31-03-2015 10:04 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
اجدني ملزم ان أكتب عن أمر في غاية الأهميه خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمفهوم (قصف العقول ) والذي يخيل للقارئ من عنوان المقاله انها دعوه للحرب على العقل بقدر ماهو كتاب في السياسه وفي الاداره السياسيه (النفسيه والفكريه والمعلوماتيه ) للحرب وفي الأسس الثقافيه والاجتماعيه للتعبئه العسكريه .. وفوق ذلك كله فهو كتاباً في علم تاريخ وسائل الاتصال ووسائل توظيفها واستخدام القائم منها في كل عصر .
فا الحرب بتعبير مؤسس علم الجغرافيا الاستراتيجيه (كلوزفيتر ) إمتداد للسياسه وليس للحرب فقط اي بمعنى تغليب أرادة جماعه او مجتمع ما ووجودهما على إرادة ووجود جماعه أخرى أو مجتمع آخر , وبصرف النظر عن أصل هذا الفهم للسياسه بالذات فإنه بسبب هذا الارتباط الأصولي والمصيري بين الحرب والسياسه يبدوا لنا من هنا أن الكلام عن الدعاية للحرب هو ايضاً كلاماً عن الدعاية الساسيه في الوقت ذاته , وفيما يتعين أن تتناول الدعايه للحرب موضوعات الدعوه للجنديه وتخويف الاعداء او إرهابهم من ضراوة صاحب الدعايه وقوته أو وحشيته والاستهانه بكل من القتل والموت وإعلاء شأن اسلحه بعينها وتهوين اسلحه اخرى يتعين علينا ان نحترم العقل البشري والذي جاء ليخدم البشرية بعيداً عن مفهوم الحرب وأدواتها التي اصبحت الآن بمفهوم بعضاً من الدول سلاح البقاء واستباحت العقول ودمرت مكنون الانسانيه , وتناست مفهوم الحريه والآخاء والمساواه والتي صاغها أوائل الثوار سواء في اوروبا او في دولنا نحن (العرب )
لذلك كثير من الدول التي تقدم وسائل الدعاية للحرب على العقل تعيد بنا الذاكره الى النازيون في الحرب العالميه الثانيه ووسائل تعبئة الجماهير التي استخدمها (البلاشفه المثقفون والعمال والفقراء الروس في أثناء الثوره البلشفيه )وفي أثناء حرب التداخل والحرب الاهليه لكي يقيموا دولتهم الشيوعية هي ذاتها الوسائل التي استخدمها الثوار الامريكيون (ملاك الاراضي وسادة العبيد والتجار ) لكي يقيموا دولتهم الليبراليه الرأسماليه وهي ذاتها الوسائل التي استخدمها الثوار الفرنسيون لكي يشعلوا أوروبا والعالم بدعايتهم الثوريه بإسم شعارات مثاليه رفعية , ولم تصمد قط لأختبار التنفيذ العملي ولا لبضعة شهور او ايام .
من هنا فقد أدركت تماما بأنه لا تزال معرفتنا بفجر البشرية مجهول أو لنقل بالمستحيل أن نحدد بشكل دقيق متى بدأ انسان العصر الحجري القديم في استخدامه ادواته لأغراض الحرب . . . ولا شك في أن ايام الانسان الباكره كانت عنيفه و أن البيئة كانت أكبر أعدائة . . .
أن اقدم ما بقى من أدله مكتوبه على الاتصال الاجتماعي تأتي بالتأكيد من منطقة ما بين النهرين القديمه في الألف الثالثة والألف الثانية قبل الميلاد فقد عثر على ألواح من الطين عليها شكل بدائي من الكتابه الصورية يعرف بالكتابه المسماريه . . وذلك في مدينة (سومر ) القديمه في الارض الممتدة بين نهري دجلة والفرات وترجع الى نحو ثلاثة آلاف سنه قبل الميلاد .
وقبل أن اودعكم أدعوكم جميع لأحترام العقل الانساني فهو يستحق المعرفة والدعوه لقراءة مفهوم (قصف العقول ) دعوه جاده لمفهوم أحترام العقل