بقلم : هاشم الخالدي

اكتب و كلي اسف على من يسمون زملاء صحفيين .. و اخصص ولا اعمم ، فقد وقف معي زملاء صحفيون اثناء توقيفي في سجن ماركا انا و زميلي سيف عبيدات لم اكن اتوقع منهم هذه المروءة و الشهامة خاصة ان علاقتي معهم كانت عادية و لم تصل الى تلك القوة والصداقة التي جمعتني باخرين .

بعد خروجي من السجن بدأت اتلقى معلومات عمن وقف ضدي ومن وقف معي ، واقسمت بالله ان لا اعاتب احدا حتى اولئك الذين كنت افرغ نصف وقتي يومياً لخدمتهم و اعمل مع وزراء في حكومة النسور على تلبية حاجات مناطقهم ولم اجدهم في ازمتي فطويت صفحة العتاب و تركتهم لله يعاقبهم كيف يشاء ، فانا لا املك الا مسامحتهم لانني ما اعتدت على الحقد طوال عمري و ربما ان هذه مثلبة تؤخد ضدي في بعض الاحيان لكنني تعلمتها من والدي و جدي ان لا التفت الى الصغائر و ان ابيت ليلي وقد سامحت كل من اساء لي .

لكن ما يؤلم هو هذا الوسط الصحفي الذي نعيش فيه والذي تحول البعض فيه الى وحوش تريد ان تأكل الاخضر واليابس لوحدها ويعيش بعضهم على فتات الاسافين والقال والقيل ولا يراعون في ذلك إلا ولا ذمة .. سامحهم الله.

سأروي اليوم حكايتين أو ثلاث من قصار حكايات هؤلاء البعض الذين اعتبرهم طارئين على هذا الوسط.

ففي عام (2007) عندما كنت معتقلاً سياسياً في سجن الجويدة تم تحويلي الى مستشفى البشير بعد اصابتي بإرتفاع في نبضات القلب.

في ذلك اليوم زارني مسؤول امني في غرفتي في ذلك المستشفى ووجدت كلاماً يخفيه الرجل عني ، فاستحلفته بالله ان يتحدث.

قال لي : تخيل ان احد زملائك الصحفيين ممن يعمل مديراً لمكتب لصحيفة عربية تصدر من لندن اتصل بي مساء امس وكان يهدد ويتوعد بإسم الصحيفة بأنه سيقيم الدنيا ولا يقعدها اذا لم يتم نقلي من المستشفى واعادتي الى سجن الجويدة مقيداً بالسلاسل متهماً الدولة الاردنية بأنها تحابيني من خلال تحويلي الى المستشفى وعدم ابقائي في السجن.

أكمل المسؤول الامني قائلا : قلت له ما حرفه ، يا رجل اتقي الله ... هذا زميلك و اكتب ما شئت لكني لن أخضع لإبتزازك انت و صحيفتك اللندنية .

انتهت تلك الحكايه منذ عام 2007 عندما افرج عني ، واقسمت بالله أن لا أراجع ذلك الزميل الذي ألتقيته في مناسبات على مدى الاعوام الماضية وكان يقبلني وكأنه اعز الاصدقاء ولم اعاتبه حتى اليوم و احتسبت الامر عند الله .

قبل ايام علمت بشكل موثق ان احد زملائي الذي يفترض انه اقرب المقربين لي من الصحفيين كان يحرض علي اثناء توقيفي في سجن ماركا وانه قام بزيارة مسؤولين امنيين معترضا على تصنيفي في سجن ماركا القريب من منزلي مطالبا الجهات الامنيه بنقلي الى سجن الطفيلة تحديدا ... من أجل تعذيبي .. هكذا قالها حرفيا ... تخيلوا .

الزميل اياه بحسب ما علمت من مصادر مؤكدة كان قد زار محكمة امن الدولة و قام هناك ايضا بالتحريض ضدي مطالبا بايقاع اشد العقوبات التي تصل الى الاشغال الشاقة بحقي ثم يدعي امامي انه كان اكثر المناصرين لي .. الله اكبر.

رغم كل ذلك ، فان ما يفرح القلب ان لدينا مسؤولين امنيين يتقون الله ، فلو كان هؤلاء الذين زارهم الزميل من المسؤولين الامنيين يلتفتون الى التحريض لكنت الان اقضي عقوبة السجن ، لكنهم رفضوا الانصياع الى هذا التحريض ووضعوا تقوى الله امام عيونهم لكن دواخلهم كانت تتأسف لهذا التحريض غير المبرر من زملاء يفترض انهم يدافعون عني ولا ينظرون الى معادلة ان التخلص من هاشم الخالدي وسرايا قد يجلب لهم مزيدا من المال والشهرة .

اقول ..من ناحيتي فقد سامحت كل من حرض ضدي لكنني متأكد بان الله ...يمهل ولا يهمل .. هل وصلت الرسالة ,اتمنى ذلك وللحديث بقيه .

الكاتب :مؤسس موقع سرايا