بقلم :
في القرن الماضي لم يكن هناك منافس للصحافة الورقيه التي كانت تستحوذ على كثير من القراء والمهتمين بالصحافة بكافة اشكالها حيث الاخبار اقتصاديه والاجتماعيه والسياسيه التي تعتبر الوجبه الاهم بالنسبه لقراء تلك الصحف ، وتعتبر الصحافه الورقيه لوقت سابق الوجبه الفكريه التي لا يمكن ان يستغني عنها من لا يمكنهم الاستغناء عن تلك الصحافه حيث كانت بعض الصحف اليوميه الرفيق الصادق الى حد ما في بعض الجوانب ، وقد كان ولا يزال البعض من الذين تستهويهم الصحافه الورقيه لا يمكن ان يرتشفون قهوة الصباح الا وبجانبها صحيفة ورقيه معينه يتصفحون مع كل رشفه صفحة منها ملية بالاخبار او المواضيع والمقالات التي لا يمكن ان يمرون عنها مرور الكرام بل يحللونها ويقرأون ما بين السطور .
اما الصحافة الالكترونيه فمع بدايات القرن الحالي فقد استطاعت وبقوه وبسرعه فائقه مع انتشار الثوره المعلوماتيه التي داهمت كل مكان سواء بيت او شارع او مجتمع بدون اي اذن لان الرقميه لا تعرف مكاناً او زمان فهي تتحرك في كل الاتجاهات بغض النظر عن نوعية البشر او المجتمعات بسبب تفشي الظواهر المعلوماتيه بشكل صارخ ، وتعتبر الصحافه الالكترونيه احدى نتاجات هذه الثوره المعلوماتيه الهامه التي غزت كل بقاع الدنيا واخذت تسيطر على كثير من عشاق الصحافه الذين تحولوا من الصحافة الورقيه الى الصحافه الالكترونيه جراء سهولة الوصول اليها اينما كنا ورخيصة الثمن اذا ما قورنت بالصحافة الورقيه ناهيك عن السرعة في الوصول الى المعلومه والخبر بشكل مباشر وسريع واصبح السبق الصحفي والحصول على الاخبار شي خارق للعاده ويمكن الحصول عليه ونشره بوقت قياسي يصل الى اجزاء الدقيقه ، الامر الذي اخذت هذه الصحافه الجزء الاكبر من متابعي ومحبي الصحافه الورقيه ، وقد اثر هذا الجانب على عمليات الصحافه الورقيه واخذت تلك الصحافه غير الهامه والقويه تتهاوى وتتراجع الى الخلف فيما اغلقت بعض الصحف ابوابها جراء انتصار الصحافة الورقيه عليها وجذب محبيها ومتابعيها ، وقد اخذت صحف اخرى اكثر قوة تتراجع مبيعاتها ويتراجع اعداد متابعيها ومحبيها ، ناهيك عن سوء الادارات التي اثقلت بسوء ادارتها تلك الصحف ونالت منها ومن ميزانياتها سواء من خلال تعيين موظفين برواتب عاليه وخياليه فاقت مبيعات الصحف اليوميه والتي تقدر بالالاف بالاضافة الى عدم القدره على مواكبة التطورات التكنولوجيه التي تظهر كل يوم ، والترهل الاداري واثقال كاهل الصحيفه بالموظفين الذين يفوق اعدادهم اعداد الصحف العالميه التي تستحوذ على ملايين القراء .
اليوم وبعد ان تقهقرت بعض الصحف الورقيه التي تصدر بشكل يومي او اسبوعي فان الصحافة الورقيه بدأت تحتضر وان ما يجري في ارقة بعض الصحف يثبت ما جرى لهذا الصحافه التي تعود عليها الكثير من القراء ولا يمكن للبعض منهم ان يستغني عنها حيث تعتبر الصديق الصدوق له ، وان الفساد الذي نال من بعض الصحف لن يغفر للذين كانو سببا فيها لان الصحافه هي نوع من الثقافه اليوميه التي يُغذي الفرد فيها عقله ويثقف نفسه ويُنمي افكاره ومهاراته التي ربما تكون سببا في اسعاده وتهيئة حياه جميله له جراء مطالعته للصحف اليوميه والاسبوعيه المليئه بالكثير .
الصحافه الورقيه اليوم في خطر وان اصابها ما اصاب مؤسسات اخرىالتي نخر الفساد جسدها فان الثقافة اليوميه لدى القارئ ستتقهقر كما تقهقرت الصحافة الورقيه فلا تدعوها تتلاشى لان كل شي يفوح منها ... ماضينا وحاضرنا اما مستقبلنا فانه مربوط بنوعية الصحف التي سوف تبقى في ذاكرتنا .