13-04-2015 09:51 AM
سرايا - سرايا - أكد خبراء اقتصاديون أن ارتفاع كلف المعيشة في الأردن في ظل ثبات دخول الناس عموما أحدث خللا كبيرا بين قدرة المواطن على عيش حياة كريمة ومواكبة الغلاء المعيشي.
وبين هؤلاء أن إدراج الأردن ضمن اغلى العواصم في الشرق الاوسط وافريقيا يرجع لأسباب عدة أهمها الضرائب والرسوم المفروضة على العديد من السلع الاساسية خاصة ضريبة المبيعات.
يأتي ذلك في الوقت الذي صنفت مجلة الايكونمست عمان كأغلى عاصمة في الشرق الأوسط وافريقيا، بالإضافة إلى احتلالها المرتبة 48 بين العواصم الأغلى عالميا.
بدوره؛ قال الخبير الاقتصادي زيان زوانة إن "ارتفاع كلف التشغيل ومدخلاته في الاردن الى جانب الضرائب والرسوم خاصة ضريبة المبيعات ادى الى دخول عمان ضمن اغلى العواصم عالميا".
وأضاف أن تبعات ارتفاع أسعار الشقق والاراضي في ظل ارتفاع أسعار مواد أساسية أخرى ادى الى ايجاد فجوة كبيرة بين الغلاء المعيشي وقدرة المواطنين على مواكبة هذا الغلاء ما ادى الى انعكاسات سلبية على الصعيد الاقتصادي.
ولفت زوانة الى أن ارتفاع كلف الطاقة والمحروقات في الآونة الاخيرة أدى إلى تدهور اوضاع العديد من القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها القطاعات الصناعية والانتاجية التي لها القدرة على استيعاب اكبر قدر ممكن من الايدي العاملة.
وأوضح ان ارتفاع كلف المعيشة في الاردن لم ينعكس سلبا على الصعيد المحلي فقط، وانما تسبب في تراجع قدرة الاردن التنافسية على جذب الاستثمارات.
وتقدمت عمان 4 مراتب عن تصنيفها العام الماضي حاصلة على مجموع نقاط في مؤشر الايكونمست 85 نقطة، نتيجة لعوامل مختلفة منها قيام الحكومة بتحرير أسعار المحروقات وزيادات أسعار الكهرباء إلى جانب ارتفاع سعر صرف الدولار أمام العملات الرئيسية العالمية.
وجاءت عمان في المرتبة الأولى بين عواصم الشرق الأوسط وافريقيا، وتلاها نيروبي و أبوظبي و دبي و الدار البيضاء وابيدجان و دكار فالمنامة فالقاهرة فالدوحة.
وقال الخبير الاقتصادي، محمد البشير، إن "غلاء المعيشة الذي ادى الى تلاشي الطبقة المتوسطة في الاردن تسبب بادخالها ضمن اغلى العواصم عالميا".
واشار الى ان ارتفاع كلف الطاقة والمحروقات ادى الى ارتفاع العديد من السلع الاساسية، الا ان الانخفاض الذي طرأ مؤخرا على اسعار المحروقات لم ينعكس على السلع مما يتطلب تفعيل دور الرقابة الحكومية على الاسواق.
وأوضح البشير أن اغلب المواطنين لم يكن بمقدرتهم مواكبة مجريات التغيرات الاقتصادية بسبب تدني الدخل الشهري لهم، بحيث اصبح من الصعب على اغلب المواطنين تسديد الالتزامات العادية واليومية.
ولفت البشير إلى أن السبب الرئيسي لاعتبار عمان من ضمن اغلى العواصم العربية كان نتيجة للارتفاعات التي شهدتها أسعار الأراضي وكلف النقل، اضافة الى الرسوم والضرائب المفروضة على العديد من السلع الاساسية وعلى رأسها ضريبة المبيعات.
وأرجع الخبير الاقتصادي، مفلح عقل، اسباب اعتبار عمان ضمن اغلى العواصم الى ارتفاع حجم الضرائب والرسوم المفروضة على اهم السلع خاصة ضريبة المبيعات المقدرة 16 %.
وقال ان كل الارتفاعات التي طرأت على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية في الاردن جاءت مع ثبات دخول المواطنين، الامر الذي احدث فجوة بين غلاء المعيشة وقدرة المواطن على استيعاب كلف الحياة المرتفعة.
وأضاف أن كلف الطاقة والمحروقات شهدت ارتفاعات متتالية وبشكل كبير قبل ان تعود للهبوط في الاشهر الاخيرة الماضية، الامر الذي انعكس سلبا على الكثير من القطاعات الاقتصادية في المملكة واضعف قدرتها على استيعاب ايدي عاملة جديدة.
واوضح عقل ان ارتفاع الضرائب وأسعار سلع أساسية أخرى ادى الى تآكل دخول المواطنين، موضحا ان التغيرات المتتالية والسريعة بمعدلات الاسعار اوجدت خللا كبيرا بين معدل الاسعار ورواتب المواطنين الثابتة، بحيث انحدرت شريحة واسعة من الطبقة الوسطى الى خط الفقر.( الغد )