13-04-2015 10:01 AM
سرايا - سرايا - تحدثت الزميلة الروائية رشا سلامة عن غياب الصورة الإيجابية للفلسطيني خصوصاً والعربي عموماً في المحافل العالمية، بالإضافة لهشاشة الإمكانيات التي يمتلكها العربي سينمائياً إذا ما قورنت بإمكانيات السينما الهوليودية المدهشة؛ إذ تتوفر لديهم العناصر الفنية اللازمة كلها من حيث القدرات التمثيلية، البراعة في السينوغرافيا، العقول الاخراجية، والميزانيات الضخمة، والأهم من هذا كله: المنهج السياسي الواضح، الذي يأتي متساوقاً مع المعايير الربحية.
وأكدت سلامة في الندوة التي أقامتها رابطة الكتّاب الأردنيين، أول من أمس، بعنوان "صورة الفلسطيني في السينما الهوليودية"، وأدارها أمين سر الرابطة الزميل محمد سلام جميعان، على سيطرة الصهيونية على السينما الهوليودية، عبر استعراضها لصورة الفلسطيني من خلال أربعة أفلام هوليودية هي "ميونيخ" و"لا تعبث مع زوهان" و"كارلوس" و"ميرال".
واشارت المحاضرة إلى أن "الممثل (مارلون براندو) على سبيل المثال، دفع ثمن تصريحه الذي يستنكر من خلاله سيطرة الصهيونية على هوليود، في العام 1996، ولم ينفكّ براندو يقدم الأعذار والتبريرات مراراً؛ في محاولة منه لكسر الحصار الذي فرضته هوليود عليه. كذلك (غاري أولدمان) الذي أعرب عن قناعته بأن "هوليود محكومة بيد صهيونية".
ورأت سلامة أن الممثلين ما يزالان يُنعتان بأعداء الساميّة، مشيرة إلى المخرج "أوليفر ستون" أيضاً، الذي وصف الصهاينة بالممسكين بمفاصل هوليود الأساسية، وهو ما أدّى لعاصفة هوجاء ضده، تماماً كالتي لقيها كل من الممثل "خافيير بارديم" والممثلة "بينلوب كروز" حين وقّعا إبان العدوان الأخير على قطاع غزة على عريضة تدين قتل الأطفال الغزيّين.
واشارت المحاضرة إلى الحضور المكثف للرموز اليهودية الدينية في الأفلام، بسبب ومن دون سبب، بل تتعمد الكاميرا التركيز عليها مراراً كالشمعدان والنجمة السداسية والقلنسوة اليهودية، بل في فيلم "فرِد كلوز" على سبيل المثال، والذي يتحدث عن سانتا كلوز وهداياه، وهو شأن مسيحي إذا ما قيس الأمر بالديانة، يسقط سانتا كلوز في مدخنة عائلة يهودية تُكرم وفادته حتى يرحل من جديد لعائلات مسيحية أخرى يوزع على أطفالها الهدايا.
وقالت سلامة إنه في فيلم يتحدث عن زعماء الصف الأول في الكيان الإسرائيلي اسمه "حرّاس البوابة"، تعطي الممثلة ساندرا بولوك صوتها لشخصية جولدا مائير، فيما يعطي مايكل دوغلاس صوته لشخصية إسحاق رابين، وكريستوفر والتز يعطي صوته لمناحم بيغن وليونارد نيموي لليفي أشكول، وهم جميعاً من نجوم هوليود الذين يُشار إليهم بالبنان، كما أن الشركة التي أنتجت الفيلم وهي "أفلام مورياه" التابعة لمركز سيمون ويسينتال تجاهر بصهيونيتها ودعمها للكيان الإسرائيلي.
وبينت المحاضرة أن الخِرق اتسع على الخارق في القضية الفلسطينية ليس سياسياً فحسب، بل فنياً وإعلامياً أيضاً؛ ذلك أن حظ الفلسطينيين العاثر أوقعهم مع أكثر النوعيات دهاء وتزويراً، والأهم الأكثر امتلاكاً للإمكانيات المادية والبشرية وتلك المتعلقة بالنفوذ والسيطرة على مفاصل مهمة في العالم بأسره وعلى رأسها الإعلام والسينما.
وخلصت سلامة إلى أنه ما من سبيل للحدّ من هذه الآثار المدمرة سوى بالعمل على خلق رواية عربية فلسطينية توازي مستوى قوة الرسالة المضادة التي يصنعها العدو بكفاءة عالية، وكذلك توعية المتلقي العربي بهذه الأخطار والتشويهات الحاصلة، لا لمجافاة السينما الهوليودية والإعلام الغربي، على العكس، بل لأجل البقاء على تيقظ تام حيال الرسائل المسمومة التي تُدسّ في العسل، والتي تنطلي مرات حتى على المُشاهد الفلسطيني. ( الغد )