31-03-2015 09:50 AM
بقلم :
يقولون : تقبل الآخر تقبل وجوده تقبل اعتداؤه على أهلك ، و أنت أعزل تقبل قتله لك تقبل سلبه لحقك .
واخرس .....و الا ...... هذه ثقافة الارض
شعوب تأكل لحم أبناءها ،ولأجل ماذا ؟
لأجل كرسي
وشعب أعزل يأكل لحم مغتصبه، رغم أن هذا الشعب أعزل لم يكن دفاعه لنزع كرسي او للقمه العيش بل لما هو أبعد ؛ لأجل جذوره، عرضه، و بيته ، من غريب معتدي.
الشعب النموذجي لوطنه ولنفسه : "الشعب الفلسطيني" علمتنا ما معنى الهوية ،و صوت الأرض ، و كيفية منع صهينة التراب بالفعل لا بالقول فقط.
نحن من خذلنا أنفسنا الشَّحيحة تجاه أنفسنا ، و لم نجرؤ حتى على مواجهة من هم بيننا ، أسرع مثال يحضرني من بيئة العمل، عند مواجهة مدير ظالم ، رئيس قسم ظالم ، أو من هم أعلى بالمناصب ان استغلوها كقوة لايقاع الظلم ..وحجة استسلامنا "الواسطة" ، وهذه حقيقة راسخة ، وعلكة تقليدية لاصقة أبدية بنجاح لتوزيع المسميات والمناصب، و بفكر لا يضمن الا الانجازات الميتة المتحيزة بثمار دوام التخلف .
لم نفلح بقلع هذا الاحتلال الفكري الاداري البسيط - الواسطة - فهل نتجرأ لنأتي اليك ياشعب فلسطين الصارخ بالانسانية بكل ايمان ؟!! وعليك الأقدر ممن هم علينا ؟! - الجيش الصهيوني - لم نجرؤ ، و لن نجرؤ على عدم تهويد الارض...اعذرينا يا أرض ، فقدراتنا اليومية الفعلية مشغولة بالسطح و طاقاتنا مستنزفة على السطح ، بانجازات الوشوشة ، و النميمة ، والتصيد للحرف ، ونقل المعلومة بسرعة البرق مغلوطة ، و تثبيتها، هذا عند الغالبية من شريحة البسطاء وما أكثرهم ؛ لأن دمنا تربى على أن الأسلوب الأسهل بكسب اللّقمة ،هو الميل ، فننتزعها بهذا الميل من هنا و من هناك مثل تمايل القطط حول أصحابها بخسة ،من يقيننا الخفي أن المسؤول هو من يُطعمنا ، و عليه نأمن مزاجيته أو عقابه !!
عَلَّمَتْني ثقافة الارض : أن أتقبل الآخر بسلام ، كحيز وجود ، و باختلاف نوع ارادته، وأن أنظر للنتيجة ، كمن سبقني أنني كنت أدفع ، جزء مرتب من عمري ...و منه نظرت على مشهد في أيامي، و صنعت بسببه لوحة ، طابقت فها بين احساسي ,و رؤيتي الرمزية لحادثة صنعها قطي عندما التقط بفمه العصفور البري والعصافير بالسماء تصرخ دون تغيير شيء ، و بين احساسي بقصيدة للشاعر "محمود درويش " ، كان موقف القط هو المصدر المحرض و المكافئ لارادة رسالة لوحتي قبل البدء بالرسم . فوظفت احساسي بالرسم شكل الوطن العربي بجسد رجل واحد تشبعه الحدود وتقطيع أعضائه بالخطوط ، بعدما تخلي عن لسانه رغم نزفه فلا هو يحكي ولا هو يأكل ...كما ظن أو يظن .
أقدم لكم فيديو لهذه اللوحة ، في إحياء ذكرى " يوم الأرض"، وضد مآرب كل من يلغي حق العودة ، أو يحاول طي القضية الفلسطينية ، بعيدا عن ثقافة الرشاقة والاناقة، لنتجه لثقافة الأرض ، ونعود لثقافة المقاومة 1976/3/30 كي نتعلم عن ثقافة المواجهة أولا على أنفسنا ، لندرس أنفسنا مرارا ً ، قبل أن ندرس عن الأخر، فأنا من أنا ، و الآخر من هو ؟ و لنتعلم كيف لا نتقبل هذا الآخر ان كان معتدي ، فلا تتقبلوا كلامي الليلة ،رغم أنني لست هو - الآخر - .