10-01-2015 10:12 AM
بقلم : د.بكر خازر المجالي
رؤية صائبة للقيادة الاردنية ايلاء وزارة الدفاع أهمية خاصة وتفعيل دورها كمؤسسة وطنية تمارس دور التخطيط والدراسات الدفاعية والتحليل وتنظيم الجهد الدفاعي الاردني في ظل التهديدات المتنوعة والخطيرة التي لا يمكن التكهن إلى أي مدى ستصل وما هو مستقبلها وكيف يتطور الشر بهذه السرعة من حولنا وفي العالم ،وكيف يمكن للأردن ان يرتقي إلى الدور العلمي والفاعل في التعامل مع هذه التطورات.
وحين نعود إلى تشكيل اول حكومة أردنية والتي حملت اسم المشاورين نجد ان احد مشاوريها الثمانية حمل اسم مشاور الأمن والانضباط بتاريخ 11 نيسان 1921 وكانت هذه الحكومة برئاسة رشيد طليع. وبقي اسم مشاور الأمن والانضباط في الحكومات الثلاثة الأولى وتولاها علي خلقي الشرايري كأول مشاور للأمن والانضباط ثم رشدي الصفدي لمرتين ،وبعدها بدأ يظهر مصطلح مستشار الملكية (الداخلية) ثم ربط الداخلية والأمن معا واستمر هذا حتى عام 1924م.ولم يظهر منصب امني في حكومة النظار إلى ان تحول الاسم لأول مرة إلى المجلس التنفيذي وأصبح أعضاء المجلس يعرفون باسم الوزراء بدءا من حكومة حسن خالد أبو الهدى بتاريخ 26 حزيران 1926 وليظهر فيما بعد اسم وزير الدفاع لأول مرة في حكومة توفيق أبو الهدى الثانية بتاريخ 6/8/1939 ويشغل المنصب رشيد باشا المدفعي ولعل من اول قرارات هذه الوزارة تعيين الجنرال كلوب رئيسا لأركان الجيش العربي الاردني بتاريخ 1/9/1939م.
ثم تسلم حقيبة الدفاع شكري بك شعشاعة في حكومتي توفيق أبو الهدى الثالثة والرابعة بتاريخ 25/9/1940 و29/7/1941.
ومع بداية حكومة سمير الرفاعي الأولى بتاريخ 15/10/1944 بدأت ظاهرة جمع وزارة الدفاع مع رئاسة الوزراء، وجمعها أيضا إبراهيم هاشم في حكومته الثانية في 19/5/ 1945 ولكن بادر توفيق أبو الهدى لفصلها عن رئاسته في حكومته السادسة بتاريخ 28/12/1947 وأسندها إلى فوزي الملقي . ويستمر الملقي وزيرا للدفاع في حكومة سعيد المفتي بتاريخ 11/10/1950ثم يتسلمها عمر مطر في حكومة سمير الرفاعي الثانية بتاريخ 4/12/1950،
ولكن من الملاحظات على حقيبة وزارة الدفاع أنها في الغالب لا تكون منفردة بل يكون معها إما الزراعة أو المعارف أو الداخلية، ، فتسلم سليمان طوقان حقيبتي الدفاع والزراعة مثلا في حكومة توفيق أبو الهدى التاسعة بتاريخ 8/1/1951،ثم لتنفصل ويتولاها سليمان السكر بموجب تعديل على حكومة أبو الهدى بتاريخ 19/4/1952، ثم يضمها أبو الهدى إليه قبل ان يجري تعديلا ويعهد بوزارة الدفاع إلى أنور نسيبة.
وفي اول حكومة في عهد المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه بتاريخ 5/5/1953جمع رئيس الوزراء فوزي الملقي حقيبة الدفاع إليه،ثم يفصلها توفيق أبو الهدى بحكومته الحادية عشرة بتاريخ 4/5/1954ويسندها إلى أنور نسيبة ، الذي جمع معها وزارة المعارف، ويستمر نسيبة في حكومة أبو الهدى الثانية عشرة ، و يتسلم فرحان الشبيلات في حكومة سعيد المفتي الثانية بتاريخ 30/5/1955 حقيبة الدفاع الذي استمر وزيرا للدفاع أيضا في حكومة هزاع المجالي الأولى بتاريخ 15/12/1955.
والملاحظ أيضا في الحكومات السابقة ما قبل الخمسينات في الاردن ان لا ضير مطلقا بان يعود رئيس وزراء سابق كوزير في حكومة لاحقة ، وهنا نرى ان فوزي الملقي اول رئيس وزراء في عهد المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه يعود وزيرا للدفاع والمعارف في حكومة إبراهيم هاشم الثانية بتاريخ 21/12/1955 .
تشكل في عام 1956 أربع حكومات تولى فلاح المدادحة وزارة الدفاع في حكومة سمير الرفاعي الرابعة بتاريخ 9/1/1956،ومن ثم محمد علي العجلوني بتاريخ 22/5/1956،وعاد عمر مطر في حكومة إبراهيم هاشم الرابعة بتاريخ 1/7/1956ليتسلم وزارتي الدفاع والداخلية معا. ولكن كان لحكومة سليمان النابلسي بتاريخ 29/10/1956اكثر من بعد في تشكيل الحكومات والوقوف عند خطر الحكومات الحزبية على السياسة الدفاعية ، فقد شكل سليمان النابلسي حكومته الحزبية بناء على نتائج الانتخابات وعهد إلى نائبه في الحزب الوطني الاشتراكي عبدالحليم النمر مسؤلية وزارة الدفاع ،وهذه النقطة تقودنا من الآن إلى التساؤل عن شكل وزارة الدفاع الاردنية في قادم الأيام إذا وصلنا إلى الحكومة الحزبية والبرلمانية في ضوء السياسة الاردنية الثابتة بفصل الجيش والأجهزة الأمنية عن السياسة والأحزاب.
جاءت حكومة حسين فخري الخالدي بعد سليمان النابلسي بتاريخ 15/4/1957وجمع وزارة الدفاع إليه ،ثم يفصلها إبراهيم هاشم في حكومته الخامسة بتاريخ 24 /4/1957وتذهب إلى سليمان طوقان ومعها وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية ، ثم يجري إبراهيم هاشم تعديلا فيسند وزارة الدفاع منفصلة إلى فلاح المدادحة وتبع التعديل تعديل أخر فتسند حقيبة الدفاع إلى عاكف الفايز.
لم يأت ذكر وزارة الدفاع في حكومة سمير الرفاعي الخامسة بتاريخ 18/5/1958،ربما لأننا كنا نعيش تجربة الاتحاد العربي بين الاردن والعراق ، ولكن بعد ما جرى من جريمة بحق الأسرة الهاشمية في بغداد في 15 تموز 1958 ، وانتهى عهد الحكومة المشتركة ، صدرت الإرادة الملكية السامية بإسناد حقيبتي الدفاع والخارجية إلى رئيس الوزراء سمير الرفاعي اعتبارا من 1/8/1958م ، ولكن لتنفصل من جديد بتعديل على هذه الحكومة وإسناد حقيبة الدفاع إلى احمد الطراونة اعتبارا من 28/1/1959.
وفي حكومة هزاع المجالي الثانية بتاريخ 6/5/1959 تولى وصفي ميرزا حقيبة الدفاع ، ثم جاء وصفي التل بحكوماته الخمس التي جمع فيها وزارة الدفاع إلى رئاسته من حكومته الأولى بتاريخ 28/1/1962 إلى آخر حكومة له في 28/10/.1970
وتولى نظام الشرابي حقيبة الدفاع في حكومة بهجت التلهوني الثالثة بتاريخ 6 تموز 1964م ،وجمعها الشريف حسين بن ناصر في حكومته بتاريخ 4/3/1967وسعد جمعة في حكومتيه بتاريخ 23/4/1967 وتاريخ1/8/1967،وليتولى المشير حابس المجالي حقيبة الدفاع في حكومة بهجت التلهوني الرابعة بتاريخ 7/10/1967م ولكن باستقالة حابس المجالي بتاريخ 25/4/1968 يعود بهجت التلهوني ليجمعها إلى رئاسته.
وتعاقب على وزارة الدفاع شخصيات مثل احمد طوقان وعلي الحياري وعامر خماش ،وتسلم اللواء عيد مطلق حقيبة الدفاع في الحكومة العسكرية بتاريخ 14/9/1970،ثم يتسلمها عكاش الزبن في حكومة احمد طوقان بتاريخ 26/9/1970 .
ما بعد هذا التاريخ 26/9/1970 جاء تشكيل كل الحكومات الاردنية بجمع وزارة الدفاع وأحيانا معها الخارجية إلى رئيس الوزراء ،و يعتبر عكاش الزبن آخر وزير دفاع بشكل منفصل في الحكومات الاردنية ، ولتعود وزارة الدفاع من جديد بناء على معطيات المرحلة الراهنة التي تتميز بان امن المجتمعات هو أولا ويتقدم على بعض مناحي الحياة الأخرى في ظل التهديدات والإخطار التي لا تتورع بتنفيذ مخططات الشر وبقوة غير معهودة.