29-03-2015 09:47 AM
بقلم : ديما الرجبي
أن تلتقي المصالح الأمريكية مع الحزم السعودي الخليجي العربي لكف يد الحوثيين إحدى جماعات التخريب والترهيب الإيراني ، هذا بحد ذاته انتصار وإن اختلف المؤولون والمنظرون في تفصيلات هذه الحرب المُشرفة .
وبما أن "المصالح" تبرر كل تصرفات الجسد السياسي، فلا ضير بأن نأخذ هذه السطور الجديدة التي خطتها السعودية بعد دراسة وتمحيص وتخطيط ومن المؤكد تصور لأبعاد ما سيترتب على "عاصفة الحزم" ونتمسك بها آملين خطوات تصل بهم إلى سوريا والعراق دون الدعم اللوجستي العسكري الأمريكي .
وإن كان " بعبع" النووي قد أجهض من حسابات القوى الإقليمية العربية فهذا يعني صحوة تستدعي الالتفاف والمؤازرة والتأني في إصدار الأحكام والتحليلات وربما وجب علينا الاستغناء عن التصورات التي ستتكفل بها الأيام القادمة ، فهذه الحرب تحمل في جوفها صراعات وانقسامات وصبغة طائفية موسعة ولا ندري كيف ستتشكل الملامح الجديدة ومن ستضم ومن سينكشف أو يُقصى ؟!
النووي الإيراني من الدول الأوروبية .
بما أننا نعلم بان إيران منطقة تدعمها وتعزز أسلحتها وإمداداتها العسكرية الدول الأوروبية فإذن نحن على دراية بمواقف روسيا وفرنسا من حرب الخليج العربية، وكلٌ منهم يبحث عن مصلحته في هذه الصراعات ويقف في صف من يواليه.
ونحن بحالة ترقب من سيأخذ على عاتقه الرد والدفاع عن جماعات إيران حوثيين أو داعشيين أو نظاميين ؟!
نظراً لما وقف عليه الشرق الأوسط من حروب داخلية وخارجية وفوضى طائفية ضخها السم الإيراني بدعم إسرائيلي أمريكي ، تم استنزاف الكثير من القوى والثقة والعلاقات العربية ، وشاءت الأقدار أن تأتي عاصفة الحزم لحزم البعد العربي وضمه في يدٍ واحدة تحت هدفٍ واحد وهو الجرأة على إيران التي عاثت فساداً وتمدداً في عروبتنا الإسلامية العربية دون أن يحاسبها أو يقلم أظافرها أحد .
هذه الصفعة لم تأتي متأخرة لمن يقول بأنهم تأخروا باتخاذ الفعل الحقيقي، بل أتت في أهم وقت يعمه ما أحبذ تسميته " وهن العلاقات العربية " وجعلت من منظومة العربي يقتل أخاه العربي تخص صناعها من الارهابين الطائفيين أصحاب الرايات السوداء جنود إيران وحزب الله والنظام السوري .
ربما اليمن أخذت على عاتقها دون أن تعلم أو تخطط بأن تجعل من مصالح الجميع يداً واحدة ضاربة وإن كلف الأمر حرباُ عالمية ثالثة، فما نحن به حروباً عالمية بحد ذاتها فلابد من تضييق المضامير والبدء من جهة واحدة بتكاتف عربي لا يقبل التراجع، راجين القوى السعودية التي أقدمت على هذه الحرب التاريخية بأن تكمل المسير باتجاه أعداء الأمة القابعين القاعدين على جماجم الأطفال والحرائر والرجال والعجزة في سوريا والعراق ، والله قادر على تسديد رميكم .
تخوف من استنزاف القوى العسكرية السعودية .
لسنا محللين عسكريين ولا نملك رؤى لما يعنيه استنزاف قوى عسكرية ولكن ما نفهمه بعقولنا البسيطة بان ما يخشى عليه المحللين من استنزاف فهو حاصل بالفعل ربما ليس بالأسلحة بل بالهمم العربية التي فقدت الأمل إلى حين إعلان عاصفة الحزم فاستردت عافيتها وقوتها، وما أنتم متخوفون منه قد يكون طوق النجاة لعروبة تكالبت عليها الدول المعادية .
ما كنا ننتظره سابقاً كان مؤرقاً ومخزياً أما اليوم ما نترقبه قد يكون بإذنه تعالى بداية حقبة زمنية بطابعٍ عربي اسلامي قومي حقيقي ، دون مغالاة ولا اسهاب هذه الحرب هي ما نحتاجها الآن.
لننتظر ولا نستبق المستجدات ولكلِ حربٍ زمانٌ ومكان وتخطيط ولابد أن تنكشف هذه الغيمة الدموية وتنجلى وتتبخر من فوق سماء الشرق الأوسط .
والله المُستعان