حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19227

نعم«لسياحة» القيم .. لا«لسياحة» الدم!

نعم«لسياحة» القيم .. لا«لسياحة» الدم!

نعم«لسياحة» القيم  .. لا«لسياحة» الدم!

24-03-2015 10:07 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د رشيد عبّاس
اذكرُ, واعتقد أن الذاكرة عندي جيدة, اذكر انه في إحدى مدارس مدينة سحاب في مطلع السبعينات, كنا نعيشُ أجواء رائعة عندما طبّقنا ما يسمى بــ«سياحة»القيم داخل أسوار مدرسة سحاب الابتدائية للبنين, جاءت الفكرة من احد الأساتذة الأفاضل الأستاذ فوزي, وتبنى هذه الفكرة مدير المدرسة الكريم الأستاذ علي, لتخرج إلى حيز الوجود, فكرة هذه النوع من السياحة القديمة الجديدة كانت وما زالت تدور حول غرس منظومة من القيم النبيلة, المعروفة(كــالصدق,والاحتــرام,والأمـــانة,والـوفاء,والإخـلاص,والكـرم,والإيثار,والمسامحة,...).
بصراحة كنا نقضي في هذه المدرسة أوقات جميلة اكتسبنا من خلالها كل معاني الولاء والانتماء للوطن وللمليك, أياما لا يمكن أن تمسح من الذاكرة وكم نحتاج لها هذه الأيام في مدارسنا! لقد شعرنا وقتها ونحن طلبة صغار ببيئة مدرسية آمنه ببعديها المادي والمعنوي, وبكل صدق كانت مبادرة «سياحة» القيم داخل أسوار المدرسة, كانت خلاّقة لجذب الطلبة للمدرسة فيما بعد.
نعم كم كانت جميلة فكرة«سياحة» القيم في مدرسة سحاب الابتدائية للبنين في مطلع السبعينات! وكم كانت جميلة أيضا «سياحة» قيم الأمن والآمان والاستقرار التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم في قصر الحسينية قبل أيام بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله وممثلي القطاع السياحي والمستثمرين فيه عندما ركز فيه جلالة الملك عبد الله الثاني على موضوع السياحة, وعلى ضرورة البناء على ما يتميز به الأردن من جمال قيم الأمن والآمان والاستقرار في المنطقة, واستغلال الإمكانات المتاحة وتقويتها وبما يعزز من مكانة المملكة السياحية في المنطقة والعالم, بالإضافة إلى طرح مبادرات خلاّقة لجذب السياح.
استثمار«سياحة» القيم النبيلة ينبغي أن تمتد لتشمل جميع أرجاء الوطن, فالوطن يتميز بتنوع غني في المنتج السياحي المملوء بالقيم المثلى,..على هامش لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم في قصر الحسينية قبل أيام ممثلي القطاع السياحي والمستثمرين فيه جاءت مبادرة جميلة من صاحبة الجلالة الملكة رانيا المعظمة ودعوتها إلى طرح مبادرات خلاّقة لجذب السياح وتأكيدها على تنفيذ الحملات الترويجية وتعزيز النشاط الثقافي, كيف لا؟ والوطن والحمد لله يتمتع بالأمن والاستقرار والتنوع السياحي ألقيمي مما يجعله على الدوام قِبلة سياحية.
«سائح» القيم هو طائر خفيف الظل, جاء ليؤكد جمال المكان ألقيمي, وجمال الزمان ألقيمي, فالمكان جميل بقيمه العالية, والزمان جميل بقيمه العريقة, ..كل إنسان في هذه الحياة هو«سائح», يريد فقط عند القدوم (ابتسامة وإشارة دخول), ويريد أيضا عند الخروج (إشارة خروج وابتسامة) كي نضمن عودته, فالابتسامة هي بحد ذاتها قيمة جميلة يجب أن نتمتع بها, لجذب السياحة للوطن.
هل تُغير المطربة المصرية القديمة شريفة فاضل أغنيتها المشهورة(فلاح كان فايت( لتصبح (سائح كان فايت (لتغرد وتقول: (على بال ما عينيا التفتتلوا كان عدى وفات, بصيت ولقيت أيدي رايحالوا بثلاث وردات), السائح يجب أن نعطيه وردة أمان وليس رصاصة خوف كما حدث في بعض الدول مؤخرا: بقي أن نقول: نعم «لسياحة» القيم ..لا «لسياحة» الدم .








طباعة
  • المشاهدات: 19227
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم