حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12661

الشاعر شبانة : الشعرية تتولد من عدم التقليد

الشاعر شبانة : الشعرية تتولد من عدم التقليد

الشاعر شبانة : الشعرية تتولد من عدم التقليد

06-04-2015 10:20 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - تساءل الشاعر د.ناصر شبانة عن مواطن الجمل في النص الشعري، لافتا إلى أن الإجابة عن هذا السؤال تقودنا إلى الشعر العربي الجميل في القصيدة رغم أي غموض فيها، مبينا أن المتلقي يستطيع أن يستشعر جماليات نص من دون أن يفهمه، تماما كما نستشعر جماليات الموسيقى من خلال الألحان، وجماليات الوردة من دون أن نفهم عملية التمثيل الكلوروفيلي.


وأشار شبانة في الندوة التي أقامتها جمعية النقاد الأردنيين بالتعاون مع رابطة الكتاب أول من أمس ضمن برنامج السبت الأدبي، وأدارتها د.حفيظة أحمد، إلى أن الجمال أرقى من الركض وراء المعادلات التي لا نفهمها.


ورأى شبانة أن قراءة النص الشعري أشبه بمغامرة، بالغوص في بحر مضطرب، وبالبحث عن مناجم وأنفاق تحت الأرض، فالناقد يستطيع أن يحقق قاعدة "ليس كل ما يلمع ذهبا"، يوجد في النص الشعري "أرض بور، هناك تضاريس، وجبال ومنحدرات، وفيه أيضا جمال".


ولفت إلى أن أكثر ما يجذب بعض القراء والنقاد في النص هو "المعاني، والمضامين"، وهذه تبدو من بعيد وكأنها ذهب يتلألأ، وكنز ثمين، وحين نصلها لا نجدها شيئا، لأن المعاني كما قال الجاحظ مطروحة في الطريق.


وتساءل المحاضر "ما الذي أجنيه إذا أجهدت نفسي في البحث عن معان ومضامين وأفكار النص الشعري، فأصبح شارحا للنص وليس ناقدا، فالشرح كتقشير البرتقالة، والنقد إبداع على الإبداع، المعنى لا يتجسد إلا في صياغة لغوية، والحكم يتم على الصياغة، والمعاني كالأرواح لدى البشر، لا ترى".


ورأى شبانة أن الشاعر في قصيدته ليس هو الشاعر في حياته، يأتي ناقد فيدرس النص ويقول أنظر إلى الشاعر وهو يمارس الأخطاء، فهل يتحدث عن الشاعر في حياته، أم في قصيدته، يجب أن نفرّق، فالشاعر بريء من كثير من الأفعال التي قد تنسب له خطأ لأنها وردت في قصيدته، وإذا لم نبرئه، فإن الله قد برأه (يقولون ما لا يفعلون)، فالشاعر قد قال، ولكنه لم يفعل.


وبين المحاضر أن الشاعر في قصيدته يؤدي دورا لا يمثل حياته، كالفنان على المسرح، فهو يمثل، وليس ضروريا أن يكتب الشاعر في أمر عاشه على أرض الواقع، فهو يحاول أن يعيش خياليا، لا تستطيع أن تكتشف حياة الشاعر من قصيدته، فهو يكتب القصيدة في لحظة عاصفة استثنائية لا يقاس عليها، لأنها نادرة وفيها نزق، نسميها لحظة غضب، طيش، لكنها لا تمثل حياته كلها.


وأشار شبانه إلى "مفهوم الشاعر مجازي"، وبمجرد خروجه من قصيدته لا يعود، الشعراء الذين ماتوا فقدوا طاقتها الشعرية، هذه النظرية تسمح لنا أن نفهم الشعر ككائنات جميلة بريئة تقول ما لا تفعل، ولا يجوز أن نجلدها بسياط الاتهام، فالمهم ما يريد النص أن يقوله، وليس ما يريد الشاعر أن يقوله.


ودعا المحاضر الناقد للذهاب باتجاه الشعرية، مبينا انه ليس كل قصيدة ملأى بها، وأن نسبتها في القصيدة نادرة ونفيسة جدا كنسبة التبر في التراب، وأن الشعراء يتفاوتون بتفاوت نسبة الشعرية في قصائدهم، وليس في طولها أو عرضها أو عدد أبياتها، ولا بعدد الدواوين الشعرية للشاعر.


وقال شبانة "أنا ابحث عن معدن مشع في اللغة الشعرية هو الذي يمنح النص كل الطاقة الشعرية، والقصيدة لها روافد عديدة منها الصورة الفنية والإيقاع واللغة والعاطفة، وليس للشعرية طريق واحدة، كل قصيدة هي بنت لحظتها، وتشكل حالة منفردة بذاتها، الشعرية تتولد من عدم السير على نموذج عبر التقليد، ونسبة الإبداع تتفاوت من نص إلى نص، ومن شاعر لآخر، وفي القصيدة نفسها، ولذلك ندرس الشعرية في النص، ونقيسها بمقياس الذهب، وهي التي تمنح النص قيمته الفنية.


وكانت قد بينت د.حفيظة أحمد في بداية الندوة أن للشعر من بين الأجناس الأدبية الأخرى مذاق خاص، كونه يعبر عما يجول في نفس الشاعر من مشاعر، ويسترعي انتباهه من مواقف، ويخفق به قلبه من وجدان، ويعكس ثقافة الشاعر وقدرته على توظيف الخيال والرموز وخاصة التي تتعلق بالإيقاعات الأسطورية.


ورأت أحمد أن الشعر يأتي من المشاعر ومن العقل، من الثقل والعبق المادي، من جيشان الذاكرة لدى شخص معين، ومن القصص المشتركة في العالم، من العلوم المتنوعة، والمعرفة المخبأة في لغة المرء، والموسيقى ذاتها، والشعر في أوقات الحزن، يبيّن لنا أن الجمال ما يزال موجودا، وفي قمة الفرح يذكِّرنا بالشوق والزوال، والشعر يتيح لنا سبلا لنقول ما نريد بحرية أكبر مما ليس سهلا قوله على نحو مباشر في حياتنا.


يذكر أن شبانة صدر له من المجموعات الشعرية "شقوق التراب" و"سفر يليق بقامتي"، وصدر له في مجال شعر الأطفال "الطفل السعيد" و"دنيا الأطفال"، وفي مجال النقد "الانتشار والانحسار" و"المفارقة في الشعر العربي الحديث".


شبانة، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب العرب، حصل على العديد من الجوائز منها: جائزة الشارقة للإبداع العربي، المركز الأول في الشعر عن ديوانه شقوق التراب، وسام الحسين للتفوق من الدرجة الأولى من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، درع وزارة الثقافة للإبداع وشهادة تقدير، جائزة (المبدعون) من مجلة الصدى بدبي في مجال النقد عن دراسته بعنوان "البُنى المتحولة". ( الغد )








طباعة
  • المشاهدات: 12661

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم