11-04-2015 12:09 PM
بقلم : عميد مهندس يوسف ماجد العيطان
عندما اسعفتني الاقدار من حضور اكبر واشهر معرض مياه في العالم "أيفات"في المانيا خلال العام الماضي، وشاهدت ما وصلت اليه التكنولوجيا والعلم في صناعات انظمة المياه، وجهت سؤالا في احدى الندوات خلال المعرض وهو ان مشكلة الشرق الاوسط هو في مباديء واصول تشغيل وصيانة والمحافظة على انظمة المياه في بلادنا، وبالنهاية يعود الامر للانسان ، ذهبت خلال حضوري للمعرض الى احدى محطات المياه على تلال وجبال "الألب " الشهيرة والتي انشأت منذ اكثر من مئة عام، فوجدتها وكأنها بنت اليوم، من نظافة وكفاءة عمل للمضخات وللمكان ووجدت ان شخصا واحدا يعمل على ادارتها في الخمسينات من العمر.
بمشاهدتي لمحطات المياه في منطقتنا تشاهد مشاهد يندى لها الجبين، ويرتجف لها البدن نتيجة عدم الاهتمام من الذين يقومون عليها ، لكني عندما شاهدت يوم الثلاثاء الماضي محطة مياه "عين ساره" علمت ان هناك من هم يشابهون الخيال في النثاء والحرص على الامانة ويتمثلون بالانبياء في حمل الرسالة والخلافة في الارض ومنهم فني التشغيل السيد محمد الجعافره الذي قارب على الستينات من العمر ويحمل شهادة البولتيكنك تأهيلا والماجستير في اللغة العربية والقرأن الكريم ومع كل ذلك دفعته ثقافته وامانته وتوضعه ان يكون الامين في محافظته على محطة ضخ الماء لبلدته واهله ومضخات الضخ وكأنها بنت اليوم علما ان انشاءه كان في السبيعنات ان لم يكن في الستينات من هذا القرن، كل الاحترام لهذا الانسان المؤمن في رسالته وامانته وكلي امل ان يتمثل به كل موظف حكومي.
آلمني ان اضرب مثلا من الغرب للمثالية وان افخر ان وجدنا انسانا من الشرق نشبهه به، ولعل مفاهيم الخلافة في الارض واداء الامانة يجب ان يكون انموذجا يحتذى عند كل من ينتمي لشرق البلاد للاعتبارات التي ننتمي لها ونعتز بها,
لا بد ان اعرج على صديق صاحب حكايتنا السيد محمد القراقعه الذي يظهر في الصوره مع عكازه بعد ان انهى امانته في خدمة المحطه يحضر زائرا يطمئن عليها وعلى رفقاءه السابقين.
لعله كذلك من اولئك الذين نرغي الكثيرين ان يتمثلو بهم.
نسأل الله ان يعيننا ان يخرج من اصلابنا من يتمثلون في تأدية الامانة على اصولها ويكونون في اعمالهم خلفاء في الارض يقدمون الغير على الذات ويبتعدون عن حظ النفس وتقديمها على المصلحة العامة وخدمة الانسان والارض.