بقلم : محمد المحيسن

كانت غفوة بعد صلاة الظهر طلب فيها ابني شهم ان يكتب امتحان لطلابي في احدى المدارس فشعرت بالفرح لان فرخ البط عوام ولكن كان الرد على طلبه بالرفض المطلق وانهلت عليه بجمل تبرر رفضي لطلبه منها:
كيف تكتب امتحان لمنهاج انت غير مطلع عليه او على مستجداته من مطلوب و محذوف
كيف تكتب امتحان وانت لا تمتلك خبرة في وضع الأسئلة من حيث التدرج فيها ومراعاة الفروقات الفردية وعامل الزمن وعدد الاسئلة وكيف وكيف حتى صعقت بصوت صراخ و بكاء افزعني و ايقظني من غفوتي تبين لي انه لجارة لنا وابنتها اذ تشكي من امتحان الفيزياء الذي قامت بتقديمه وتنادي بالرسوب هي وزميلاتها لصعوبة الاسئلة وغرابتها وعدم كفاية الوقت...

دفعني بعد ذلك الفضول لمشاهدة ردود الفعل على الامتحان عبر وسائل الاعلام فوجدت ان خيرة المعلمين و المعلمات يتفقون في الرأي على ان الامتحان بعيد كل البعد عن مقايس التقويم فضحكت بيني وبين نفسي أذ كنت انظر في الحلم على ابني بهذه المقايس ولم اجدها على ارض الواقع فذهبت مسرعا الى غرفته و نظرت اليه وقلت لو انك كتبت ذلك الامتحان فقلمك زجاجة شفافة حبرها الحليب ومنهاجك واضح يشمل حرفين : أ و غ تشكل من الحرفين اجمل الكلمات والتي تسر الجميع و امتحانك سيراعي الزمن لانك تغفو قبل انتهاء الساعتين وانا على ثقة بان تكون المحصلة واحدة ولكن بدل البكاء و الصراخ من الطلبة سيكون هناك ابتسامة..