06-04-2015 12:18 AM
سرايا - سرايا - أقامت لجنة تحسين مخيم اربد مساء اليوم الأحد احتفالا بمناسبة يوم الكرامة ويوم الأرض تحت رعاية كل من رئيس مجلس النواب الأسبق معالي المحامي عبد الكريم الدغمي ورئيس لجنة فلسطين النيابية سعادة المحامي يحيى السعود وبحضور كل من عطوفة مدير الشؤون الفلسطينية السيد محمود العقرباوي ورئيس لجنة تحسين مخيم اربد السيد محمود الطيطي وسعادة عضو اللجنة المركزية الفلسطينية وقائد قوات العاصفة – فتح الدكتور سلطان ابو العنين وكل من سعادة النائب حسني الشياب والنائب صالح شعواطة والنائب حميد البطاينة و النائب سمير عويس والعين سامي الخصاونة وعطوفة نائب محافظ اربد وجمع غفير من اهالي مخيم اربد.
وقد تخلل الحفل كلمات خطابية تتحدث عن يوم الكرامة والأرض وفي نهاية الاحتفال قام رئيس لجنة فلسطين النيابية النائب يحيى السعود بتكريم الدكتور سلطان ابو العنين باسم لجان المخيمات وبدوره قام الدكتور ابو العنين بتكريم السعود.
وهنا كلمة رئيس لجنة فلسطين النيابية النائب يحيى السعود
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأهل في مخيم إربد ...
أيها الشرفاء الأطهار والأخيار
بداية وفي يوم الأرض , دعوني أبدأ بالاعتراض على وصف أراه قبيحا مشئوما ومنبوذا وهو وصف اللاجئين الفلسطينيين بأبناء (الشتات) ودعوني أقول لكم بملء الفم والفؤاد , أن فلسطين تلم الشمل ولا تشتت , وهؤلاء الذين خرجوا منها بفعل القهر والدم والقتل ليسوا بأبناء شتات , هؤلاء أبناء الشرف والكفاح والبطولة وإسرائيل كانت وما زالت هي الشتات , والرذيلة والإجرام لهذا دعوني أتفق معكم وتتفقون معي على أن نلغي هذه الكلمة من قاموسنا اللغوي ولنعمل كلنا معا لإلغائها من الخطاب الإعلامي والسياسي والدولي.
وبما أنني معكم هنا اليوم , مدججا بشرف ما بعده شرف وهو الدفاع عن فلسطين شعبها وأرضها , وتاريخها وعروبتها فإنني قادم إليكم كي تستنهضوا في العزم من جديد , قادم إليكم كي تبثوا في دمي , بعضا من كبريائكم وكي تمنحوني صك الكرامة والحرية , فلقد وقفت قبل شهر تقريبا في افتتاح المجلس الوطني الفلسطيني , والقيت خطبة قلت فيها أن من يتحدث على أرض فلسطين ويأتيها عاشقا وفدائيا وحاملا الروح على الكف , هي فلسطين وحدها من تمنحه صك الكرامة والشرف وقلت أيضا أن فلسطين ليست قرارا أمميا , وليست طاولة تفاوض وهي ليست قصة أو قضية , هي اكبر من ذلك هي الوجدان العربي والمسلم وهي وجودنا وهي الملهمة والباعثة لكل نتاجنا الثقافي والإنساني وهي فوق كل ذلك وبعد كل ذلك فلسطين الممتدة من غور الأردن حتى المتوسط ومن الجليل حتى (ام الرشراش) هي فلسطين وإسرائيل مجرد عصابة استقوت بالعهر الأممي ليس إلا .
يا أبنا المخيم ...
علموا أولادكم أن الزمن القادم هو زمن البندقية وحدها , وأن الطلقة هي وحدها مفتاح الكرامة والنصر
علموا أولادكم أن شهداء فلسطين في الثورة الأولى , ودير ياسين وصبرا وشاتيلا وحصار بيروت , والانتفاضة الأولى والثانية , وحرب غزة ما هم إلا مقدمة للزحف الكبير الذي سيقوده الجيل الجديد من اهل فلسطين والذي سيجعل كل بوصلة في هذا العالم العربي الكبير , تشير بإبرتها للقدس وسيكون أبناء المخيمات في الأردن وسوريا ولبنان طليعته , وسيردون لفلسطين عروبتها سيردون للنهر شجر الدفلى , وسيردون لنا الحياة .
يا أبناء المخيم ...
علموا أولادكم أن الإتفاقيات , والحديث عن السلام والإجتماعات ما هي إلا هدنة مؤقتة , ومقدمة لإستفاقة الأمة من سباتها العميق , وأن السيف هو الفصل فقط وأن دماء الشهداء هي حبر الحب وحبر السلام وحبر التحرير ...
علموا أولادكم ..
أن الرسول قد سمى هذه الأرض بأرض الحشد , وأن المخيم ليس مستقرا , ولكنه المكان الذي , يتأهب فيه جيل قادم للقتال وأنه المكان الذي نلملم فيه الأحلام والتعب وكل الآمال العريضات وأن زمنا سيأتي ويصبح فيه الحلم حقيقة وهو أن زهرة من زهرات فلسطين أو شبل من اشبالها سيرفع كوفية ووردة وعلما على سور من اسوار القدس ويقسم أن لا تقام على هذه الأرض غير اللغة العربية الفصحى , وان لا يفيق صباح على الجليل إلا والأذان يعطر الروح والقلب
يا أبناء المخيم ...
علموا أولادكم أن القبض على جمر اللجوء , عبادة علموهم أيضا أن الصفيح شرف , وأن الفقر هو زهد الشهيد قبل موعد الشهادة , وأن الايام وإن جارت ولكن زمنا سيأتي وسنعطف الايام على سبابات أبناء الشعب الفلسطيني تماما كما نعطف زناد البندقية عليه.
يا أبناء المخيم ...
علموا أولادكم أن يحتملوا كل تعب , وكل ظلم , وكل تهميش فقبلهم تحمل أبو ذر الغفاري , ظلم ذوي القربى ولكنه مات ملهما وسيدا وكبيرا , وقبلهم تحملت دلال المغربي الشوق والبعد عن فلسطين , ولكنها إلتقت فيها وكان الدم موعد هذا اللقاء الجميل والنبيل فصعدت إلى الله تحفها الملائكة , وكانت سيدة الشهيدات وعروس فلسطين الطاهرة المطهرة النقية
وقبلهم تحمل الشهيد الرمز والقائد ياسر عرفات الحصار والإغتيال , وصعد إلى السموات العلى , وكانت الدموع تحمل جثمانه الطاهر ودفن في أرضها , شهيدا نقيا وقائدا رمزا
وقبلهم تحملت غزة النار والبارود
يا أبناء المخيم ...
علموا أولادكم أيضا , أن المخيم مدرسة وجامعة , للحياة وأن الذين يولدون فيه ينعمون بالصبر والرضى أكثر علموهم أن محمود درويش نسج كل قصائده على وزن المخيم , وأن غسان كنفاني سرق كل حروفه من الصفيح , وأن صمود الأبطال الفلسطينين , في بيروت أيام الحصار سببه أنهم كانوا يستمدون بارودهم وصبرهم من زقاق المخيم علموهم أن البسالة تولد هنا والشرف يولد هنا وكل اشكال الكرامة
يا أبناء المخيم ...
علموا أولادكم أنه لا يوجد يوم واحد للأرض , وأن كل العام فلسطين , وأنها في كل صباح وكل صلاة وكل حالة عشق .
وانا هنا اليوم لم اتي إليكم محتفلا , ولا خطيبا ولا نائبا , بل جئت لاقول لكم أني أيضا ابن مخيم وأن فلسطين عندي هي نبض وقلب وأن هويتي الجامعة لا تتناقض أبدا مع كوني وجهت كل جهدي في البرلمان والعمل العام لأجل فلسطين
السلام عليكم جميعا من اصغركم إلى أكبركم..
السلام على فلسطين يوم تحتضنكم محررين وشهداء طليعة الفداء
السلام على الأردن أرض الحشد , ومنه تستلهمون روح الصمود والأخوة وتعرفون كيف يكون الشقيق ظهرا وسيفا للشقيق
والسلام على يوم نحتفل فيه من فوق اسوار القدس بالتحرير وعودة الكرامة العربية