سرايا - سرايا-لماذا غاب المواطنون عن حضور مناقشات النواب للموازنة العامة والقوانين وحول قضايا البطالة والفقر وهي الجلسات التي تنعكس على حياتهم في كل شؤونها؟
ولماذا لا يصعد المراجعون وهم بالعشرات إلى الشرفة للاستماع إلى كلمات النواب التي تتعلق بمناقشة هموم المواطنين، ومناقشة القوانين ولا سيما أن الشرفة، ورغم ذلك لا يوجد فيها إلا بعض المراجعين ينتظرون استراحة الغذاء بين جولتي النقاش، لمراجعة النواب ومعهم شهاداتهم وأوراقهم ووثائق اخرى، علماً أن معدل عددهم اليومي يصل إلى ما يقارب 500 مراجع يوميا.
مراقبون أكدوا أن "النواب تركوا عملهم التشريعي إلى الانهماك بحل القضايا الفردية؛ بسبب كثرة المراجعين"؛ ما ينعكس على الشرفة التي طالما عجت بالمواطنين، ووصل الدور في جلسة الثقة لحكومة مضر بدران في برلمان 1989.
كما يندر مشاهدة مراجعين في ردهات المبنى، باستثناء عدد من زائرين يتحدثون في أثناء تجوالها في مبنى المجلس باثنين من أعضاء مجلس النواب الخامس عشر، واحد أعضاء المجلس الذي سبقه، وعند سؤالهم عن سبب الزيارة كان الجواب واحدا؛ وهو إنهاء بعض المعاملات التي تتعلق بشؤونهم الخاصة، لتوفيق أوضاعهم.
وبينما كانت مكاتب مبنى مجلس النواب تشهد حركة مراجعين نشطة ذهابا وإيابا، بعد أن كان المجلس محط أنظار مشتكين، تحول بعض أعضاء مجلس النواب إلى مراجعين على أبواب الوزراء لمشاريع تتعلق بخدمة المواطنين، والتي تعتبر بالأساس من مهام المجالس المحلية؛ "مما يفقدهم مكانتهم ويشغلهم عن المهام المنوطة بهم، والمتعلقة بالتشريع، والإحصاءات المتعلقة بعدد المراجعين من المواطنين لمجلس النواب"، وفق مراقبين
وفي السياق تصدرت الطلبات الخدمية المتعلقة بالتوظيف، ونقل الموظفين من مكان إلى آخر، أو تغيير المسميات الوظيفية، إضافة إلى طلبات المعالجة الصحية والمساعدات المالية أولوية مطالب المراجعين للنواب، في حين كانت المطالب القانونية أو التشريعية أو السياسية أقل المواضيع ذكرا أو طلبا من المراجعين أمام نوابهم