13-04-2015 11:25 AM
بقلم : زكريا محمد إبراهيم الخطيب
لا تحلم تلك الطفلة المسكينة الآن بمستقبلها الضائع ولا حتى تنظر لذكرياتها، فما يستحوذ على تفكيرها في هذه الساعات هو طموح النجاة من الرصاص برا أو من البراميل المتفجرة جوا، مدرستها أصبحت بيتها وبيتها أصبح مقبرة، عيونها تبكي في الظلام في بلد هجرته الكهرباء، وانقرضت فيه كل مقومات الحياة، قلبها اعتاد الخوف في سنين من الحرب الدموية، تحاول أن تذكر نفسها كلما أوشكت أن تنسنى بأنها سورية مسلمة وهم سوريون فلماذا يتقاتلون؟ تسأل نفسها عما فعلته لتعيش هذه الحياة البائسة؟ قبل أن تولد كانت سوريا بلدا مُصدرا والآن وبعد ولادتها بخمس سنوات سوريا لا تجد مساعدات قيمة من أحد؟؟ فذلك مخيم اليرموك يشهد أن أهله قد جربوا أكل أوراق الشجر بأشكالها.. تعاود السؤال من جديد بصورة أعم، ماذا فعل الأطفال في سوريا و مصر والعراق ليعيشوا حياة الصواريخ والركام والتشرد؟..
آه من ذلك الزلازل العربي، أين يوجد الربيع بين الموتى؟ .إن الربيع لا يُزرع إلا بالوحدة الإسلامية ونبذ كل ما يدعو للفرقة ثم بمحاربة العدو الرئيسي الصهاينة،، فماذا سنجني من حرب نستورد فيه سلاحنا؟.
إن تلك الفتاة هي مثال بسيط من آلالاف الفتيات المُدمرات معنويا وجسدياً سواء في سوريا أو غيرها من الدول، فمثلها الكثير الآن في مشروع الشرق الأوسط الجديد، وحصاد الرؤوس العربي، إن تناحر المسلمين وبُعدهم عن دينهم يخدم مصلحة الصهاينة وهذا من تدبير العين التى ترى كل شيء "الماسونية" التي تجند أصدقاءنا ليصبحوا ألذ أعدائنا، إن الماسونية هي قوة إعلامية إعلانية عالمية صهيونية تركز على غزو العقول كافة الإسلامية خاصة وحتى أصحاب الديانات الأخرى عامة لنسف أي معنى للأخلاق وصياغة جيل يكرس الانحلال الخُلقي أصلا لحياته وينشغل بالشهوات والملذات فيعيش بلا هدف يسمو لتحقيقه، وبذلك تكون الماسونية قوة ضاربة لايستطيع أن يقاومها ذلك الجيل لانشغاله الهدام.
إن الماسونية ذات أساسات دينية يهودية تقوم على دعم الدولة الصهيونية في فلسطين وتحقيق آمالهم المزعومة في البحث عن هيكل سليمان تحت المسجد الأقصى وانتظار المسيح الدجال، وتقسم إلى ثلاث طبقات يهودية إلا أن الطبقة الأولى يمكن أن يكون بين أعضاءها أشخاص من غير اليهود بشرط أن يكونوا أصحاب كلمة وسلطة أو من أغنياء العالم، أما الطبقة الثالثة الكونية -كما يسمونها - فلا يصل إليها إلا اليهود، فيحكمون العالم بدس السموم في الإعلانات لجرف الأخلاق إلى الهاوية ودعم البرامج غير الإخلاقية أو التي تلهي الشعوب بأشياء لا تحقق لهم التطور ولا تجعلهم أقوياء في وجه الماسونية، حتى أن كثيراً من المسلسلات التلفزيونية تدعمها الماسونية لنشر الانحلال الأخلاقي، والماسونية اقتصاديا تملك العديد من الشركات العابرة للقارات التي قد تكون في بعض فروعها الدولية ملكاً جزئياً للماسونية فتفرض على مستثمريها نسبة من الأرباح تذهب لدعم الكيان الصهيوني.
إن بعض الثورات العربية وإن كانت من منظور معين شعبية إلا أنها من منظورٍ آخر تتحكم فيها يدٌ خفية، فماذا يدرينا فلعل بعض القادة الذين يحسبون على الثورات هم من المستفيدين من الماسونية اقتصاديا وسياسياً؟، وهذا شيء لا يصعب تحقيقه في ظل السيطرة الإعلامية العالمية الماسونية حتى أن بعض الشخصيات المشهورة إعلاميا وصلت إلى مراكزها لأنها تنتمي للماسونية فأصبحت تلك الشخصيات مسموعة من العديد من الأفراد حتى بعض الشخصيات الغنائية والتمثيلية كذلك، وهذا ليس من قبيل المبالغة عندما نتحدث عن الماسونية بل هو واقع تشكل على مر السنين منذ بداية وجود الماسونية على الأرض وتشكيلها بعد انتهاء الحكم الصليبي في فلسطين بعد معركة حطين؛ فالحكم الصليبي كان يتخلله إرادة جماعات يهودية ، إن الأدلة كثيرة على وجودهم فحق الفيتو أكبر دليل على أن مصالحهم أولا وإن هُضم حق الشعوب واستباحت دماءهم، إن تغلل الماسونية أو الجماعات الصهيونية في حياتنا قد نمى في بيئة شاركنا في صنعها عندما ابتعدنا نحن المسلمون عن عقيدتنا السمحة وعشنا بلا ثوابت وبلا هدف نسعى لتحقيقه وهو مرضاة الله والرسول حتى في عملنا الدنيوي.
إن لمسات الماسونية واضحة في المجتمعات الأجنبية فممارسة الرذلية مثلا لم تعد شيء مستهجنا كما في السابق في تلك المجتمعات حتى أصبح ذلك في الطرق في لباس الحرية الكاذبة، حتى لو تتبعنا تغير اللباس وأشكاله مع مرور السنين في تلك المجتمعات نجد أن التغير حدث تدريجيا إلى أن وصل إلى لباس يكشف العورات، لا شك أن هذا التغير سلبي ولا شك أنه تغير لا تقبله الفطرة السليمة ولم يحدث من تلقاء نفسه، حتى في مجتمعاتنا الإسلامية انظر إلى أشكال اللباس وحدث ولا حرج، الاختلاف بين الأجيال لا ينشأ بدون عوامل فذلك الاختلاف قد تطور تراكميا من سيطرة الماسونية على عقول الشعوب من مهدهم حتى لحدهم، من الطفولة وغرس مظاهر الانحلال في البرامج الكرتونية مثلا حتى الشباب، لا أحاول تصوير الماسونية على أنها رعب إنما أريد أن أصل إلى أن قلوبنا الهشة وابتعاد المسلمين عن دينهم هو من ساعد الماسونية أو أصحاب الكيان الصهيوني على زيادة هشاشة تلك القلوب، الماسونية وأعضاؤها من غير اليهود والأعضاء اليهود على اختلاف مراتبهم حتى الوصول إلى الأسياد العظماء يحكمون العالم وهم من حركوا بقوتهم الإعلامية الشعوب العربية إلى شن الثورات وما حقق مبتغاهم هو الظلم الذي كانت تعاني منه تلك الشعوب، والدليل على ذلك أن الأجيال السابقة كانت تعاني من الظلم لكنها لم تشن ثورات، لماذا؟ بالتأكيد لم تكن تلك الأجيال جبانة أو غير مثقفة إنما هي الأيدي الخفية التي تدخلت عندما اكتمل مخطط الشرق الأوسط الجديد فحدثت الثورات .
إن القضاء على الماسونية هو بجعلنا أكثر قوة فكريا واقتصاديا وعسكريا وهذا لا يتحقق إلا بالعيش على منهاج قويم وهل هناك شيء أفضل من منهاج الدين الإسلامي الرباني الذي لا تشوبه شائبة الذي اهتم بجميع مناحي الحياة وأعطى كل شيء حقه؟
فيجب علينا الآتي:
* الرجوع إلى دين الله وسنة رسوله كمنهاج حياة وعقيدة قويمة ككل وليس كجزء والاهتمام بكل الدين الذي ينبذ العنف ولا يستعمل القوة إلا لرفع الظلم وإزالة العراقيل التي تقف أمام وصول الدعوة الإسلامية إلى أشخاص لهم حق علينا في تبليغهم دين الله.
*نبذ كل شيء يدعو للفرقة فكلنا مسلمين توحدنا كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، نفتخر بديننا حين نكون نعرفه حقا منتمين له ليس بالاسم فقط.
*يجب العودة إلى كتاب الله وفهم السلف الصالح له والرجوع إلى صحيح البخاري وصحيح مسلم وشروحاتهم.
فالثورة الحقة التي لا ينشأ عنها زلزال دموي هي الثورة التي تحدث لنعرف فيها ديننا الذي يدعو إلى كل شيء فيه مصلحة البشرية في الباقية أو في الفانية.
يجب العلم بأن تلك الثورات الدموية التي تقوم على الفرقة والتشتت لا تولد إلا تنازع على السلطة بعد تنازع ؛لأنهم بعيدين عن دين الله فلا شيء يوحدهم.
{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:105]
pwzakariaalkhateeb@yahoo.com