10-01-2015 09:59 AM
سرايا - سرايا - يقدم مسرح «داريوس ميلو» الباريسي حالياً عرض «السيدة دراكولا» الطريف والفريد من حيث المضمون والإخراج، ويتناول في أسلوب ساخر حياة أرملة دراكولا مصاص الدماء عقب رحيل هذا الأخير في حادث مروع تحت جسر ألما في العاصمة الفرنسية، حيث كان يقود السيارة التي أقلت الأميرة ديانا وهي خارجة من فندق «ريتز» الفاخر، في ليلة من ليالي شهر آب 1997.
وتكفي هذه المقدمة لينغمس المتفرّج في عالم جنوني مطلق، سيشهد صحافية جريئة مستعدة للمجازفة بسلامتها واقتحام القصر الذي يؤوي السيدة دراكولا، بهدف تحقيق سبق صحافي وتكريس أهم تحقيق في حياتها المهنية لأرملة أشهر مصاص دماء في التاريخ. وتلتقي الصحافية في القصر خادماً يصعب تحديد عمره ويتكلم عن حروب مضت منذ قرون، ثم عن مصمم الأزياء الإسباني باكو رابان، وكأن ثمة علاقة بين هذه الأمور البعيدة كل البعد بعضها من بعض. وتنجح الأرملة في عكس الآية دافعة بالإعلامية إلى سرد تفاصيل سرية في شأن نشاطاتها السابقة والفاشلة في الميدان الصحافي، لا سيّما الإذاعي.
وتتضمن المسرحية فقرات صوتية تذاع بين فصل وآخر، وهي مسجلة في شكل إعلانات تدفع بالمواطنين إلى التبرع بدمائهم في سبيل مصامي الدماء اليتامى. وتبث هذه الفقرات باللغات الفرنسية والإنكليزية والإسبانية، الأمر الذي يثير الضحك والتصفيق الحاد في ختام كل مشهد.
ويزخر النص بالتفاصيل الصغيرة الدقيقة التي توحي بمواقف شهيرة من الأفلام المخصصة لدراكولا ومصاصي الدماء عبر فترات مختلفة، إلا أنها سرعان ما تنقلب إلى مشاهد فكاهية بينما هي درامية مُخيفة في الأعمال السينمائية التي تناولت دراكولا.
ويفاجأ المتفرج مثلاً بالعديد من الإشارات إلى النجمة السينمائية الفرنسية صوفي مارسو، مثل المشهد الذي تصر فيه أرملة دراكولا على أن تناديها الإعلامية باسم صوفي مارسو بدلاً من السيدة دراكولا، مدعية أن هذا اسمها الحقيقي الذي كانت تلقّب به قبل أن تصبح قرينة دراكولا.
أما الإخراج، فهو بدوره ثري بالتفاصيل الغريبة المثيرة للضحك، مثل مصاصة الدماء التي تعجز عن النطق في شكل سليم وواضح بسبب أنيابها الطويلة والتي تنزعها أمام الحضور حتى تنطق بأسلوب مفهوم ثم تعيد تركيب الأنياب لتعض الصحافية.
روح فكاهية عالية
المسرحية تأليفاً وإخراجاً هي لجاك ماسا الذي سبق له تقديم عملين مسرحيين كوميديين، هما «في انتظار مأمور الحجز» عام 2007، و «جنونكم يأمر» عام 2009.
أما الأدوار الثلاثة، وهي الإعلامية والأرملة والخادم، فيؤديها ببراعة وإتقان وروح فكاهية عالية كل من كورين باروا التي شاركت في مسرحية «أمير الغربان» وفي أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، وماتا غابان بطلة الحلقات التلفزيونية «فوق أرصفة الموانئ» والتي تحيي سهرات غنائية بصوتها القوي في قاعات استعراضية باريسية كبيرة. أما الخادم، فيقوم بدوره ماتيو راي الذي اشتهر في العام 2010 بتوليه بطولة مسرحية ناجحة روت حياة نجمة الغناء الفرنسية الراحلة إيديت بياف.
يستمرّ عرض المسرحية حتى 28 شباط (فبراير) المقبل في المكان نفسه، على أن تنتقل اعتباراً من الربيع المقبل إلى قاعة باريسية أكبر.