10-01-2015 10:02 AM
بقلم : عميد ركن متقاعد احمد ابورمان
قلة هم الذين بكوه ... وأقل الذين شيعوه ...
وكذا الذين أسفوا عليه ...
إحتاروا ... في اختيار مقبرته ... انقسموا نصفين ...
نصف اشار ببقائه ( جيفة ) في القلوب التي اسلم فيها آخر الانفاس ...
ونصف أشار بدفنه في مقبرة الايام ...
وحسماً للصراع إتفقوا ان يتركوه بين بينين ...
لعل قادماً من وقت يشهد عقاراً جديداً يعيد اليه عافيته ...
فيستفيق _ إن إستفاق _من جديد !!
أقاموا له حفل تأبين ... كأحسن ما يليق ...
اتوا به على مناقب الفقيد من ( الولادة ) حتى ( الفقد ) ...
واستذكروا مآثره الكثار ...
ضجت القاعة بالبكاء ... وبالعويل ... والالتدام ...
دقائق معدودة ... بدأ بعدها يخفت الصوت ...
وتلى ذلك صمت رهيب ... خرجوا من القاعة ... زرافات ووحدانا ...
ساروا مطرقين ... مسير الجنائز ووقارها الرصين ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غلام صغير استوقفه المشهد ... راح يسأل _ ببراءة _احد السائرين ...
عن الحدث الجلل ...
اجابه ... لاشيء ... لا شيء ... مات الضمير ...