15-03-2015 01:47 PM
سرايا - سرايا - في معرضها الذي افتتح يوم الأربعاء الماضي، في قاعة الجمعية الملكية للفنون الجميلة بجبل اللويبدة، بحضور سمو الاميرة وجدان الهاشمي وسمو الاميرة رجوة بنت علي، تستعيد لوحات الفنانة التشكيلية البنمية أولغا سنكلير، التي نفذتها على مدى العقدين الماضيين وتأثرت فيها بمدارس فنية مختلفة، جوانب من مسيرة إبداعية تفيض برؤى وعوالم جمالية وإنسانية عذبة.
وتتنقل اشتغالات سنكلير بين فضاءات تجريدية حداثية لا تنأى عن تيارات التشخيص الكلاسيكية الخصبة والمفعمة بمناخات وتكوينات المتن البشري في لحظات تآلفه مع الذات، حيث ترسم في ذهن المتلقي أشكالاً من الخيال المشرع على تلاوين الروح وتحولات الواقع.
ترسم اللوحات في ذهن المتلقي اشكالاً من الخيال المشرع على تلاوين الروح وتحولات الواقع، مثلما تحفر لوحات المعرض المتباينة الاحجام البعض منها جداريات، ببلاغة في دواخل النفس وهي تنهل من مفردات وعناصر في الطبيعة الصامتة، وتستل من تبعات الموروث ملامح حزينة وقاسية تتالى كومضات تعبيرية حميمية.
كما تجيء اللوحات مزنرة بتدرجات الضوء والألوان وكثافة الخطوط وتنوعها، حيث فرشاة الرسم تتحرك على مسطح اللوحة بحرية مفتونة بانشغالات الذات ومحاولاتها الدؤوبة في التحرر والانعتاق من لحظات الانكسارات والخيبات. تستعين سنكلير بمواد بسيطة: قماش، كارتون، الوان زيتية، لتصوغ منها في تقنيات واسلوبيات مبتكرة مفردات بصرية تحاكي فيه هذا العالم الشاسع المليء بالتناقضات والحدود والحواجز على نحو بليغ شديد التأثير. وتؤكد لوحات المعرض مجتمعة الذي نظم في عمان، على الايمان المطلق بثبات المفردات والعناصر الجمالية في الواقع الانساني وجرأتها على مواجهة كل عوائق النكوص والاحباط والهيمنة والتسلط والعبثية والاستغلال للفرد الانساني.