بقلم :

بهاء الدين بن عبد الله

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل ( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) والصلاة والسلام على رسولنا الكريم محمد بن عبد الله النبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين القائل ( إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة ) وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . ثم أما بعد : من نعم الله سبحانه وتعالى أنه فتح باب التوبة لعباده ما لم تغرغر الروح أو تطلع الشمس من مغربها وجعل التوبة مجددة للحياة فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له . فلا قنوط ولا يأس ولا حزن مهما كثرت ذنوب المسلم بل ويحث المولى جل جلاله عبده المذنب العاصي الذي أسرف على نفسه بالتوبة ويذكره بضرورة الرجوع إليه لأنه هو الغفور الرحيم إذ يقول سبحانه وتعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53 فيغفر ذنب المذنبين ويقبل العائدين التائبين بل ومن كرم الكريم المنان أنه يبدل سيئات المذنب العاصي إلى حسنات إذا تاب إليه وأناب وعمل صالحا ، يقول جل من قائل : {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان70 فهذا هو الكرم وهذا هو اللطف فليحمد الله من تاب وأناب قبل أن يقبضه الله على معصيه ويختم له بسوء وليكثر من الاستغفار وليجدد التوبة في كل يوم وفي كل حين. ومن المؤسف إخوتي الأفاضل أن كثيرا من التائبين لا يثبتون على توبتهم فينتكسون ويعودون إلى ما كانوا عليه وهذا عائد لنقص لديهم في شرط من شروط التوبة كأن تكون نيتهم في التوبة غير خالصة لله تعالى كأن تكون رياء أو سمعة وما شابهها أو كعدم مفارقة للمعاصي وعدم البعد عنها وعدم الندم على ما فات من الذنوب والمعاصي بل يتذكرها وقد يتلذذ بماضيه والعياذ بالله وهذا مما قد يعيده للماضي من فسق وفجور . وبالإضافة لذلك فإن هناك من الامور التي قد تعين التائبين على الثبات على توبتهم وسلوك طريق الرشاد والبعد عن المعصية وأذكر لكم منها ما يلي : 1- كثرة الاستغفار . 2- الدعاء بالثبات على التوبة النصوح والإكثار من الدعاء . 3- المحافظة على الفرائض في وقتها ولا سيما الرجل على صلاة الجماعة في المسجد. 4- طلب العلم الشرعي والتفقه في الدين . 5- تلاوة القرآن الكريم ومحاولة حفظ ما استطاع منه . 6- تعلم أحكام التجويد ما أمكن وتحسين القرآن لديه . 7- حضور حلقات العلم والدروس والندوات الدينية . 8- مجالسة العلماء وطلبة العلم والتخلق بأخلاق الصالحين. 9- الصدقة بأنواعها. 10- صلاة النافلة كالضحى وقيام الليل . 11- صيام النافلة كصيام الاثنين والخميس والأيام البيض . 12 - مرافقة الصالحين ومجالستهم . 13- البعد عن رفاق السوء وعدم مصاحبتهم لا من قريب ولا بعيد وخاصة في بداية التوبة . 14- قراءة المطويات والكتيبات وخاصة التي ترقق القلوب. 15- الإكثار من ذكر هادم اللذات ( الموت ) وتذكره في كل لحظة. 16- سماع الأشرطة الوعظية المؤثرة والدروس الهادفة . 17- ملئ وقت الفراغ بما هو مفيد ونافع . 18- قراءة سيرة خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم. 19- قراءة سيرة الخلفاء الراشدين وسائر الصحابة الكرام رضي الله عنهم. 20- عدم الجلوس على الانترنت منفردين بل بمرافقة أخ أو أخت أو أم أو أب. 21- قطع الانترنت إن كان من مدمي النت ولو لفترة بسيطة. 22- تغيير رقم الجوال لمن كان يسيء استخدامه ومسح الأرقام التي لديه. 23- أداء العمرة والحج لمن استطاع إليه سبيلا. 24- مساعدة الفقراء والمحتاجين. 25- بر الوالدين واستسماحهما وطلب الدعاء منهما. 26- توزيع الكتيبات والمطويات لوجه الله تعالى. 27- العمل على إصلاح ذات البين . 28- البعد عن مواطن المعصية وهجرها نهائيا. 29- إتلاف أي شيء يذكر بالمعصية كصور المطربين والممثلين وأشرطة الغناء وما شابه ذلك . 30- الإكثار من الذكر والتسبيح والتحميد والتهليل . هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين .