11-04-2015 10:45 AM
بقلم : نادين جبرين النجار
ما إن تشتعل الضفة حتى تهدأ غزة وما إن تشن حرب على غزة حتى تهدأ الضفة.. فهل هناك نظام شفتات بين المقاومة في غزة والمقاومة في الضفة!!
إن قياس قوة المقاومة وتقدمها بمقدار ما تقدم من تضحيات مدنية أو من خﻻل عدد الشهداء بين غزة والضفة ﻻ يؤخذ بعين الاعتبار بسبب الفوارق الديموغرافية والجغرافية بين الضفة والقطاع،
وﻻنسحاب اﻻحتﻻل من قطاع غزة في 2005 تأثير كبير على طبيعية العملية الثورية واﻻستراتيجية العسكرية اﻻسرائيلية المتخذة بين الضفة والقطاع واختﻻف نوعية اﻻسلحة المستخدمة من قبل اﻵلة العسكرية اﻻسرائيلية تأثير كبير على أعداد الشهداء ففي قطاع غزة شنت حربت واستخدمت فيها اﻻسلحة الثقيلة والطائرات والقصف الجوي العشوائي في المناطق السكنية واستخدام أسلحة محرمة دوليا في الحروب الماضية ما يزيد من أعداد الضحايا المدنية والشهداء والجرحى وأغلبهم من اﻻطفال، ولوجود المستوطنات الصهيونية في الضفة والحواجز اﻻسرائيلية بشكل مكثف يخنق ويقطع أوصال الضفة عامل مهم في تحديد طبيعة المواجهة وتحديد اﻻسلحة المستخدمة والتي اقتصرت على قنابل الغاز والرصاص المطاطي والرصاص الحي واﻻبتعاد عن استخدام اﻻسلحة الثقيلة والقصف وهذا مايجعل من أعداد الشهداء نسبة قليلة جداً إذا ما قورنت بأعداد الشهداء في قطاع غزة، مع تزايد نسبة الأسرى من الضفة بسبب توسع حملة اﻻعتقاﻻت المتزايدة من قبل قوات اﻻحتﻻل..
ومن المفارقات الواضحة وجود تنسيق أمني في الضفة يعيق المقاومة وعملياتها بشكل مباشر فإذا ما قلنا أن عدد اﻻسرى اﻻسرائيليين في قطاع غزة في الحرب اﻻخيرة جنديين أو يزيد قليﻻ فإن أعداد اﻻسرى اﻻسرائيليين في الضفة كان يجب أن يتعدى 110 لوﻻ إفشال عمليات المقاومة لمحاولات أسر لجنود صهاينة حدثت بتعاون أمني بين اﻻجهزة اﻻمنية وقوات اﻻحتﻻل،
في حين أن الرؤية لﻷهداف السياسية باتت واضحة في قطاع غزة حتى وإن لم تتحقق النتائج المروجة، نرى أن الضفة تبدأ أهدافها وتنتهي على طاولة المفاوضات وتشويش واضح للرؤية السياسية واﻻستراتيجية لدى اﻷحزاب والفصائل في الضفة.. فهل ما نتج عن اتفاق أوسلو من تنسيق أمني يعمل على تقويض المقاومة كاف لنقل المقاومة الى قطاع غزة وحصرها هناك واﻻكتفاء بالقاء اللوم وتحميل المسؤولية للسلطة وأجهزتها اﻷمنية في الضفة؟!! ماذا حدث ويحدث إذا للضفة بدون مقاومة فعلية مسلحة؟!! هذا السؤال ليس اﻷول من نوعه فقد سبق وطرحته الضفة أمام فلسطيني ال48 ... "ماذا حدث لفلسطينيي ال48؟" مع أن الداخل هو منبع العمل الثوري والكفاح المسلح. . فهل نقل السؤال هنا من فلسطيني الداخل إلى أهالي الضفة كفيل باﻹجابة عن هذه التساؤلات!! وكفيل بإعادة المقاومة ووزنها للضفة؟!