09-08-2008 04:00 PM
سرايا -
سرايا - حب المرأة للتجمل والتزين ورغبتها في ذلك رغبة فطرية جداً ، فالمرأة جبلت علي حب الجمال والتجمل ، والكحل هو أصل الجمال وموطنه ، اخترعه الفراعنة وكانوا يستخدمونه بألوانه المختلفة.. كالأزرق والأخضر والأسود والبني كأول وأهم خطوات التجميل، ويستخدم بطرق متعددة سواء لتحديد العين من أعلي أو أسفل، أو من الخارج أو الداخل، مع اختيار اللون المناسب تبعا للون العينين وألوان الملابس أو الشعر.
ويمكن للمرأة التزين "بالكحل" في جميع الأوقات صباحا أو مساء ، وفي كل الأماكن و أثناء السهرات، لسهولة استخدامه ولتأثيره الكبير في استكمال الزينة، حيث يبرز جمال الوجه ويحدد أبعاده ويظهر لمعان وعمق وجاذبية العيون ويضفي نظرة جذابة مؤثرة.
وعلى مر الأزمان والعصور، تغنى الشعراء للعيون الكواحل وسحرها ، واعتبروها مصدرا للإلهام ، ورمزا للجمال، وأسهبوا في وصفها ، هذا السحر لا يكتمل من دون الكحل، فقد تستغني المرأة، خصوصا العربية، عن جميع أدوات التجميل إلا قلم الكحل الأسود، الذي لا زال صامداً أمام أقلام الكحل المستوردة الملونة الزرقاء والخضراء.
وقد كان الكحل يدخل في معظم الوصفات الخاصة بالعيون في عهد الفراعنة، كما كان شائع الاستعمال عند العرب رجالا ونساء، وجاء تعريف الإثمد على أنه حجر معروف أسود يضرب إلى الحمرة موجود في بلاد الحجاز، وأجوده ما يؤتى من أصفهان. ومن خصائصه أنه يقوي رموش العين ، فيحفظ الرموش فتطول أكثر، وبذلك تزداد قدرتها في حفظ العين من أشعة الشمس، والغبار والأوساخ، فتزيد الرؤية وضوحا وجلاء، أكثر منها في استعمال الكحل الخالية من الإثمد. ويوصف أيضاً أنه معدن هش سريع التفتت، لامع له تركيب رقائقي بلون أبيض فضي، وفي المغرب، حيث توجد أنواع جيدة من حجر الإثمد، ما زالت كثيرات من النساء لا يتخلين عن الكحل المعد على الطريقة التقليدية، رغم انتشار أقلام الكحل وسهولة استعمالها.
والدكتور محمد السقار عيد -ماجستير وأخصائي جراحة العيون وعضو الجمعية الرمدية المصرية - كتب عن الحكل يقول " ظهر الكحل العربي في الجزيرة العربية منذ العصر الجاهلي وهو عبارة عن حجر يؤتى به من المملكة العربية السعودية, ويمر بعدة مراحل قبل أن تكحل به المرأة عيونها وهولا يصنع لدى خبراء متخصصين أو في معامل كيميائية معينة, بل انه كان ومازال يصنع في المنازل وتتوارث طريقة صنعه البنات عن الأمهات والجدات.
ومن أجود أنواع الكحل الطبيعي الإثمد, ويتحدث عنه العلامة ابن القيم رحمه الله فيقول في زاد المعاد:
إثمد: هو حجر الكحل الأسود، ، ويؤتى به من جهة المغرب أيضا، وأجوده السريع التفتيت الذي لفتاته بصيص، وداخله أملس ليس فيه شيء من الأوساخ.
ومزاجه بارد يابس، ينفع العين ويقويها، ويشد أعصابها ويحفظ صحتها، ويذهب اللحم الزائد في القروح ويدملها وينقى أوساخها، ويجلوها ويُذهب الصداع إذا اكتحل به مع العسل المائي الرقيق.
وهو أجود أكحال العين لا سيما للمشايخ، والذين قد ضعفت أبصارهم إذا جُعل معه شيء من المسك.
وهناك ما يطلق عليه اسم الكحل البلدي وهو الكحل المصنوع من( اللبان الذكر) وهو من أفضل الوسائل الطبيعية لتجميل العينين والرموش أو المصنوع من( نوى التمر) وهو يقوى رموش العينين.
أصل الكحل هو حجر “ الإثمد “ ويعالج بإحدى الطرق التالية:
1- الطريقة القديمة وفيها يوضع حجر الإثمد على الجمر حتى ينفجر ويتناثر منه الحصى الناعم ثم ينقع في خليط من الماء والقهوة العربية لعدة أيام ثم يصحن في الهون حتى تتفكك حباته ويتحول إلى مسحوق ثم ينخل في قماش ناعم وبعد ذلك يعبأ في المكاحل ويكون جاهزاً للاستعمال.
2- وهناك طريقة أخرى وهى أحدث من السابقة ولكنها لا تختلف عنها كثيرا, فالكحل يمر خلالها بنفس المراحل إلا أنه ينقع في مزيج من الماء وورق الحناء بدلا من الماء والقهوة .
3- أما الطريقة الثالثة فتتم بوضع حجر الاثمد في خليط يطلق عليه “ النجعة “ مكون من ماء ورد + زعفران أو ماء ورد + ماء لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى يلين الحجر, ثم ينتشل من هذا الخليط, ويدق حتى يصبح ناعماً مثل البودرة ثم ينخل كي يتخلص من الشوائب ويكرر ذلك أكثر من مرة حتى يصبح نقيا صالحا للاستعمال.
تذكر كتب السيرة النبوية أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان لا يفارقه في أسفاره وغيرها: المكحلة، مضافا إلى المشط والعطر والسواك وما شابه...وفي سنن ابن ماجه وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكحلة يكتحل منها ثلاثًا في كل عين.
وورد في الحديث النبوي الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «اكتحلوا بالإثمد، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر».
وفي الترمذي: عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـإذا اكتحل يجعل في اليمنى ثلاثًا، يبتدئ بها،ويختم بها، وفي اليسرى اثنتين.
وقد روى أبو داود عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (من اكتحل فليوتر).
فهل الوتر بالنسبة إلى العينين كلتيهما، فيكون في هذه ثلاث، وفي هذه اثنتان، واليمنى أولى بالابتداء والتفضيل، أو هو بالنسبة إلى كل عين، فيكون في هذه ثلاث، وفي هذه ثلاث، وهما قولان في مذهب أحمد وغيره.
ولم يعد الكحل الطبيعي هو الموجود علي الساحة فقد ظهرت أنواع عديدة من الكحل منها الكحل الملون و (الماسكرا).
وخبراء التجميل ينصحونك بعدم استعمال الماسكرا بصورة متكررة للحفاظ علي سلامة العينين ، ويجب تجنب استعمالها تماماً في حالات ظهور أي أعراض تشير للحساسية من مستحضرات الماكياج مثل احمرار العينين أو تهيج الجفون.
وكانت دراسة سعودية قد حذرت من أن الكحل الصناعي يضر بعيون النساء ويؤذي البصر وخصوصا تلك الأنواع الشائعة في المنطقة العربية والخليجية، لاحتوائها على نسبة كبيرة من الرصاص.
فقد وجد الأطباء في مستشفى الملك فيصل التخصصي بعد تحليل عينات عشوائية من الكحل، الذي يباع عند العطارين، والمتوافر في الأسواق والأنواع الهندية على الأخص أن نسبة الرصاص فيها تتراوح بين 85% إلى 100% في كل جرام من الكحل. وأوضح الأطباء أن هذه النسبة من الرصاص تضر بالعيون وخصوصا عند الأطفال بعد أن تبين وجود علاقة بين استخدام الكحل وتسمم الرصاص عند الأطفال، وما يسببه من اعتلالات دماغية مشيرين إلى أن مثل هذه الاعتلالات تسبب زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال إلى 25%.
لذلك يجب ألا يستعمل الكحل للأطفال عامة والرضع خاصة وذلك لعدم تمكن الطفل من إفراز الدموع التي تغسل العين من التلوث الخارجي؛ ويمكن أن يؤدي ذلك إلى التهابات حادة في العين .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-08-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |