10-08-2008 04:00 PM
من بين كل القصائد التي رتلها محمود درويش كانت "عابرون في كلام عابر "التي أقامت الدنيا ولم تقعدها وجلت وجه الحقيقة والنهاية الحتمية لكيان غاصب قام على نفي الأخر وقلعه وقتله.محمود درويش...رحل على وقع الفجيعة وترك لنا عذاباتنا وانقساماتنا واختلافاتنا التي نسعى من خلالها أن نكون.. كما قال في أخر قصائده ...رحل وكأنه اختار أن يكون عدد سنوات بقائه على هذه الأرض"67"عاما كما هي النكبة الثانية. ليس غريبا أن يحتل خبر رحيل شاعر مقدمة الأنباء ويتقدم على إخبار الحروب والصراعات والانقلابات وليس غريبا أن نشعر نحن الذين عرفنا درويش مع خبزنا وزعترنا وقهوة الصباح وعيون ريتا العسلية أن ثمة فراغ لا متناه استوطن قلوبنا بعد أن صدمنا الخبر النكبة وبعد أن ترجل الفارس وترك الحصان وحيدا يصهل لكي يكون ولكي نكون . أعترف أنني يوما لم أستذق يوما مواقف درويش السياسية وان كنت أجد له العذر أحيانا رغم أن الإيقونة الأخرى ناجي العلي وصفه" بخيبتنا الأخيرة" ذات كاريكاتير يسخر من تقلباتنا وانقساماتنا لكن محمود درويش الشاعر لا بد منه فهوا كالهواء والشمس لا تذكر فلسطين إلا ويذكر فهو قاتل على طريقته كي يكون له وطن وكي تكون للأجيال المشردة والمنفية شبر من الأرض تحتوي أجسادهم حين الرحيل ."فمن ليس له وطن ليس له قبر" تغيب الآن والطريق لا تزال طويلة ووجع الانقسام يحاصرنا "والعابرون " استأسدوا على الجسد المضنى بالعذاب لكننا نؤمن معك أنهم "سيحملون أسمائهم وينصرفوا وان لنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا "" ..درويش.. سنظل نشدو معكم قصيدتك التي أفزعتهم ونغني.: "أيها المارون بين الكلمات العابره ..كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة، وانصرفوا وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس ...أو إلى توقيت موسيقى مسدس! فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا...ولنا ما ليس فيكم، وطن ينزف شعبا ينزف وطنا يصلح للنسيان أو للذاكرة ..أيها المارون بين الكلمات العابره ..آن أن تنصرفوا وتقيموا أينما شئتم ، ولكن لا تموتوا بيننا ...فلنا في أرضنا ما نعمل...ولنا الماضي هنا ولنا صوت الحياة الأول ...ولنا الحاضر، والحاضر ، والمستقبل ...ولنا الدنيا هنا... والآخرة ...فاخرجوا من أرضنا...من برنا.. من بحرنا ..من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا...من كل شيء ، واخرجوا من مفردات الذاكره ....أيها المارون بين الكلمات العابره!""...محمود درويش سلام عليك هذا الصباح وكل صباح.. alkateebas@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-08-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |