12-04-2015 11:55 AM
بقلم : غازي الذيبة
(1) وردة مرشوقة بالحزن
نزل صغير فوق سطح الآه يطفو
أصدقاء طيبون يلملمون فراشهم بالحزن
عشب أخضر ينمو على طرف النوافذ
في قواوير المساء
وحين يصحو من تلعثمه القليل
يسير مرتبكا وحيدا
..
آه يا عمان .. يا قمري الجميل
أنا حزين مثل صخرك تائه
لا ناي لي
لا أغنيات تستريح على ظلالي
لا نساء يرين في ولد الشقاء كمالهن .. ولا أنين
..
ولسوف أغفو مرتين على ذراعك
مرة في الليل حين تعتقين جمالك البري .. في الكلمات
أو تتنزلين من الجبال كسورة عذراء
لم تقرأ على أحد سواي
ومرة في البوح حين تواعدين قميص يوسف
في الظلام
فتقسمي أن لا سواي يمر في أحلامك البيضاء
حتى يستريح
..
آه لو تجدينني في شارع السلط العتيق مضيعا
أمشي وحيدا حائرا
بين الظلال الغافيات على كلامك
والشبابيك الملونة الغريبة
..
آه لو تُرخين خيط الضوء في بيتي الحميم
وتركضين معي إلى تل النهار
ثم حين تضمدين نزيف جرحي
تحرسي قلبي بصمتك
أو تعدي قهوتي والأبجديات القديمة
والزهور مع المساء
فترسمي لي منزلا في جرحك الدافي
على قلق الجبال.
(2) وطن
في غيمتي وطنٌ أراقبه كثيرا في السماء .. أراه مرتعشاً
أرى كتفاه مُنْبتان عن جسدٍ رقيقٍ
نابتٍ في الضوء .. في الملح المُكثّف
في أغاني الراحلين إلى الموانئ
قرب ساعات الترقب والتساقط في الألم
..
في غيمتي وجه تُدوّره الظلال
وتكتفي في رسمه موجاً صغيراً
ثم تُطلقه إلى أقصى الحدود
ليصعد الضوء المسجى في الكلام
ويَمْرع المعنى الدقيق إذا تدفق في العدم.