16-04-2015 11:17 AM
بقلم : المهندس وصفي عبيدات
قوم رئيس الوزراء بزيارات مبرمجة لمحافظات المملكة وأولويتها للاطلاع على احتياجات الناس ومطالب مؤسسات المجتمع المدني والتواصل مع العامة من الشعب من خلال تبادل الاّراء ووجهات النظر .
ان هذه الزيارات الميدانية تعد خطوة على الطريق الصحيح لكي يطّلع الرئيس بنفسه على هموم ومطالب الناس وهذه سياسة اتبعها الكثير من الوزراء والامراء في سالف تاريخنا ، لكن هناك فرق كبير بين زيارة هؤلاء وزيارة هذا ، فأمراء ووزراء السلف السابق كانوا يزورون المناطق وهم مُحمّلون بالاموال والهدايا والعطايا ، لتوزع على فقراء المسلمين وللاطلاع على سياسة حكم الولاة فيها والتاكد من تطبيق مبدأ العدالة والمساواة بين الناس ، وكانوا يجلسون ويستمعون للصغير والكبير ، للفقير والغني على حدٍ سواء فينصفون المظلوم ويعيدون الحقوق لاهلها .
فهل زيارة دولة الرئيس ووزراءه لمحافظات وألوية المناطق تسير على ذات النهج ؟
الجواب عندي لا والله ، ان الفرق كبير بين زيارة هؤلاء وزيارة اؤلئل ، فرئيس وزرائنا الذي احترم جداً ، يبدأ حديثه بأسلوب لطيف يجعل الجالسين يعدلون من جلستهم ، ظناً منهم ان دولته يحمل في جعبته الكثير ليقدمه للشعب ، فيستهل اللقاء بايصال تحيات القائد اطال الله في عمره ورعاه ، ثم يتحدث عن هموم الشعب والاوضاع المتردية الصعبة التي يعيشها الناس ، هنا يتبادر للأذهان ان الرجل جاء ليحل المشاكل التي تغرق فيها البلاد ، فالبطالة تتفاقم والفقر يشتد ويتوسع ، العنوسة والعزوف عن الزواج لعدم مقدرة الشباب على تحمل تكاليف الزواج ، اخواننا السورين الذين يزداد عددهم باضطراد كبير ، والكثير من الهموم ، لكنه سرعان ما يبادر الجميع بأن يمد يده للناس طالباً لا عاطياً ، فيتحدث عن صعوبة الوضع الاقتصادي وأنّ التحديات التي تواجه الحكومة كبيرة ، فلسان حاله يقول جئتكم لأنعم عليكم من نعم الله ، وأساعد فقيركم واجد عملاً لعاطلكم عن العمل ولكن تعلمون اني لا املكم لا درهماً ولا دينار ، ووزارت حكومتي متخمة بالموظفين فلا أستطيع ان اعمل للعاطلين شيئاً ، والوظائف العليا محجوزة لذوي القربى والاصدقاء .
فيا دولة الرئيس ان كان هذا هو الحال ، فلماذا تتحمل مشاق السفر لتزورنا ، ولماذا تعطّل وزراءك عن العمل أياماً كاملة ما دمتم لا تحمل للناس حلاً ، او تزيل عنهم هماً ؟ لماذا هذه التكاليف التي تتحملها خزينة الدولة التي عجزها ومديونتها تتفاقم ؟ ام ان المبلول لا يخشى المطر ؟ فبعض الملايين لن يؤثر على مليارات العجز والديون ؟
لا يا دولة الرئيس ان كنت لا تحمل لنا خيراً فاقبع في دار رئاستك على كرسيك المدور ، وأدعو من شئت من نواب ووجهاء واستمع لهم في مكتبك ، فانت في هذه الحال ان وعدت فإنك توعد أشخاص ترضيهم بعطية او هدية فيسكتوا ، لكن ان وعدت شعباً ولم تنفذ فهذه طامة كبرى نحن غنيون عنها .
دولة الرئيس انت مرحب بك في كل مكان زائراً وضيفاً عزيزاً ، فانت من ابناء الوطن والوطن للجميع ، لكن ان تزور بصفتك رئيساً للوزراء وانت لا تستطيع تنفيذ وعودك لنا فالافضل ان لا تأتي ليبقى ماء وجوهنا وإياك محفوظة .
حماك الله يا وطني.