12-03-2015 10:57 AM
بقلم : المهندس وصفي عبيدات
لقد وجدت نفسي ملزماً بالوقوف احتراماً وافتخاراً عندما وقف برلمانيو اوروبا اجلالاً واكراماً واحتراماً لمليكنا المفدى ، بعد ان انهى خطابه التاريخي امامهم ، وقد نقل اليهم ثلاثة رسائل كل واحدة منها تعجز جبابرة الرجال عن حملها ، ثلاثة رسائل ينقلها في قلبه ويرسلها لكل العالم ، في كل محفل ومؤتمر ، في كل لقاء وخطاب ، رسائل فيها مفاتيح السلام والامن والاستقرار ، كان خطاباً صريحاً واضحاً جلياً ، لم يكن فيه مجاملة لاحد ، امتزجت كلماته بالمشاعر الصادقة النابعة من قلب صادق .
الرسالة الاولى هي رسالة دين السلام والامن ، دين المحبة والاخوة والايثار، رسالة النور الذي جاء به جده الاعظم ، لقد بين للعالم معاني ومقاصد الاسلام الساميه ، الاسلام الذي ما جاء الا ليعزز كرامة الانسان ، فهل سمعتم بدين لا يعترف بكمال اتباعة الا اذا احبّوا لغيرهم ما يحبون لانفسهم غير اﻻسﻻم ؟، ام هل سمعتم بدين غيره يأمر جنوده المجاهدين بعدم التعرض لاحد غير من حمل السيف بوجههم ؟ ، نعم لقد اوصلت رسالة الاسلام بعبقرية يعجز عنها الكثير من اهل الدعوة ، وانا اجزم ان تأثير كلامك كان كبيراً ، فالمشاهد لتعابير وجه من كان حاضراً منهم يلحظ ذلك التأثر العميق بما قلت عن دينك الحنيف ، وما التصفيق الحار الذي قوبلت بها كلماتك من الحاضرين الا دليل اعتراف بصدق رسالتك .
الرسالة الثانية هي رسالة الارهاب الذي دمر ما بنته البشرية منذ عقود ، الارهاب الذي أكل الاخضر واليابس والذي طال القريب والبعيد، القوي والضعيف ، انه ارهاب لا يعرف الرحمة ولا الانسانية ، وما يُدمي القلب ان هذا الارهاب يُلصق دائما بديننا الحنيف الذي حارب كل هذا النوع من التطرف كما اوضحت في رسالتك الاولى ، انك في رسالتك فضحت مزاعم الكثيرين الذين يتربصون بالاسلام غير آبهٍ لإحد علا شأنه او قلّ ، انها رسالة عظيمة لكل من يتربص بالمسلمين الابرار الابرياء من كل هذه الاعمال التي لا تصدر الا من مارقين خارجين على القانون ويحملون راية العداء لدين الله .
اما الرسالة الثالثة وهي التي تحملها في حقيبتك اينما كانت وجهتك ، هنا وهناك ، انها رسالة فلسطين وقضيتها، رسالة الاقصى مسرى جدك عليه افضل الصلاة والسلام ، انني لم اسمع أن قضية فلسطين لم تكن اولى مواد اجندة لقاءاتك مع زعماء العالم ، لذلك حديثك عنها دائما حديث صدق ، لا ترجو منه ارضاء احد ولا مكاسب خاصة ، انما انت تعني كل كلمة تقول ، فعندما تقول ان القضية الفلسطينه والاحتلال الصهيوني لها هي سبب النزاعات والفوضى العارمة والظلام الدامس الذي تعيشه المنطقة لا بل العالم باسره ، فانت تعني هذا كله ، لانها فعلاً هي القضية المركزية التي يجب ان تُحل اذا ما اراد العالم لكوكبنا السلام .
نعم سيدي لقد ذرفت العين الدمع لذلك المشهد المهيب عندما وقف الحضور مصفقاً لك ولم يجرؤ احد ان يجلس بحضرتك رغم دعوتك لهم بالجلوس ، فلو انك لم تجلس ما جلسوا وما وقفوا عن التصفيق .
لقد شعرت انك ملك العالم باسره ، شعرت بالفخر والعزة ، تذكرت اباكم ، ابا الحسين مليكنا المرحوم طيب الله ثراه الذي كان العالم يعرف الارن به ، وهذا اقوله بواقع لمسته في اوروبا وامريكا ودول اسيا ، فعندما كنت وكنّا نجيبهم عند سؤالهم عن بلدنا ، كان اكثرهم لا يعرف الاردن الا اذا اتبعنا اسم بلدنا باسمه رحمه الله ،
نعم سيدي اليوم اقولها وبملئ فمي اني افتخر واعتز بإني اردني ، افتخر واعتز بك قائداً ومليكاً ، فاليوم ادركت معنى كلامك عندما خاطبتنا وقلت لنا جميعاً كل بشخصه " ارفع رأسك ....فأنت اردني