19-01-2015 10:11 AM
سرايا - سرايا - معرض مقتنيات وزارة الثقافة الذي أقيم مؤخراً يشير إلى حيوية المشهد التشكيلي الأردني وتنوعه ومقدرته على التواصل والنمو، ولعل أهم ما في المعرض هو الفرصة التي توفرها المعروضات لدراسة التحولات والانتقالات في مسيرة الحركة التشكيلية الأردنية ، وتلقي الضوء على احتكاكها مع المشهد العربي.
الإقبال الذي يشهده المعرض حدا بالمنظمين إلى تمديده حتى يوم الخميس المقبل لإتاحة الفرصة للجمهور والباحثين والدارسين التعرف على مفردات المعرض وتحولات المشهد التشكيلي، فالمعرض بحد ذاته يمثل ذاكرة التشكيل الأردني وقيمه الجمالية لما يحتويه من أعمال لمختلف الأجيال والتجارب، ويفيد الدارسين في تتبع المسار التاريخي لتطور اللوحة.
ثروة فنية
المعرض الذي شارك فيه مجموعة من الرواد والتشكيليين العرب، ممن عرضوا أعمالهم في الأردن، وعدد من طلبة معهد لفنون والجامعات، أبرز التنوع والانفتاح الذي تمتاز به اللوحة ، وأبرز تجارب الأجيال وتراكم الخبرة البصرية، وقبل كل ذلك أكد أن العمل الفني يمثل ثروة فنية ومادية تزداد قيمتها كلما مرّ عليها الزمان.
المعرض الذي نسق له مدير وحدة التصميم الفني الفنان التشكيلي يوسف الصرايرة، وأقيم في قاعة فخر النساء بالمركز الثقافي الملكي بتنظيم مديرية الفنون بوزارة الثقافة اشتمل على 44 لوحة تمثل مختلف الأساليب والتقنيات والمدارس الفنية التي تتنوع بين الواقعية الكلاسيكية والواقعية التعبيرية، والانطباعية والتكعيبية والحروفيات والتجريد والسريالية.
أعمال محلية وعربية
بلغت الأعمال العربية المشاركة من مصر ، العراق، البحرين، قطر، وسوريا، 7 أعمال، فيما بلغت أعمال الطلبة نحو عشرة أعمال تميزت بالاشتغال الأكاديمي الرصين. وبين جيل الرواد ومن تلاهم ثمة الكثير من العلامات المضيئة في المشهد بإجماله.
المعرض الذي افتتحته وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ بحضور عدد من سفراء الدول الصديقة وممثلي البعثات الدبلوماسية الشقيقة ومديري الدوائر في الوزارة. تضمن المعرض الذي يستمر يومين أعمالا لإبداعات طلبة مركز «مهنا الدرة» للفنون الجميلة التابع للوزارة، ورسومات لأطفال من مؤسسات وجمعيات تابعة لوزارة التنمية الاجتماعية هي نتاج ورشة تدريبية عقدتها الوزارة بإشراف الفنان عماد مدانات.
وقالت وزيرة الثقافة، وهي بالمناسبة فنانة تشكيلية ان المكان المناسب والأفضل للوحات الفنية صالات العرض كي يستفيد منها المتلقي ويتعرف على ابداعات الفنانين في بادرة هي الاولى من نوعها من قبل الوزارة التي تقوم على دعم الفن التشكيلي.
واضافت ان المخرجات الطيبة للورشة التدريبية التي اقامتها الوزارة لطلبة المؤسسات والجمعيات من مختلف المحافظات يشجع على عقد ورشة تدريبية اخرى لهؤلاء الطلبة في الرسم والنحت والخزف في الاسابيع القليلة القادمة.
تسويق المنجز الثقافي
وقال الفنان عماد مدانات المشرف على الورشة التدريبية لطلبة مؤسسات الرعاية الاجتماعية ان هذا الرسومات جهد شهر متواصل مع الاطفال الذين يتعاملون مع الألوان لاول مرة عبر هذه الورشة ، وهذه اللوحات تتميز بالبساطة لكونها التجربة الاولى للتعامل مع اللون والتشكيل.
وقدم الفنان التشكيلي والمشرف على المعرض يوسف الصرايرة شرحا عن اللوحات الفنية ومواضيعها المختلفة، واشكالها المتعددة والتي تعود لفنانين من الاردن وسورية والسعودية وقطر ومصر والعراق.
وقال:جاء المعرض في إطار رسالة الوزارة في تسويق المنجز الثقافي الأردني وتسويقه ، وهو ما يحقق الهدف الجمالي بخلق علاقة في التواصل البصري ويقرب المسافة بين المتلقي والعمل الإبداعي.
وأضاف الصرايرة في السياق حرصت «الثقافة» على التنمية الإبداعية ووصول العمل الفني إلى الأسرة الأردنية.
وقال إن المبادرة تضم أعملاً لطلبة وفنانين أردنيين وعرب يمثلون مدارس واتجاهات فنية مختلفة، تخلق حالة من التواصل بين الفنانين الأردنيين والعرب.
وأشاد بحضور طلبة مركز مهنا الدرة التابع للوزارة الذين قدموا أعمالاً ذات مستوى وصفه بـ»الرفيع».
رسومات الأطفال
وأشار إلى شراكة تمت مع وزارة التنمية الاجتماعية ، حيث أقيمت ورشة تدريبية لأطفال المؤسسات في والجمعيات التابعة لوزارة التنمية التي تضم فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة وشاركوا في المعرض بأعمال لاقت استحسان، وكان الهدف منها الكشف عن مواهبهم ودمجهم بالمجتمع.
وبين أم المعروضات من الأعمال قدمت بأسعار «معقولة» لأعمال «مهمة».
ويذكر هذا المعرض بمشروع مكتبة الأسرة الذي يسعى لتعميم القراءة، فيما يسعى هذا المعرض لتعميم الثقافة البصرية ونشرها في المجتمع.
وقال الروائي، التشكيلي رفعت العلان: خلال زيارة سريعة الى معرض مقتنيات وزارة الثقافة في المركز الثقافي الملكي، يرى الزائر ان المعروض من أعمال الفنانين الاردنيين تمثل إرثا فنيا يستحق العرض والمشاهدة، ورأيت أن الفكرة سامية في جوهرها من ناحية، وفي وقيمتها الفنية المعنوية والمادية من ناحية ثانية، فمن خلالها يرى الجمهور حجم المخزون الفني الذي كان مهملا يعلوه الغبار ويحتل مساحات يمكن الاستفادة منها.
واذا شاءت وزارة الثقافة التعريف اكثر بمدى ابداعات الفنان الاردني، يصار الى بيع اللوحات الى مؤسسات القطاع الخاص، وتوزيع عدد منها على المؤسسات الحكومية، واهداء البعض منها لسفارات الدول الشقيقة والصديقة. في المجمل تعتبر الفكرة رائدة وتستحق التقدير.
تعريف بالفنان الأردني
أما الفنان التشكيلي ، الناقد رسمي الجراح، فقال: تاتي مبادرة وزارة الثقافة في عرض جزء من مجموعتها الفنية من اللوحات للعرض للجمهور والبيع في غاية الاهمية على اكثر من صعيد حيث اتاحت للمقتنين ومحبي الفن اقتناء لوحات فريدة لانها جمعت من معارض فنيه واخرى تم رسها في سمبوزيوم الاردن ضمن مهرجان الاردن 2009 حيث انجز فنانون من مختلف انحاء العالم لوحات مهمة جدا.
ومن جهة اخرى تبرز اهمية رمزية السعر حيث اتيح للجميع فرصة الاقتناء وذلك يعزز جانب التثقيف الفني اذا بات بمقدور ذوي الدخل المحدود والمحب للفن ان يقتني لوحة لفنان طالما تابع فنه عن بعد وطالما حلم باقتناء لوحة اصلية ستزين بيته بديلا عن النسخ التجارية.
كما قال الجراح إن المعرض وفر تعريفا بالفنان الاردني والعربي والاجنبي على حد سواء حيث ياتي المعرض كاشفا عن لوحات لاجيال فنية غابت عن الساحة الفنية الى جوار لوحات من انجاز طلبة معهد الفنون وباتوا الان فنانين معؤوفين لدى الجمهور.
مبادرة وزارة الثقافة يجب ان تحتذى من الهيئات الاخرة والوزارات وصالات العرض والاشخاص والقطاع الخاص والجامعات الذي يمتلك مجموعات فنية خاصة مما يعزز فكرة الاقتناء وينشط الحراك الفني ويعود بالنفع عليها مباشرة ويساهم في الاقتصاد الوطني .