14-03-2015 04:15 PM
بقلم : فيصل تايه
ونحن نعيش زحمة اخبار الدمار و الخراب والقبح الذي يعيشة عراق الحضارات والتاريخ نعزي انفسنا أولا كمسلمين بفقدان شيخ جليل وعلم من اعلام الدين الشيخ الدكتور المناضل حارث الضاري الامين العام لهيئة العلماء المسلمين في العراق الذي اشعرنا بقفدانة وغيابه باليتم .. وذكرنا بالعراق العظيم وهو يئن ويحتضر ، وكذا اشعرنا بجفاف في حلق الامطار الثكلى في بغداد والموصل والبصرة ، أشعرنا بصرخة محبي العراق الواحد الموحد تتشظى في كل الجهات، اشعرنا بحداد الوطنية على روح هذا الشيخ الجليل ، اشعرنا بدجلة والفرات يرتجفان لفراقه المباغت .
.
لقد كان الدكتور المناضل حارث الضاري ذخراً إنسانياً ومعرفياً وظاهرة قيمية وطنية ومرجعيه اسلامية فقهيه من الصعب تكرارها، كان مكتبة فقه وسنه وثقافة مكتظة .. تلك هي ميزه دائمة عُرف بها خصوصاً أنه كان الآسر لمناقشيه برفعة المستوى الثقافي الباهر ، إذ كان الأعرف من بين جميع المتخصصين بسيرة المصطفى –صلى الله عليه وسلم- وهو ابن العراق الغيور على وحدته وتماسكه والافض لكل قوى الظلام التي اسرته ، وهو الافهم بمختلف تطورات الاحداث التي عصفت بالمنطقة ..قهكذا عرفناه . العلامة في الدين والوطنية الأكثر أثراً المناضل الكبير الوفي لدينة ووطنه مات !! مات وهو ينتظر منحة تحررية تجمع ولا تفرق من دولة العيون الطائفية البليدة..
الدكتور حارث الضاري واحد من ابناء ديننا وامتنا وجلدتنا يتوفاه الله غريباً في بلاد الأغراب ورائحة التربة العراقية الأصيلة تفوح من محياه الطاهر ..عاش أخر ايامه كملاك معذب ، وكان الأسمى من بين كل المهمومين بوجع العراق وعذاب العراق ومصيبة العراق .
شيخ جليل ناضل ضد التحولات الصراعية الشنيعة من إرث مأزوم حملته حكومات الطائفية والفئوية والاستبداد .. ناضل لاستيعاب قيم ومعاني المستقبل في التحرر والتعايش والامان .. ناضل ضد تلك الحكاية الماضوية الطائفية البائدة ذات أسوأ أنواع الاستغلال السياسي للدين ، والسالبة لحقوق وحريات الشعوب، فوقف في وجه حكومة المالكي التي كانت أشدُّ رثاثة واستبدادية وانحطاطية وتخلّفاً، والتي بالتأكيد كان لا يمكنها أن تقود التركيبة المعقدة وتمضي كدولة سويّة على الإطلاق ، فضلاً عن تفشي الإرهاب الذي لا يمكن احتماله باسم الدين .
مات الدكتور حارث الضاري وبقي العراق يتلوى بمتخصصي الخراب و القبح . ولا خلاص غير الاحتفاء بالشغف المثخن بالفقدان .. أو بالخيبة الممتلئة بالشغف .. لكن ماذا يفعل الموتى في رغباتنا، وماذا فعلت الحرب في الذاكرة ليعيش ابناء دجلة والفرات في هذه التعاسة كما للضوء المتغلغل والهائم في انطفاء خطواتهم العابرة للمنافي. .
هؤلاء هم ابناء العراق الشجعان الذين قدّموا أرواحهم بسخاء لمن استغلّوهم ولم يؤمنوا بهم أبداً لتبقى مقابرهم مجهولة وجثثهم بلا هوية. ليظل العراق يتمزق بلا عاطفة فيما طمأنينة كل عراقي شريف تعاند ونبتسم وهي تندفع في اتجاه الحريّة التي ستاتي يوماً ما ..!!.
فسلام على روحك الطاهرة ايها الشيخ الجليل وعلى روح كل شهداء الامة الابرار .. ولتبقى ذكراهم في نفوس كل الوطنين الأحرار ابناء العراق العظيم