حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 31463

صرخه مثقف .. ابراهيم العجلوني (وخطوب ايام ودهر عناء)

صرخه مثقف .. ابراهيم العجلوني (وخطوب ايام ودهر عناء)

صرخه مثقف  ..  ابراهيم العجلوني (وخطوب ايام ودهر عناء)

24-01-2015 09:45 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : صالح مفلح الطراونه

حينما اتاح لي آنذاك الراحل الأديب الكبير الأستاذ حسن التل الكتابه عبر اللواء , كنت في غاية السعاده إذ أكتب بصحيفه فيها إبراهيم العجلوني الذي يولد مع النص ويكتب بلغة الأحتراف حروفاُ لها ألف معنى ومعنى ويحمل صفة الكتابه بوزن عالي من الدقه والمعلومه التي تعطيك مدلولاُ أٌقرب الى العقل والفكر الكبير بالمعرفه ...


يقول الأديب ابراهيم العجلوني ((ان اعظم حدثين في حياة أي انسان هما الميلاد والموت. ولو قلت عن أي من في أي من العصور, في أي من المواطن في مشارق الارض ومغاربها انه (ولد ومات) فذلك تأريخ صادق لوجوده في هذه الحياة الدنيا. وكل فلسفة او اعتقاد, أو خطاب سياسي او نظرية علمية لا تأخذ في اعتبارها هذين الحدين وما يكون بينهما من شقاء الانسان المخلوق في كبد فهي لغو لا طائل وراءه. اذ المعوّل عليه هو كيفية التعامل مع محددات المصير البشري, على أي نحو تكون, وبأي الطرق يخفف شقاء الانفس وتستفز العقول على عزاء معقول..


إن الادب, بمعناه العام, مرشح لهذه المهمة الصعبة, ولكن «الادبيات» التي قد تنجح في ادائها مرهونة بشروط شتى, اولها وهو الاكثر اهمية ان تكون مشتملة على المعطى المعرفي في مختلف أبعاده وأن يكون لها لون اختصاص بجانب من المعارف وتعمق فيه فتنسحب الجدية فيه على سائرها, وأن تكون للغة الخطاب بساطتها وجمالها في آن.


ويكون الاديب.. بهذا المعنى الواسع بيانياً عميق الثقافة, بالغ الحس بالمأزق والشقاء الانسانيين, قادراً على دفعهما عن الانفس والعقول.. ويكون «الادب» جامعاً لمعنى الفلسفة والعلم والدين في آن)) انتهى الأقتباس واليوم يرقد استاذ الأدب والكلمه على سرير الشفاء لا صديق ولا مثقف مسؤول يناديه من خلال فراشة الحزين , اليوم يرقد ابراهيم وخلفه كم كبير من منجزات طاولات السماء وغلفت زمن الذين يدعون المعرفه والثقافه حينما يكتب إن البعض يصمت ولا يعرف كيف يقرأ لقلمه أو يركن حرفاً بلاا رد ..


اليوم مثقف آخر يقف من بعيد بصوته المشحون حزناً , كما كان صوت الشاعر عاطف الفرايه يضج من خارج أسوار المدينه التي عشقها وحلم فيها ومات خارجها غريباً يئن من وحشة البعد والحرمان فأرثيناه بوطن لم يعرف من شعره غير الكتب التي كانت هنا وهناك , وها نحن نمد يد الصوت الحزين لكتبه ومؤرخاته وفلسفته الكبيره في القول السديد مهما نسب لها من إختلافات بالفكر والسياسه التي يريدها إبراهيم ..الذي يرقد على سرير الشفاء مناجياً وحدة الضمير لزمره مثقفه خرجت على كراسيها لتكتب شيئاً بلا معنى او لتقرأ كتباً لا وجود لها .. نسوك يا سيد الكتابه والحرف والتنقيط ..


إننا نمر في رحلة الكتابه لرموز الثقافه والمعرفه ولا نعرف أي هؤولاء الذين يحلسون الآن على قيادات الوعي السياسي وإصول القياده كيف كان ابراهيم وكيف هو الآن .. في رحاب الحاجه لسؤال ..


يترك على جبينه معنى للوطن في ليالي الذين أحبوه وعلقوه نيشان على صدورهم ...
يقول ابراهيم ... الأديب والمفكر الخارج من الصريح .. التي تسأله السلام والخروج من جديد يكتب ويملئ محيطنا بألف كلمه كل صباح
قد كنت ارجو ان تقول رثائي
ممدوح مهلاً، ليس الا برهة
حتى نكون معاً بأرض ثواء
وخطوب ايام ودهر عناء
كنت الانيس اذا تجهم لي الورى
ولقد جفانا يا صديقي موطن
كنا له من خيرة النصحاء
لكنهم ضنوا بفضل حباء
ممدوح يخذلني الكلام


وانا رجل اؤمن بأن الصداقة بمنزلة الرحم كما اؤمن بأن اصدقائي كالنجوم، اذا جنّ الظلام
فماذا بعد هذا من نص نسلكه بدربك البعيد يا ابراهيم
إنها صرخه كاتب تعلم كيف يكون الوطن بحضرة الغرباء ..
وصرخه كل المثقفين الذين يعرفونك يا أبراهيم
وصرخه الذين تواروا عن السؤال عنك وحولك الآن الف الف سؤال يختبئ في ظلال الحاضر الحزين
سلاماً عليك يا أبراهيم ...
وسلاماً على الذين يدعون في آنا الليل بالشقاء اليك ..
سلاماً عليك يا ابراهيم








طباعة
  • المشاهدات: 31463
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم