08-04-2015 10:14 AM
سرايا - سرايا - بمناسبة الأسبوع الوطني للكتاب اقامت دائرة المكتبة الوطنية بالتعاون مع جمعية المكتبات والمعلومات الأردنية واتحاد الناشرين الأردنيين، ندوة بعنوان "العلاقة بين المؤلف والناشر في الأردن".
وتحدث في الندوة التي أقيمت أول من أمس كل من الباحث محمد يونس العبادي مدير عام دائرة المكتبة الوطنية د. زياد أبو لبن من وزارة الثقافة، والناشر وائل عبد ربه، والناشر أحمد اليازوري من اتحاد الناشرين الأردنيين، وادار الندوة د. ربحي عليان رئيس جمعية المكتبات والمعلومات الأردنية.
مدير عام دائرة المكتبة الوطنية محمد العبادي رأى أن المصنف هو ثمار تفكير الانسان والأردن له ارث ثقافي وتجربة تراكمية في مجال النشر منذ تأسيس الامارة، وواكبت هذه التجربة التطورات العالمية.
واشار إلى أن قانون حماية المؤلف والحقوق المجاورة يعد من القوانين العصرية، ويوفر البيئة لحماية الابداع، ورغم بعض المعيقات، الا ان حركة النشر في الأردن في تطور مستمر، ففي العام 2014 كان عدد المصنفات التي منحت ارقام ايداع (6000) مصنف منها (5462) عنواناً، وفي العام 2013 (4500) رقم، (3989) عنواناً.
واشار العبادي إلى ان القانون الأردني يعطي المؤلف الحق في ان ينسب المصنف له، وعلى جميع النسخ وقبل طرح المصنف للجمهور، وكذلك الحق في تقرير نشر مصنفه وفي تعيين طريقة النشر وموعده، وله الحق في اجراء أي تعديل لمصنفه سواء بالتغيير أو الحذف أو الاضافة.
واضاف العبادي أن المؤلفين والكتاب والمبدعين يستطيعوا الاطلاع على قانون حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة وتعديلاته والصادر العام 1992 لكي يكونوا على علم بحقوقهم عند توقيع العقود مع الناشرين، مشيرا إلى أن المكتبة الوطنية بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية تعد عقداً نموذجياً يتاح للمؤلفين والناشرين وهو غير ملزم، للاسترشاد به، كذلك لا بد من البدء بالتفكير بتأسيس جمعيات للمؤلفين اسوة بالدول المتقدمة، ويستطيع اتحاد الناشرين ايصال الكتاب الأردني إلى الاسواق العربية ويساهم في تطوير حركة النشر الأردنية.
من جانبه تحدث د. زياد أبو لبن من وزارة الثقافة عن صناعة النشر في العالم تتعامل مع الجانب الروحي للانسان، وان معضلة الكتاب في العالم العربي انهم ينفقون ما في جيوبهم على نشر مؤلفاتهم وطرق ابواب المؤسسات الاكاديمية لبيع مؤلفاتهم وان الناشر هو المستفيد الاول والاخير من نشر الكتاب.
واضاف أبو لبن ان هناك دور نشر تسعى الى تحقيق أمرين اولهما السمعة المرموقة للدار ومصداقيتها في الاوساط الثقافية، والثاني تسعى للربح المادي وهنالك من يسعى للربح المادي على حساب المنتج أي "الكتاب"، مبينا انه من المفترض ان تكون العلاقة بين المؤلف والناشر علاقة تكاملية تشاركية قائمة على المصداقية.
من جانبه رأى الناشر أحمد اليازوري ان العلاقة بين الكاتب ودار النشر قائمة في معظم الاحيان على كيل الاتهامات لاعتقاد كل طرف بانه السبب في خدمة الطرف الآخر، لا سيما ان عقد النشر لا يمكن ضبطه الا بثقة المؤلف بالناشر. وبين أنه على على الناشر ان يتمتع بمعايير وصفات تؤهله للعمل في ميدان صناعة الكلمة، لافتا إلى أن الميعيقات التي تقف أمام الناشر الاردني أهمها صغر حجم السوق بحيث لا يستطيع توزيع الحد الادنى من الكتاب، كما ان الوضع السياسي والاقتصادي العربي اصبح عثرة امام صناعة الكتاب.
وعرض اليازوري بعض الحلول من بينها اقامة معرض عمان الدولي للكتاب دوريا كل عام للسماح لغير الاردنيين باقتناء الكتب، مع ضرورة التزام الجامعات الأردنية باقتناء حد ادنى من الكتب الأردنية، واعداد عقد يضبط بموجبه باي صيغة يتضمن سيره برضى الطرفين "المؤلف والناشر".
الناشر وائل عبد ربه رأى ان هناك حلقة مفقودة بين الناشر والمؤلف، فالمؤلف هو الحلقة الاضعف وللحديث عن صناعة النشر التي تعتمد على المؤلف صاحب المخزون من الابداع والاحاسيس والمشاعر والتجربة العملية في المجال العلمي والادبي، يتم تقديمه على شكل مادة ورقية أو إلكترونية ويتم دراسة هذه المادة من قبل دار النشر ومدى ملائمتها للنشر، ثم تأتي عملية التسويق بناء على العقد الموقع بين الطرفين، مشيرا إلى معوقات التسويق في فترة الربيع العربي وفقدان كثير من الاسواق كاليمن وسورية والعراق وليبيا.
وتحدث رئيس جمعية المكتبات والمعلومات الأردنية د. ربحي عليان عن مفهوم النشر من خلال اعتباره صناعة يقوم من خلالها المؤلف بتقديم نتاج افكاره وابداعاته وابحاثه في صورة اولية الى الناشر بناء على عقد يوضح الحقوق المتفق عليها ويتولى الناشر تحويل الصورة الاولية التي يقدمها المؤلف الى كتاب مطبوع بخصائص معينة، يضع الناشر فيها اسمه وشعاره وخبرته من حيث اختيار الشكل الامثل للغلاف وللطباعة ونوع الورق والترتيب الداخلي، والرسوم والاشكال لتحقيق الانتاج الامثل وضمان الترويج الجيد الذي يحقق انتشار الكتاب، لذلك فان الكتاب في صورته النهائية منتج خاص فيه حقوق مشتركة بين المؤلف والناشر. ( الغد )