14-01-2015 09:46 AM
سرايا - سرايا - عرضت على مسرح المنصور بالرباط المسرحية الاردنية حرير ادم للمخرج اياد شطناوي ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي التي انطلقت في الرباط في العاشر من الشهر الجاري.
شطناوي أعرب عن شكره للمغرب والهيئة العربية للمسرح مؤكداً من خلال رده على مجموعة من التساؤلات التي اثيرت حول العرض واهميته في معالجة المسكوت عنه في المجتمع العربي حيث قال ان العرض جاء من خلال عمل استمر لثلاثة اعوام متواصلة ويعالج الظروف الخاصة التي تمر بها الامة ويجدد ويؤكد وجود السلطة الذكورية بكل تجلياتها وخاصة تلك التي نراها تتجلى الان في عالمنا العربي من مشرقه الى مغربه.
واضاف شطناوي في الجلسة النقدية التي عقدت لمناقشة العرض الاردني وتحدث فيها د. يوسف الحمدان من البحرين وادارها د. عبدالستار ناجي من العراق بحضور عدد من النقاد والمهتمين ان المرأة العربية تتعرض كجزء من هذا المجتمع لهذه السلطة الذكورية ولهذا النوع من الحرمان من الحقوق والقهر وان «حرير ادم» جاءت لتقول: لا في وجه هذه السلطات وتحاول ان توقفها بما امكن، لافتاً انني اقدم من خلال هذا العرض نفسا بشرية بكل تناقضاتها وهي تحل رسائل واضحة ومهمة في سياق مجابهة ومقاومة هذا العنف الذي يدمي المشهد العربي والانساني بشكل عام.
الحمدان اكد من جانبه على اهمية العرض الذي جسد واقعا مأسويا ومؤلما لحال المرأة العربية في الوقت الراهن حيث حول المخرج هذه الحالة الى واقع تجريبي اعتمد التكنيك والاداء وكان ناجحا، متسائلا في الوقت ذاته عن الدوافع الذكورية وراء ارتكاب هذه الجرائم بحق الانثى مشيدا بدور الممثلات وقدرتهن على تقديم اداء مهم على الخشبة
الناقدة نعيمة زليطان من المغرب اشارت الى اهمية الصدق والوضوح في تناول القضايا المسكوت عنها وان مثل هذا النص لا يمكن ان يقرأ بهذه السرعة مشيدة بدور الممثلات واللياقة الجسدية التي يتمتعن بها. فيما أشار الناقد محسن نصار من العراق الى أن اهمية تكمن فيما تم عرضه من قضايا ولابد من الانتباه الى الجانب المأساوي التي تعاني منه المرأة العربية.، وقال الناقد الاماراتي ناجي الحايك ان هنالك سردية في العرض وانه لم يتم الدخول الى نفسية الشخصية للتعرف الى دوافعها على الاقدام على مثل هذه الاعمال الا ان المخرج نجح في تقديم هذه الحالات وتصوير معاناتها.
ومن جهته انتقدعبدالناصر خلاف غياب الرجل في المسرحية منوها بالعرض الذي قدم نماذج مهمة من حياة المرأة العربية. ووافق الناقد عماد الشنفري من سلطنة عمان وخلاف من الجزائر على اهمية الابتعاد قليلا عن الخطابة والاقتراب من تجذير الحالات النفسية للشخوص، ورغم اقتراب المخرج من ذلك الا ان العرض لم يخل من نقص احيانا.
المسرحية التي كانت من تأليف الكاتبة أروى ابو طير واعداد الفنان زيد خليل، واداء الفنانات: اريج دبابنة، رسمية عبدو، نهى سمارة، اريج جبور، تم اختيارها من خلال مهرجان المسرح الاردني الذي اقيم نهاية العام الماضي في عمان، اضافة الى ثلاثة عروض اخرى تم اختيارها من خلال هذا المهرجان.
وقدم شطناوي الواقع السوداوي للمجتمع الذكوري العربي وظلم المجتمع المحكوم بالذكورية معتمدا على قصة واقعية جسدت الجانب المأساوي السوداوي الذي كانت ومازالت تعاني منه الكثير من النساء في عالمنا المعاصر، ليحاول انقاذها وتقديم اسئلتها من خلال عرضه الذي نحا به نحو واقعية يمكن تسميتها بالواقعية التجربية عندما أدخلها في مختبر مسرحي اعتمد التكنيك في اداء الممثل وكان موفقا في ذلك.
المسرحية جسدت اربعة قصص واقعية دارت حولها احداث المسرحية وكانت ما بين ضحية طبيب أسنان، وضحية أخ متسلط، وضحية مسؤول متحكم، وآخرها مصور صحفي، وقد استغل كل رجل ممن ذكروا وضع النساء الصعب، مستفيدا المخرج من طاقات الممثلات ومواهبهن بأعطائهم بعدا اوسع في الحركة لمعالجة التركيب الحركي على اساس الحالات الإنسانية التي تعانيها الشخصيات في العرض المسرحي، ليظهر العرض بعيدا عن الفجاجة والابتذال وقدم بشكل إنساني مؤثر. اضافة لذلك قدم الفنان محمد مراشدة، درسا مهما في الاضاءة والسنوغرافيا حيث جسدت مهارته مشاهد مهمة من خلال الاضاءة كمشهد النفق، ومشهد السجن، ومشهد الباب، بإضاءة معبرة دراميا وجماليا.
واشار عدد من النقاد الى ان المخرج استطاع ان يتمكن من أدواته ويطوع نصه ويخفف ثقله على المسرح ليكون اقرب لملامسة نفسية المشاهد رغم ثقل الحكاية وقساوتها، اضافة الى الموسيقى التي رافقت العرض واسهمت في تخفيف ثقله ووقع قصصه على المتابع.