11-04-2015 10:18 AM
بقلم : عيسى محارب العجارمة
قال علي رضي الله عنه: رأيت العقل عقلـين فمطبوع ومسمـوع
ولا ينفع مسـمـوع إذا لم يك مطبـوع
كما لا تنفع الشمـس وضوء العين ممنوع
بعد نهاية نشرة اخبار الساعة الثامنة بالتلفزيون الاردني يتحفنا فضيلة الشيخ الجليل احمد هليل بموعظة رقيقة لمدة خمسة دقائق يتحدث فيها عن عظمة الاسلام ولشد ما اعجبني حديثة عن حكم الاسير في الاسلام عقيب حادثة حرق شهيدنا البطل معاذ الكساسبة رحمة الله ، كان فيها الشيخ الجليل يقوم بعمل بطولي تعجز عنه فرقة مشاة اليه في توصيف بشاعة فعل عصابة داعش .
نرى كثيرا من التسميات والتوصيفات للعلماء الاجلاء فالمرجu السني الاعلى بلبنان ومفتي السعودية والشيخ الاكبر شيخ الازهر والمرجع الشيعي السيستناني ومنظر السلفية الجهادية فلان .
أما لدينا في المملكة الاردنية الهاشمية فيبرز منصب فضلية مفتي المملكة وقاضي القضاة وامام المسجد الاقصى ومفتي الجيش العربي ناهيك عن من يتصدر للفتوى من العلماء والدعاة وهم كثر في اردننا الحبيب جزاهم الله خيرا .
الا انني اتوقف طويلا وكثيرا امام عبارة اقترحها وأستنبطها عرفانا بالدور الجليل والخطير لرجلنا الديني البارز الا وهي - سماحة المرجع السني البارز او الابرز - فضيلة معالي العلامة الدكتور احمد هليل العجارمة امام الحضرة الهاشمية قاضي القضاة لدوره العظيم في خدمة ال البيت الكرام ممثلين بالعائلة المالكة في الاردن الهاشمي منذ تشرفه بهذا المنصب بالخدمة الدينية الرفيعة بمعية المغفور له - بأذن الله-الراحل العظيم جلالة الملك الحسين بن طلال ولليوم خادما للعرش الهاشمي المفدى بين يدي مولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه .
قبل عدة شهور كان سمو ولي العهد الشاب الهاشمي الامير الحسين بن عبدالله عائدا من رحلة دراسية وادى صلاة الجمعة في مسجد الملك الحسين مع جموع المصلين من اخوته ابناء الشعب الاردني الكريم لا يردعهم حرس او عسس والذين التفوا حول سموه للسلام بكل عفوية بعد انقضاء الفريضة يرافقه خطيب الجمعه شيخنا الجليل الذي ودعه لباب السيارة والمسافة توازي مساحة نصف ملعب كرة القدم وكان المشهد مؤثرا في نفسي اجمل تأثير والشيخ الجليل يحث الخطى بجانب الامير الشاب بهمة الشباب لاقارن مشيته مع جده العظيم الحسين رحمه الله .
حيث الاخلاص والوفاء لمرجعنا السني الابرز للهاشميين الاشراف ملوكنا الاعز والانبل بين حكام الارض لدرجة انهم اتخذوا من جموع الشعب حرسا لهم اسوة بابطال الحرس الخاص وهو امر مستحيل في اي دولة عربية بزمننا هذا ان ترى اميرك المحبوب يصلي فريضة الجمعة معك حبيبا بجانب حبيب لشعب محب وقيادة رحيمة فذه ملهمة سخية اليد نقية القلب طاهرة الفرج لها شرعية مستمدة من ارقى مصادر الشريعة وسدنتها العلماء الاجلاء وعلى رأسهم امام الحضرة الهاشمية نقي القلب والقالب غزير الحجة والعلم والفهم .
كانت انفاس الشيخ الجليل تتلاحق لاهثة بجانب الخطى السريعة لسمو الامير الشاب الذي صافحه مودعا بطلة الحسين وحب الحسين وحنان الحسين جده العظيم لتكون السماحة والوفاء من ال هاشم للامام الجليل والذي رافقهم منذ سبعينات القرن الماضي لليوم امد الله في عمره .
اربعون عاما ويزيد او اقل بقليل قضاها سماحة المرجع السني الابرز في خدمة ال البيت وعترته كاتما لاسرارهم المصونة الغالية يؤذن في أذن وليدهم ويعقد قران شبابهم وحرائرهم ويفرح لفرحهم واحدا منهم وكم كانت لوعته يوم تأبين الحسين العظيم حيث الدموع تختلط بتلاوة الايات واصراره على تلحيد الراحل الحبيب ولا ازال اذكر قرائته الصمدية 11 مرة بعد حثو التراب على اعز الرجال .
نهض بجانب ابي الحسين ولا زال لليوم امينا على السر الديني المقدس للعائلة الهاشمية المالكة حيث غادر جميع رؤساء الحكومات والبرلمانات وقادة الجيش والاجهزة الامنية مواقعهم الرفيعة وبقي امين السر الديني للعائلة البالغة القداسةرجل الوفاء خادما لاهل الوفاء يسمع همس قلوبهم النقية ويهش لفرحهم ويبكي لحزنهم فكان موضع سرهم الشرعي ولا زال .
مهما بالغت في مدحك شيخنا الجليل فذلك حق مستحق لك لانك لم تكن يوما من شيوخ الفتنة والارهاب بل سيفا صقيلا بيد الهاشميين في السراء والضراء وصاحب مشروع ديني بالغ الاهيمة يضفي الشرعية على قيادتنا الهاشمية الحكيمة .
شيخي الجليل لقد ظلمك اعلامنا السخي في رسم هالة كاذبة حول شيوخ الفتنة والارهاب ولم يعطك حقك ولشد ما اتمنى اللقاء بك لكتابة مذكراتك بالغة الاهمية لسردها في كتاب يوضح للاجيال سيرة بني هاشم في الربع الاخير من القرن العشرين ولليوم ومن غيرك لها يا فارس العلماء ومرجعهم السني الابرز لعل هذه المذكرات تكون حصنا فكريا كرسالة عمان - والدال على الخير كفاعله شيخنا المفضال - وللحديث تتمة بعون الله .
اللهم نوّر بصائرنا، ونقِّ سرائرنا، وألهمنا رشدنا، وثبّت على الحق أقدامنا، وأغثنا بمدد العون والتوفيق، يا غياث المستغيثين.
issalg652@gmail.com