حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16170

ما يسمى بكلوب باشا

ما يسمى بكلوب باشا

ما يسمى بكلوب باشا

25-01-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

قبل أيام ،كان السيد جورج حواتمة ، رئيس التحرير السابق لصحيفتي الرأي والتايمز الأردنيتين ، يكتب في صحيفة الغد عن أيام له كانت هي بدايته في الكتابة على أثر لقاء لسيئ الذكر كلوب وصحفي بريطاني آخر مع السيد جورج وطلبة عرب آخرين أثناء دراستهم في بريطانيا، ما أثارني وأوجع قلبي أن السيد جورج حين ذكر ذلك القبيح ، كلوب ، وصفة بأنه المرحوم جون غلوب باشا وبين قوسين كناه بأبي فارس ، يا الله كم تألمت ، وجلست أتساءل كيف لرجل ما ومن أي أمة كانت ان يترحم على الذين استعمروه وان يتودد بالكتابة عنهم ... كيف لقلم ما ، أن يكتب ذات يوم عن المرحوم شارون ، ويصفه بتودد ،أبو... هل من الممكن ان نرى قلما ما وذات يوم يكتب عن المرحوم بريمر وان يتودد اليه بنعته ابو... فقط ، وحدهم ، العبيد الجائعون ، هم وحدهم ، الذين لهم أولياء للنعمة، أما نحن العرب الأحرار، فلا ، ليس لنا أولياء نعمة.... فقط ، وحدهم ، ربما دون غيرهم ، من يصنعون لقاتلهم ، تماثلا من جماجمهم، أما نحن فألف لا ، وان عاد لنا الانجليز هنا مرة أخرى ، سنبني الأرض جبالا من جماجمهم... الاستعمار ، زمن غابر ملعون، سلبت فية أرواح أناس أبرياء وهتكت أعراض أناس شرفاء ، زمن أستعلى فية الغربي الوقح، المتعجرف ، استعلى فيه على العربي والأمريكي الجنوبي والافريقي والاسيوي ، ومتخذين من قوتهم أولئك الغربيين أساسا لاستعباد البشر باسم الانتداب على شعوب هي من وجهة نظرهم ، لم تكن على سوية كافية لحكم نفسها ، ومتخذين من نشر الحضارة والديمقراطية ، ذريعة ، لسلب خلق الله ، حقهم في أوطان حرة ورايات خفاقة ، وحضارة وانتاج وتعليم وتقدم .... وسرقوا الأرض والخيرات واستعبدوا الناس بما يدعوا لعدم نسيان جرائمهم وبما يدعوا للتعفف حتى عن الرضا عنهم..... سوداء ، وحارقة ، كأنما الحمم البركانية ، هي أيام الاستعمار ، ووصمة عار هي ، في تاريخ أولئك الاستعماريين القتلة... والأشد سوادا من ذلك ، أني مظطر كي أكتب لأوضح أن كلوب وجه استعماري قبيح ، تلك البديهية ، صارت تحتاج لترجمة جديدة في هذا الزمان الذي يتساقط فية البعض ، عميقا ،عميقا... تحت البساطير الصهيونية.... أنا ، لا أريد أن اتهجم على السيد جورج ، أنما ، الفكرة مؤلمة ومقززة ، أن نذكر ، ذلك الوجة الاستعماري القبيح ، بالتودد والترحم.. وأظنها هفوة ، هي من السيد جورج ،الذي هو أكبر منها على ما أظن أنا وعلى ما أرجو ، والذي أرجو منه أن يحترم تاريخة الثقافي وأن يحترم انتمائه لشعب عانى المر من بريطانيا ولا زال يعاني،وعليه وعلى كل كاتب أن لا يذكر أولئك القتلة الا بما يليق بهم من مقت وتعزير لا أن يترحم عليهم، والمقبول من السيد جورج وليس أقل من ذلك هو أن يعتذر عن وصفة لكلوب بالباشا المرحوم ابو فلان.... ان الحقيقة الثابتة أن جلوب كان قائد الجيش الذي عينتة السلطات الاستعمارية البريطانية منذ عام 1939 ليخلف فريدرك بيك ، ومن ثم في 25-5-1947 ، كانت امارة شرق الاردن تعلن استقلالها باسم المملكة الاردنية الهاشمية ، والذي هو يوم الاستقلال الذي نحتفل به ونعطل لأجل احياء ذكراه ، ولأن بريطانيا ، الدولة الاستعمارية اللصوصية الهمجية البشعة ، لم تكن تريد أن تترك الاردن حرا كما يشتهي أبناؤه ، فقد كبلته بمعاهدة 1948 ، ثم لتبدأ رحلة من الكفاح الشعبي والنضالي استمرت لسنوات ، كانت المظاهرات فيها وبعشرات الآلاف ، تجوب شوارع عمان والكرك والقدس والخليل ، مطالبة بالغاء المعاهدة وطرد جلوب ، الى أن جاء القرار التاريخي من المرحوم الملك حسين بطرد كلوب والغاء آخر بصمات الاستعمار عن هذا الوطن العربي الاسلامي الحر والأبي بضفتية وأبنائه الأحرار من الشعبين الاردني والفلسطيني ، الشعبين الشقيقين والعظيمين.... في حرب النكبة ، كان المخطط البريطاني ، أن لا يتجاوز العرب ما رسم لهم من خلال قرار التقسيم ، كان ذلك بعد أن دعمت بريطانيا العصابات الصهيونية ، وبعد أن سمحت لهم عبر سنين طويلة بالهجرة لفلسطين واستيطانها وتأسيس جيوش عصابات تسمح بالاستيلاء على فلسطين حال اعلان رفع الانتداب ، وهكذا كان ، فقد كان كلوب ، يمارس دورا قبيحا ، باستنزاف انتصارات الجيش العربي الاردني ، وطلبه التوقف عند نقاط معينة ، أو فرض خطط للقتال تسمح بالنصر للعصابات اليهودية ، وكان كلوب ، يأمر بالانسحاب من بعض النقاط الاستراتيجية دونما مبرر مقنع ، أو يأمر بالهدنة حين تضيق بالعصابات السبل .... وكان كلوب ، أداة صهيونية ، تقود جيشا من العرب الشرفاء ، تقودهم نحو مساعدة عدوهم على قتلهم وهزيمتهم واحتلال أرضهم ، لتنتصر تلك العصابات ، وليشرد العرب الفلسطينيون من أرضهم ، ويقتلون ، في أكبر فضيحة عنصرية استعمارية لصوصية ، ولتعلن تلك العصابات انشاء اسرائيل ، وليتسابق الاتحاد السوفييتي وامريكا وبريطانيا للاعتراف به ، وأظن جازما ، أن ما يسمى بكلوب باشا ، قد لقي كل تقدير واحترام من تلك العصابات ، لدوره البارز في مساعدتها ، وأظن أن وزارة الدفاع البريطانية ، لم تبخل علية بالأوسمة والترفيع ، كيف لا ، وهو من نفذ المؤامرة الكبرى ضدنا بما أسفر عن انتصار مخططات بلادة بجعل فلسطيننا العربية الجميلة ، وطنا ، لكل لصوص الارض.............. يا أمي، قسما لن أمد لقاتلك يدي.... يا أمي ، أقطعي ثديا أرضعتنية ، ان كنت مع المغتصبين مجرد ولد ضعيف سفيه.... فلسطين أمنا ، ليس ابنا لها من تغافل ونسي.... فلسطين ، هل تذكرون فلسطين...؟!!!!!!!! فلسطين البحر والبرتقال والياسمين هل تذكرون فلسطين...؟!!!!!!!!! فلسطين الأم المشردة الباكية ، فلسطين الأخت المكسورة الخاطر.... فلسطين ، عرضنا المستباح عبر السنين..... أن بريطانيا وفرنسا وامريكا ، ومن هو حلف معهم ، كانوا قد قرروا منذ مئات السنين أن لا يقفوا الا في الصف الذي يقف ضد أمة العرب والمسلمين ، وأنهم لم يألوا أي جهد في حربنا وخديعتنا وقتلنا واستعمارنا واذلالنا وهتك أعراضنا وصولا لمرحلة الاستعمار الحديث ومن ثم تمكين أولئك الصهاينة من استيطان أرضنا الفاتنة وصولا لتمزيق عراقنا العظيم وقتل أكثر قادتنا شرعية وصدق ومستمرين في جرائمهم لليوم وأظنهم مستمرين حتى تنهض فينا عزيمة البناء والتحرر والكرامة من جديد،وأنهم اذ ذاك ، فقد وضعوا أنفسهم في موقف العدو ، وهذا التصنيف أقررة وأنا العلماني المسلم ، وحين أعود عميقا لديني ، كلما تأكد لي ، أن هؤلاء هم ولا سواهم ، هم أعداء الله ورسوله والمؤمنين.... ويبقى حديثنا اليوم هو عن هذا المقبور كلوب ، والذي هو ، لا يستحق أكثر من مكانته الطبيعية ، بأنه مجرم ، مستعمر قبيح ، وأني أرجو أن تضموا صوتكم لصوتي بسحب لقب ( باشا) منه ، فهذا اللقب ، الذي حمله رجالنا ابتداءا من مشهور حديثة وحابس المجالي ، ومرورا بالمئات من العرب الشرفاء الأردنيين ،هو غاية الرمزية في سلم التراتبية العسكرية ، وهو يمنح لمن أفنوا عمرهم في الميدان وبين الدروع والثكنات ، وهو لقب عزيز ، زينت به الدولة الأردنية أعناق خيرة من رجالها ، خيرة ، هي بما تطأه ، أجل وأسمى من ذلك المستعمر القبيح..... مرة أخرى ، اياك أن تنسى الصفعة ، اياك أن تبدل مرارة الاذلال بوهم السلام ، ( وتذكر ، أن قلبك للنسوة اللابسات السواد ، ولأطفالهن الذين تفارقهم الابتسامة).... مرة أخرى ، لا زلت أرى ، خالد العربي ، يؤنب نفسه الميتة على فرشها وتموت كما يموت البعير، ويصرخ ، أن لا نامت أعين الجبناء.... مرة أخرى ، قد لا نستطيع النصر الآن- رغم ايماني العميق بالقدرة عليه- الا أن أضعف الشرف ، أن لا ننسى اسم عدونا وأن لا ننسى عينيه الكريهتين.........  

 








طباعة
  • المشاهدات: 16170
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-01-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم