31-03-2015 10:13 AM
سرايا - سرايا - رأى كتاب ساخرون أن تجربة الأردن في الكتاب الساخرة تعد من أقوى وأفضل التجارب العربية، وعدد الكتاب أكبر، ولكن لم تتح الفرصة إلى غالبيتهم لنشر إصداراتهم وقد انتشروا ونجحوا في مواقع التواصل الاجتماعي وكسروا احتكار الكتابة الساخرة.
وأشار المشاركون في الندوة التي أقيمت ضمن برنامج السبت الأدبي الذي تقيمه رابطة الكتاب الأردنيين بالتعاون مع جمعية النقاد الأردنيين، أول من أمس بعنوان "الأدب الساخر"، وتحدث فيها الكاتبان الساخران يوسف غيشان، محمد المدادحة، وأدارها الناقد محمد المشايخ، إلى أن الكتابة الساخرة بشكل عام مطلوبة ومحبوبة ومرغوبة نسبيا من الجميع، لأنها مادة "عابرة للطبقات والشرائح الاجتماعية".
يوسف غيشان رأى أن الأدب الساخر يمارس دورا تحريضيا وتشخيصيا، وحتى لو كانت الكتابة الساخرة تنفيسا فهي تقوم بدورها الإيجابي لأنها تساهم في منع الاحتقان الذي يؤدي إلى الانفجار المدمر، مشيرا إلى أن التلاعب بالكلمات وإدخال العامية أحيانا أساليب لتشويق القارئ، لكن يجب أن يكون لديك ما تقوله لتوصله إلى دماغ وقلب المتلقي وإلا تحول النص لمجرد نكتة يضحك منها القارئ ولا يتأثر بها.
وأوضح غيشان أنه ومنذ بدايات تشكل الدولة الأردنية كانت هناك كتابات ساخرة، مستعرضا أسماء من سبقوا في الكتابة الساخرة، وهم كما قال "الشاعر الساخر عرار "مصطفى وهبي التل" وهاشم السبع، ولا ننسى فخري قعوار أو مؤنس الرزاز ولطفي ملحس وغيرهم"، لكن أحدا لم يتفرغ للكتابة الساخرة، وكان علينا أن ننتظر ولادة كاتب ساخر أردني، فكان محمد طمليه الذي أسس للكتابة الساخرة منذ العام 1987.
ورأى غيشان أن الكتاب الساخرين في العالم العربي لا يتنافسون على القمة، بل يخوضون حربا ضد الظلم والجهل والتخلف، لكن تجربتنا الأردنية هي من أقوى وأفضل التجارب العربية، مبينا أن مجتمعنا العربي وصل لمرحلة الأدب الساخر قبل غيره من الشعوب، وأدبنا العربي مكتظ بالشواهد على أننا امتلكنا أدبا ساخرا متميزا. وأضاف غيشان يوجد في الأردن اعداد كبيرة من الكتاب الساخرين ولكن لم تتح لهم الفرصة لنشر إصدارات في مجال الكتابة الساخرة وقد انتشروا ونجحوا في مواقع التواصل الاجتماعي وكسروا احتكار الكتابة الساخرة، لافتا إلى وجود معوقات كبيرة أمام المرأة في مجال الكتابة الساخرة، فالسخرية أولا مادة عدوانية هجومية هجائية، وهذا ما تفتقر إليه المرأة نسبيا نظرا لطبيعتها الإنسانية الحنونة.
وبين غيشان ان الكتابة الساخرة تحتاج للتجرؤ على القيم السائدة، وهذا لم يمنع ظهور عدد من الساخرات مثل "هند خليفات، وعناية أسعد، ومي الشريف، وإخلاص العمري، وهبه ابو الرب"، لافتا إلى أنهن يسرن وسط حقل من الألغام المجتمعية بكل جرأة واقتدار.
من جانبه رأى الكاتب محمد المدادحة أن الأدب الساخر ارتبط في مجال أدب الرحلات، وأن أجمل ما كتب كان في أثناء جولاته في عدد من أقطار العالم، حيث تتحول الأمور العادية في تلك الأقطار، إلى مادة غرائبية لكتاب العالم حين يزورونها، لافتا إلى أن بداياته مع الأدب الساخر كانت في صالة الرياضة في المدرسة الثانوية، حينما نشرت نصوصه الساخرة في ثنايا أخبار الرياضة، وذلك بالتعليق عليها على صفحات مجلة الحائط التي كان يحررها وحيدا. وأضاف المدادحة أنه وبعد انتهائه من الدراسة والتخرج، "أخذت على عاتقي تحرير مجلة حائط في النادي الأولمبي بعمان، وفي منتصف القرن الماضي جلبت انتباهي كتابات الساخر لطفي ملحس، ما شجعني على الكتابة في الصحف المحلية، ولكن على فترات متباعدة، وبعد أن انضممت إلى كادر الخطوط الجوية الملكية الأردنية، أخذت أزودهم بكتاباتي الساخرة التي نشرت على صفحات مجلة الأسرة الخاصة بالمؤسسة، وقد أعجبت الكثيرين، ومنهم الكاتب الراحل ممدوح ابو دلهوم الذي أصرّ على أن ألج باب التأليف.
واستذكر المدادحة ما قاله له أبو دلهوم "إرم لي بأوراقك وأنا كفيل بأن أنظمها وأضعها في كتاب"، وهكذا خرج كتابي الأول "الجرابيع"، في العقد الأخير من القرن المنصرم، وبعد ذلك توالت مؤلفاتي الساخرة على قلتها لعدم التفرغ الكامل.
وقرأ غيشان عددا من النصوص التي حمل بعضها عناوين: على قدر العزم تأتي الولائم، للبيع بداعي الطفر، ومحكومون بالأمل. وقرأ المدادحة نصوصا ساخرة وجريئة حمل بعضها عناوين: الشعر اللاحلمنتيشي، الحرية والديمقراطية، الحرب على الفقر، السعادة الزوجية، ابن بار الحي، ممثل لأول مرة، والسلم الوظيفي.( الغد )