حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14030

«دروب الصباح» وإيقاعات التجربة الأولى

«دروب الصباح» وإيقاعات التجربة الأولى

«دروب الصباح» وإيقاعات التجربة الأولى

24-01-2015 04:44 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا-عرض-أحمد الخطيب - أن يتصل شاعر شاب مع تحوّلات النص الشعري في بداياته الأولى، وأن يبدأ باكورة قلقه مع قصيدة النثر، مدعاة للتفكر والنظر بعيدا في مآل هذه التجربة، وقدرتها على مواجهة التحولات التي تطرأ على النص الشعري، بعد أن يكون قد أفرغ حمولته في طريق الانقطاع عن مؤثرات الذائقة التي اعتادتها الذاكرة العربية، فمواجهتها المبتورة عن سياقها التاريخي، ربما يؤدي إلى فجوة كبيرة بين فعالية الكتابة والتلقي.


هذه إضاءة عامة وليست خاصة نضعها لعرض باكورة أعمال الشاعر الشاب يزيد العلي « دروب الصباح» الصادر حديثا عن دار دجلة للنشر والتوزيع في عمان، والتي أراد لها أن تبدأ من قصيدة النثر، وخاصة إذا ما علمنا أنه في العقد السابع عشر من عمره، وهذه إشارة مهمة تدلنا على السرعة التي يقف أمامها هذا الجيل بالتعاطي مع فكرة الإبداع، ولكنها في الوقت نفسه تشير إلى ذلك القلق الجواني الذي تفرزه الموهبة والتي تحتاج إلى تأني وصبر شديدين للإحاطة بها وبتوجهاتها.


الديوان الواقع في « 115» من القطع الوسط، ويضم «47» نصا شعريا اتّخذت من قصيدة النثر ثوبا لها، يؤشر على طاقة شعرية شابة قادرة على الخروج من مأزق الانفلات من الجذور، ففي نصوصه هدير واضح للصوت الشعري الإيقاعي الذي ضاع في مشارب السرعة وعدم الالتفات إلى النص الشعري في مهاده الأول.


نلاحظ ذلك في قصيدة « طيران أولي» يقول فيها:
« بشارع هشّ القوام، أطير بلا أجنحة، أصير غيما، أصير قمرا فوضويا، أسير على مهل كالحمام، كأنّي أبيض أمام الرّخام».


تشكلت عتبات النصوص من فضاء بصري محيط بالذات، والكتابة تحتاج في كثير من محطاتها إلى التوغل بعيدا في اللامرئي، المحجوب، والذي يحتاج إلى الكشف عن مآلاته قبل أن يتم تحبيره على الورق، وهذا ما غاب عن كثير من العتبات، من مثل:» دروب الصباح، في الصباح، وحيدا في الصباح، صباح»، ولكن الشاعر أعاد بعض التوازن لنصوصه من خلال عتبات « سيري لأحيا، طيران أوّلي، أنت ووشاح امرأة، فجر في اللاوجود، طريق اللاشيء، نرد».
يقول في قصيدة « أنت ووشاح امرأة»:


« أنت الآن, ترقب نفسك، للندى, تضئ نجوم المفردات، حول كوب القهوة، لتدنو على ورق, وترسم رذاذ الحديث، كقطة مرصّعة، بالوشاح الذهبيّ، أو كسيّدة غريبة الأطوار».


إلى ذلك يبقى ديوان» دروب الصباح» بشارة أولى لشاعر شاب لديه قدرة على صهر المفردات إذا ما أراد إلى ذلك سبيلا، من خلال قراءة عيون الدواوين الشعرية وما صاحبها من نقود، والإنصات إلى الهدير الإيقاعي الذي تتجلى من خلاله التجربة الشعرية ومفاتيحها.








طباعة
  • المشاهدات: 14030

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم