02-04-2015 10:11 AM
سرايا - سرايا - قال د. هشام غصيب: «أن المجتمعات الحضارية تقدّس كل ما له علاقة بحياة وحرية وكرامة الإنسان، وأن هذه المجتمعات ربما لا تكون موجودة، ولكنها هي التي نصبو إليها».
وأكد غصيب رئيس الجمعية الفلسفية الأردنية في حوارية أقيمت في مقر الرابطة حول «أزمة الثقافة العربية الراهنة وعلاقتها مع المقدس» أن ثمة من يُقدّس القيم المتفق عليها، بل الممارسات والأفعال التاريخية المروية، سواء حصلت أم لم تحصل، كائنا من كان من قام بها.
وأضاف غصيب «أن في الماضي طرح شعار العقل قبل النقل، ولكن منذ العصور الوسطى، انعكست هذه المقولة، الأمر الذي الغى العقل، لأنه بطبعه حر، فساد اللاعقل المقدس، ورغم جهود حركة التنوير العربية، وحركة التحرر الوطني العربية، ظل معظم المثقفين العرب مرتبطين بالحركات النهضوية، وحركات التحرر الوطني اليسارية، فجذبهم هذا المشروع، وصاروا ناقدين لهذه الحركات، وحين بدأ المثقفون الحقيقيون بالظهور، ظهرت الرجعية العربية، وبدأ المثقفون الحقيقيون ينقرضون وتحولوا إلى كمبرادور، وساد مثقفو الفضائيات».
وقدّم د. غصيب للحضور، المفكر القومي أحمد جرادات، الذي تحدث عن مشروع فكري أطلقه كل من المفكرين: عصام التل، سعود قبيلات، أحمد جرادات، د.هشام غصيب.
وبين جرادات في الحوارية: «أن تقديس النقل والغاء العقل لب مشكلتنا، وأن شعوبنا وأمتنا وصلت على الصعيد الثقافي امام مفترق طرق خطير وعلى شفا هاوية، فإما البقاء وإما الفناء، البقاء بمعناه الحضاري وليس الجسدي البيولوجي، وجودنا الحضاري مهدد الآن، إما أن نخرج من التاريخ، أو نجتث الخطر لندخل في التاريخ، وعلينا أن نقوم بثورة ثقافية تخرجنا من الثقب الأسود، من الظلام».
وأكد جرادات أن حملتنا الثقافية على موقع «الحوار المتمدن» تبدأ بنداء الى جميع المثقفين من فلاسفة ومفكرين ومؤرخين وكتابا وباحثين، للتوقيع على النداء للحفاظ على وجودنا الحضاري، وسيظل باب التوقيع مفتوحا لفترة طويلة على الصفحة الأولى للموقع ليوقع عليه من يشاء من المثقفين العرب، وبعد التوقيعات، ستكون الدعوة لهؤلاء المثقفين للإسهام في هذا الجهد الثقافي بالموسيقى، الغناء، الكاريكاتير، وبالدراسات والكتب التي تصب في هذه الحملة وجوهرها الرامي إلى إنشاء جبهة ثقافية تقدمية واسعة تطلق حملة تنويرية مستمرة وطويلة الأجل في مواجهة الفكر الظلامي التكفيري، وتعمل على إعلان شأن العقل كي يُصبح بالإمكان إعلان شأن الإنسان والشعوب في بلداننا.
وختم جرادات حديثه قائلا :» إن متراس المثقفين بدأ ينهار، وأن العديد من المثقفين أصبحوا تابعين لرعاة الإرهاب والتكفير».
وشارك في الحوارية الفكرية والعصف الذهني: د. جورج الفار، عصام التل، د. زهير توفيق، د.حسّان بدران، د.ماهر الصراف، د.أسامة بركات، جميل قموه، نهلة الجمزاوي، أحمد ديباجة، عبد الهادي المدادحة، صبحي طه، فتناولوا آليات تنفيذ هذه الجبهة الثقافية، وماضي وحاضر ومستقبل الثقافة العربية، وسبل تحقيق النهضة الثقافية العربية، متوقفين عند عدد من المحطات التي شهدت الإنتصار للعقل في مواجهة النقل، والإصلاح الديني والتنوير، واستطاع د.غصيب أن يبقي الحوار في إطار الثقافة العربية الراهنة، بعيدا عن السياسة العربية الراهنة، رافعا من شأن المثقف العضوي. ( الراي )