10-01-2015 10:27 AM
بقلم : ديما الرجبي
هواة .. هكذا اعتبر البعض مذيعو التلفزيون الأردني، خصوصاً عندما قام أحد "الهواة" المذيع الشاب صاحب الوجه الجميل حسن أبو عساف باختتام لقائه مع وزير الداخلية بخطأ فادح حينما نسي اسمه أو ارتبك أو رافقه حظ الهواة وانهى التقرير باسمٍ ليس له ، مما جعل موقفه حرجاً أمام وزير الداخلية ومراقبين الهفوات، ولم يكن على دراية بما سيطاله من كرات الثلج التي ستغرقهُ في عالم اللامحترفين والذين ما زالوا بحاجةٍ من وجهة نظر الناقدين إلى صقل ونفخ وغربلة حتى يصبحوا على القدر الكافي من الحرفية والمسؤولية المهنية ، علماً أنه دون الهواة لما صلحت مهنة المحترفين !!
في الناحية المُشرقة من الرواية هنالك مذيعين انتشروا على امتداد المحافظات وعلى مدار الساعة لتغطية الأحوال الجوية السائدة في البلاد ولوضع المواطن أمام تغطية مباشرة من غرف العمليات التي لم تتوانى عن تقديم المساعدات لكل من يحتاجها من خلال توجيهاتها المباشرة ، ولم نشهد طرقاً سالكة مثل هذا الموسم الذي كشف عن مدى جاهزية الجهات المختصة خصوصاً عندما تتفق جميعها على تنفيذ خطط الطوارىء المسبقة .
لم يذكر المتحمسون الجانب المُشرق من هذه التغطية ، ولم يلتفت الناقدون إلى المذيع الشاب صاحب الملامح الشمالية الأصيلة معاوية الرياشي عندما دخل بتغطيته المباشرة على مستشفى الأمير حمزة قائلاً للحجة التي تغسل كلى عافها الله
" كيفك يمة , سلامتك يمة " بكل تلقائية ودون تكلف فلم يكن أمامه فرصة لارتداء قناع المحترفين وهو على الهواء مباشرة وبادر بمشاعره التي وصلتنا بسرعة والتي تعني المهنية العالية والانسانية الحقيقية .
ولم يتم ذكر كيف تعامل هذا الربداوي صاحب البديهة السريعة عند انقطاع الصوت ثلاثة مرات وهو في تغطية مباشرة من إدارة السير المركزية فقال للمذيع حازم الرحاحلة متبسماً وبكل هدوء عندما تمالكوا الهواء وأمسى بحوزتهم
" يبدو أن هدى أهدتنا إلى الطريق المُثلى لإيصال الصوت إن كنت تسمعني "
نعم نحن نسمعك يا معاوية فأحسنت الخروج من عنق زجاجة التنظير .
ولم يتبادر بفكر المُنظرين على الصغائر بأن هذه التغطية أتاحت لنا الفرصة بأن نتعرف على شاشة التلفزيون الأردني الذي لا ننكر بأننا لا نشاهد ما يبث عليه إلا ربما لسماع رفع الآذان في رمضان الكريم فقط وهذا واقعٌ حقيقي لا ننكره على أنفسنا . فكانت هذه الفرصة المُثلى كي يحظى شباب التلفزيون الأردني بالتعرف اليهم وعلى قدراتهم وعلى هفواتهم وحتى على أعدادهم فبالنسبة لي لم أكن أعلم أن عدد مذيعو التلفزيون الأردني قد يتجاوز الخمسة ؟! ولا تسألوني لماذا؟
بفضل هؤلاء النشامى الذين تجولوا في أحياء هدى العاصفة أصبحنا نعلم بأن التلفزيون الأردني حياً يرزق فصوت التلفاز أينما وجهت سمعي إلى جيراني كان يعمل على ذات المحطة وعلى نفس التردد الذي لطالما اعتبرناه اضافة لا نرغب بها عند تقليبنا للقنوات .
ومن حقهم علينا أن نقول شكراً لبساطتكم في الميدان ولهفواتكم التي لم نرحمها ولصمودكم في وجه هدى التي جعلت من مكاتبكم مناماتٍ لكم وشكراً لأنكم شبابنا الذين يناضلون ويحاربون للخروج من عنق زجاجة النقد لتقفون كالأسود كلٌ بميدانه وتثبتون للجميع بأن المحترف لم يكن يوماً إلا هاوياً ...
هبوا الشباب وما أجمل هبتكم في هدى .....
والله المستعان