19-01-2015 10:10 AM
سرايا - سرايا - يسرد محمود الريماوي في مجموعته القصصية الجديدة المعنونة (عم تبحث في مراكش) الصادرة حديثا عن مجلة دبي الثقافية، باسلوبيته القصصية المعهودة، جوانب رحلة الى مراكش الزاخرة بفضاءات الامكنة والشخصيات، والتي يغلب عليها شغف القاص بتلك التفاصيل المبثوثة من مناخات المعايشة أو تلك العالقة في الذاكرة و الآتية من مخيلة رحبة.
تكشف المجموعة عن جوانب مفعمة بالحميمية لأولئك البسطاء والمهمشين ورغباتهم الدفينة الآتية من حلقات الحكواتية ومغامراتهم الاندفاعية المرتجلة والمليئة بالنظرات والدعابات الآسرة، وكل ذلك يسري في عناق مع ما تؤشر عليه أخبار وتحولات وقائع الحياة الاجتماعية والسياسية.
تختلط في قصص الريماوي المراكشية، نفحة الخيال والالتصاق بالواقع، الذي ينحاز الى الإنسان في علاقاته اليومية مع المكان والآخر، حيث برع الريماوي في اتكائه على حرفيته القصصية المديدة في معالجتها باشتغال سردي فطن على الوصف والاشارات والدلالات، ملما بحراك شخوصه في اكثر من بيئة، بدت فيها بلاغة الوصف ورسم الأمكنة والشخصيات الجدلية المزنرة بمفردات وعناصر من ثقافة الناس السائدة بالمغرب.
قدم الريماوي شخصيات مجموعته من اولئك الناس العاديين في تصاوير دقيقة لملامح يختزنها الكثير من الاشواق والهموم والامال بحيث يتعاطف مع احوالهم خاصة وهم ينثرون رؤاهم على اطراف المدينة كباعة جائلين أو عابرين ام هم زبائن مقهى او عالقون في ساحات وفضاءات المدينة داخل حدائق وفنادق ملاهي ومقاهي وبيوتات،حاملين حاجياتهم وبضاعتهم البسيطة التي تقيهم الوحدة والعوز وتداعيات الزمان.
مرة اخرى يتكرر ابداع القاص محمود الريماوي في تسليط الضوء على بيئة جديدة مغايرة لواقعه دون ان يتخلى عن محليته التي تحضر في ذهن القارىء على هيئة اطياف ورؤى عميقة جرت معالجتها بأسلوبية جمالية وفي بناء سردي متين متدفق.
يشار الى ان الريماوي المولود العام 1948هو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، ونقابة الصحفيين الأردنيين، واتحاد الصحفيين العرب ، واتحاد الكتاب العرب، وهو صاحب قائمة طويلة من الابداعات القصصية وفي الرواية ايضا كما نال اكثر من جائزة مرموقة بهذا الحقل الابداعي.
من بين مؤلفاته: الجرح الشمالي ، كوكب تفاح وأملاح، ضرب بطيء على طبل صغير، غرباء ، أخوة وحيدون ، القطار، شمل العائلة ، لقاء لم يتم، من يؤنس السيدة؟، وسواها كثير.. جميعها صدرت في الكثير من العواصم والمدن العربية.