.
وقال ويلبيك احد اشهر الروائيين الفرنسيين في الخارج "لا اجد ذلك فاضحا في هذا الكتاب" متحدثا لاذاعة فرانس انتر العامة.
وتبدأ قصة "الاستسلام" في العام 2022 مع انتهاء الولاية الرئاسية الثانية للرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند في فرنسا مشرذمة ومنقسمة على نفسها، مع فوز محمد بن عباس زعيم حزب "الاخوية الاسلامية" (من ابتكار المؤلف) على زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بعد حصوله على دعم احزاب يسارية ويمينية على السواء.
ويقدم الرئيس الجديد نفسه على أنه مسلم "مدافع عن القيم"، مثل المجتمع الأبوي وتعدد الزوجات ووضع الحجاب ولزوم النساء المنزل ووضع حد لحرية المعتقد واعتناق الإسلام، وتحويل السوربون، الجامعة الفرنسية العريقة إلى "الجامعة الإسلامية".
وقال ويلبيك ان "القسم المخيف من الرواية هو بالأحرى قبل وصول المسلمين الى السلطة. لا يمكن القول عن هذا النظام بانه مرعب".
والرواية التي تنقسم الاراء حولها ما بين "رائعة" او "لامسؤولة" والتي تصدر في طبعة اولى من 150 الف نسخة اثارت سيلا من التعليقات سواء في الصحافة او على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو برأي العديد من الخبراء امر غير مسبوق بالنسبة لرواية في فرنسا.
ويتواجه الصحافيون والكتاب وعلماء الاجتماع عبر مقالات محتدمة ومتناقضة فيما احتل الكاتب المثير للجدل الساحة الاعلامية في الايام الاخيرة متنقلا بين المحطات التلفزيونية والاذاعية.
واتهمه مدير صحيفة ليبراسيون اليسارية لوران جوفران باللعب على وتر الخوف من الاسلام، مبينا أن رواية هذا الكاتب "تصادق على أفكار الجبهة الوطنية التي ترفض الهجرة ودمج المسلمين من أصل غير فرنسي في المجتمع الفرنسي".
ويلفت برو الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس إلى أن الإسلام الذي يعتبر ثاني ديانة في فرنسا بأتباعه الثلاثة إلى أربعة ملايين "لا يمثل سوى 10 % من سكان فرنسا، وهذه النسبة لن تزداد حتى في حال تنامي الهجرة".
غير أن الكاتب ايمانويل كارير دافع عنه بحماسة شديدة. وقال عن "استسلام" انه "كتاب رائع يتسم بزخم روائي استثنائي"، في مقالة ينشرها الملحق الادبي لصحيفة لوموند.
وتابع كارير صاحب الكتاب الرائج "المملكة" عن فجر المسيحية، ان "تكهنات ميشال ويلبيك الاستباقية تنتمي الى العائلة ذاتها" مثل روايتي القرن العشرين الرؤيويتين "1984" لجورج اورويل و"افضل العوالم" لألدوس هاكسلي.
واقرت الصحفية كارولين فوريست بان "الروائي ليس صاحب مقال، لا يمكن ان نحكم عليه بالطريقة نفسها". ورأت أنه "من الطبيعي ان نتساءل حول نجاح ادب يتناول نظرية انحطاط (فرنسا)".
ورد الكاتب على متنقديه أمس قائلا "لا اعرف احدا بدل نوايا تصويته بعد قراءة رواية".
وعلى الرغم من اعتبار ويلبيك كتابه الجديد قصة رمزية يفترض عدم الأخذ بها حرفياً أو اعتبارها استفزازاً جديداً للمسلمين، يبقى أن الرواية التي استوحى اسمها من الإسلام تثير ردود فعل حادة، على غرار المواقف حيال كاتبها نفسه الذي انقسمت المواقف حوله ما بين أقصى التمجيد وأقصى الكراهية.
وهو أقر في مقابلة نشرتها وسائل إعلام أميركية وألمانية وفرنسية، بأنه يلعب على وتر "الخوف" لكنه نفى أي "استفزاز" موجه ضد الإسلام، مؤكداً فقط أن كتابه بمثابة "تسريع للتاريخ".
وقال باختصار معلقاً على روايته السادسة "إنني أختزل تطوراً هو بنظري محتمل ".
وويلبيك البالغ من العمر 56 عاماً، والذي يتهم بكره النساء بل حتى بالعنصرية ومعاداة الأجانب، غالبا ما أثار سجالات عنيفة.- (أ ف ب)