24-03-2015 10:06 AM
بقلم : علي الحراسيس
منذ أن جاء الوزير ذنيبات الى الوزارة تحدث عن وجود ترهل وتراجع في خدمات التعليم في الأردن ، وكان ان صرح بوجود ما لايقل عن 300 الف طالب في المرحلة الأساسية في مرحلة ما دون الصف الرابع الأبتدائي لايجيدون القراءة والكتابة ، ومنذ ذلك التاريخ أي منذ عامين والناس تنتظر قرارات الوزير واجراءاته لمحاربة تلك " الأمية " في تلك الصفوف ولم تتخذ أي اجراءات ملموسة للحد من تلك الظاهرة وبقي التصريح معلقا دون اجراءات حتى يومنا الحاضر ، بل تزداد الأوضاع صعوبة وترهلا بسبب سياسة الوزارة ، بحيث لازالت مدارس المملكة والأساسية منها تدار من قبل معلمين غالبيتهم من التعليم الإضافي غير المدربين والمعدين لتدريس الطلبة في تلك المرحلة ، ناهيك عن الاكتظاظ الكبيرفي الصفوف الأساسية ليتراوح ما بين 50- 60 طالبا في الشعبة الواحدة ورفض افتتاح شعب أخرى مما ضاعف اعداد الطلبة الأميين في تلك المراحل ، الى جانب تصريحات إعلامية بتصويب الحالة لم ترى النور تتعلق بتقييم المناهج وعملية التدريس وسد العجز وبناء مدارس تستجيب للزيادات الهائلة من قبل الأخوة اللاجئين في الأردن .
كل ما كان يشغل الوزير هو امتحان الثانوية العامه والذي عمد فيه فقط الى وقف منح الطلبة مزيد من العلامات في الامتحانات النهائية كما كانت تجري العادة في السنوات السابقة لتغطية عجز وترهل الوزارة وتراجع التعليم ، وكان أن ظهرت النتائج النهائية هذا العام بشكل مقلق لم تشغل بال الوزير الذي توقفت وزارته عن تعيين معلمين متخصصين والإستعانة بخريجي الجامعات عديمي الخبرة لتلك المراحل ، فكانت النتيجة تفضح بشكل ملموس واقع التعليم وحالته المزدرية مع وجود مئات المدارس لم ينجح فيها احد لغياب المعلمين المتخصصين وتأخر ارسال المعلمين لتلك المدارس و الاكتظاظ الهائل في عدد الطلبة في الصف الواحد ،ومما زاد الأمر تعقيدا أن طرحت وزارة التربية برنامج امتحانات الدورة الصيفية لطلبة الثانوية العامه قبل أيام دون اعتبار لرأي وردود فعل واتجاهات الطلبة نحو البرنامج " الناري " الشاق الذي وعد الوزير بتلقي الردود عليه وتعديله قبل إعلانه بما يعزز ما يسمى فوبيا الأمتحان الذي يلازم الطلبة منذ سنين او منحهم الوقت الكافي للمذاكرة ما بين امتحانين كما جرت العاده في العام الماضي .
وبالعودة الى توفير البيئة المدرسية الآمنه التي تدعي الوزارة حرصها على توفيرها ليس بسبب الرغبة من الوزير والوزارة بل بسبب رعاية الملكة ومتابعتها لهذا الجانب ، فقد زار وزير التربية إحدى المدارس في منطقة اللويبده قبل ايام وهي من المدارس المميزه والهادئة والمبدعة طوال وجودها منذ 1952 ،حيث داهمتها منذ عامين سياسات مرتجلة وقرارات نقل كيدية استهدفت 3 من المدراء وواجهت مصادمات مع الوزارة من قبل الأهالي والطلبة والمعلمين بسبب التنقلات التعسفية التي استهدفت المدراء لأسباب وتحولت تلك المدرسة الى حالة صعبة مترهلة لم تهدأ بعدها ، بل ازدادت ترهلا وتراجعا وكان الطلبه هم الضحية ، حيث قام الوزير بجولة في المدرسة لم ترضي معاليه وكان أن اشتكى من عدم قيام احد الاداريين في وجهه كما صرح لأحد النواب ،فاصدر قرار بنقله في اليوم التالي الى مدرسة أخرى ، ونقل المدير الى المركز ونقل المساعد الاداري كذلك ، وقد توعد بنقل عدد من المعلمين الذين تحدثوا مع الوزير وطالبوه بالاهتمام بهموم ومشاكل التعليم والحالة فيها بعيدا عن ملاحظات الوزير التي لا تتعلق بالعملية التعليمية ، ورغم الحالة الصعبة التي تعيشها المدرسة والاكتظاظ الكبير في عدد الطلبة الذين يتراوح عدد الشعبة فيها من 60- 70 طالبا كما في الصفوف ألاساسية ، فلم يهتم الوزير لتلك الحالة وتأثيراتها على عطاء المعلم وأمن الطالب وتلقيه العلوم على يد معلمين من التعليم الإضافي لم يفلحوا حتى في ضبط سلوك طلابهم ،فقد سارع الوزير فورا لاصدار تعليمات تنقلات الاداريين والمعلمين وتجاهل كل الملاحظات الهامة والرئيسة في المدرسة .
ما كان للوزير ذنيبات المتخصص في ادارة الأعمال أن يتفوق بأي شكل على من سبقوه في ضبط التعليم ووقف ترهله في ظل اهتمامات شكلية يسجلها الوزير لنفسه عبر تصريحات نارية يفضح بها الحالة دون اتخاذ اية اجراءات فعلية لوقف التدهور ، فالتربية تحتاج لرجل تربوي عالم بالتعليم وحريص على تلبية احتياجات المدارس واحترام رغبات المعلمين واحتياجاتهم وسد النقص الحاصل في كل مدارس الوطن ،وليس الانشغال مع مدراء التربية بتنقلات وتصفية حسابات في نهاية العام الدراسي حيث لايوجد آمن او آمان هنا سواء للمعلم او الطالب نفسه ..