سرايا - سرايا - سميح العجارمة - كشفت بلدية مادبا لـ "سرايا" الحكاية الكاملة لعملية ضبط سيارة محملة بكمية كبيرة ومتعفنة من جبنة البقرة الضاحكة ( لافاش كيري ) منشأ تركي، وقيام كوادر البلدية بالإشراف الكامل على إتلافها بمكب نفايات مادبا.

فقد أكد الدكتور أحمد الغليلات مدير الدائرة الصحية في بلدية مادبا لـ "سرايا" أن أحد مراقبي البلدية تلقى اتصالاً من مواطن أبلغه عن وجود سيارة محملة بجبنة تالفة تحمل العلامة التجارية ( لافاش كيري ).

ويبدو أن المواطن الشريف الذي اتصل ضميره لم يسمح له أن يصمت خوفاً من أن تصل هذه الجبنة التالفة وغير الصالحة للاستهلاك البشري إلى السوبرماركهات في مادبا وعندها تحدث كارثة إذا تناولها المواطنين معتقدين أنها صالحة للاستهلاك، لذلك قام هذا المواطن بإعطاء معلومات كاملة عن السيارة المحملة بجبنة ( لافش كيري ) المتعفنة والقادمة إلى مدينة مادبا.

وأضاف الغليلات أنه على اثر تلك المعلومات نسقت البلدية مع شرطة البيئة في  مادبا حيث تم نصب كمين للسيارة عند مدخل مادبا، ومكون الكمين من شرطة البيئة ومن الكوادر الصحية التابعة لبلدية مادبا، وبالفعل قامت شرطة البيئة بإيقاف السيارة المقصودة ببلاغ المواطن الأردني الشريف، وعند التدقيق على حمولتها واكتشاف أن جبنة ( لافاش كيري ) بالفعل تالفة ادعى ركاب السيارة أنهم قادمون إلى مادبا بهدف اتلافها، ولكن لم يكن معهم ضبط يثبت أنهم ينوون اتلافها.

وهنا تجدر الإشارة إلى تساؤل كبير مفاده إذا كان موظفوا الرقابة الصحية في بلدية مادبا يؤكدون أن الشاحنة المضبوطة لم تكن تحمل ضبط اتلاف فكيف حصلت عليه في ما بعد ؟! وهل يجوز للمؤسسة العامة للدواء والغذاء أن تمنح صكوك الغفران لأية شاحنة تضبط بداخلها مواد متعفنة ربما كان الهدف منه توزيعها على المواطنين لتخرج لنا هذه المؤسسة بصك براءة لتحمي وكلاء هذه المواد المتعفنة ؟!... هذا سؤال كبير سنضعه أمام وزير الصحة ومدير المؤسسة العامة للدواء والغذاء للتحقيق في وقت وتاريخ صدور ضبط التقرير الصادر عن مؤسسته والذي يعتبره وكيل الجبنة منفذاً لتبرير الشحنة التالفة.

يذكر أن وكيل هذه الشحنة هو رجل الأعمال وائل صالح شقيرات الذي يدير شركة والده المسماة ( شركة انجاز للتموين والتوزيع )، ونستغرب لماذا اتلاف الجبنة المتعفنة لا يتم إلا في مكب مادبا، ولماذا تخرج السيارة من عمان ولماذا لم يتم اتلاف الكمية في عمان ؟!

ووعودة إلى الدكتور غليلات الذي أصر على أن ترافق السيارة المحملة بالجبنة التالفة كوادر البلدية الصحية والإشراف على اتلافها حتى آخر حبة منها للتأكد من عدم تسربها للسوق في مادبا حفاظاً على حياة المواطنين.

وكشف غليلات لـ"سرايا" أن تجربة البلدية مع اتلاف مثل هذه المواد تجربة طويلة ومريرة حيث تعمد بعض الشركات والجهات على عدم اتلاف كامل الكميات الغذائية وانما اتلاف جزء بسيط منها مما يؤدي لتسرب باقي الكمية للأسواق، ومثال ذلك - بحسب غليلات - ما حدث منذ اسبوعين حيث ضبطت كوادر بلدية مادبا 2000 علبة من مشروب الشعير سعة ( 330 مل ) تباع في سوق الجمعة في مادبا وملوثة زجاجاتها بالطين والأوساخ مما يدل أنه تم اخراجها من مكب النفايات، والكثير من المواد الغذائية الفاسدة لا يتم اتلافها بالكامل لذلك أصرت بلدية مادبا على وجود مندوبين عنها اثناء عملية اتلاف جبنة ( لافاش كيري ) حتى آخر عبوة واتلاف بشكل حقيقي وكامل.

من جهته صرح رئيس بلدية مادبا المحامي مصطفى المعايعة الأزايدة أن بلدية مادبا لن تتوانى عن القيام بواجبها بالحفاظ على صحة المواطنين، وأنه يبدو أن السيارة المحملة بالجبنة الفاسدة كانت ستصل للأسواق في مادبا لو لم يتم ضبطها لذلك حولنا سائق السيارة للمدعي العام.

هذا رابط ما نشرته "سرايا" سابقاً حول فضيحة جبنة ( لافاش كيري ) المتعفنة :

 سرايا تحصل على فيديو و وثيقة اتلاف " لافاش كيري " المتعفنة في مكب نفايات مادبا