18-04-2015 12:37 PM
بقلم : ديما الرجبي
قد يرجح البعض بأن هنالك فراغ في إدارة السياحة في الأردن والتي تعتبر من أهم مقومات الانتعاش الاقتصادي من قِبل المعنيين في الأمر نظراً لغياب "الجرأة في استضافة محققي الانتعاش السياحي" من زمرة الفنانين والاستعراضيين الخ... .
وقد يؤول المؤولون إلى أن تشجيع السياحة وبناء العلاقات الدولية العربية من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها نظراً لتراجع الاقتصاد السياحي في الدول عامة .
وجميع الآراء صحيحة وإن اختلفت .
ولكن ما يغيب عن ذهن المنظمين والباحثين عن دخل اقتصادي سياحي هو تبعات الاستضافة التي يوجهونها إلى ضيوفهم في هذا الوقت السياسي الفوضوي المُلتهب بالذات؟!
بعد أن تم استضافة الفنانة المصرية يسرا وتكريمها بالأم المثالية ساد سخط الشارع الأردني الذي نعلم بأن بصمته الواضحة وإن تعولمت قليلاً هي "المحافظة على العادات والتقاليد " وتقديس الأم الحقيقية صاحبة الشنبر ومن تُسبح خفاءً وجهراً على أصابعها ليل نهار .
كانت تلك المبادرة سقطة سياحية شعبية ، عززت العلاقات المصرية الأردنية وأثارت حنق المواطن وغضبه على أصحاب القرار .
من الناحية الدبلوماسية السياسية نحن نتابع ضيوف الأردن عن كثب وساءنا الكثير من الزيارات التي تضع الأردن بين قوسين وترسم حوله علامات استفهام عديدة وهذا حقٌ مشروع للعامة لأننا لا نعلم ما يدور وما يتم في المطبخ السياسي .
من يسرا إلى حفتر وأوجه التشابه .
على ما يبدو أن السياحة والسياسة توأمان لا ينفصلان وهذا لسان حال الواقع ، فبينما أتت زيارة حفتر للأردن والتي أعلن عنها رسمياً لتجعل السياسيين والمحللين يؤكدون بأنها دلالة واضحة على أهمية جهازنا العسكري ولاستخباراتي في الاستمرار في محاربة الإرهاب وتبين موقفه الذي بات جلياً وحساساً ومهماً في خط الدفاع الأول لشن الغارات في حُزم التحالفات العربية التي تتشكل وتتسع .
بينما يرى النصف الآخر بأنها تجعلنا محط تساؤل وغموض لما سيتم المصافحة عليه على أثر تلك الزيارات.
من هنا نرى بأن "يسرا هانم" و"حفتر بيك" يشتركان في إرضاء العلاقات العربية "مصرية أردنية" و"ليبية أردنية" ويتفقان بأن قدومهم لا يعني المواطن بقدر ما يعني مصالح بلادهم وتوجهاتهم !!
ضجة كيم كارداشيان و ما سيترتب على " خلفية " حضورها .
بصرف النظر عن " خلفية" كيم كاردشيان الإباحية الاستعراضية والتي نعلم بأنها من نجوم الإثارة إلا أنه على ما يبدو الغاية تبرر الوسيلة، ومن هنا ننطلق إلى ما قرأناه في رأي الشارع الذي ساده الاضطراب وأمسى بين مؤيد وصامت إلى حدٍ كبير، لترى أن معظم أبناء شعبنا لا يعترضوا على زيارتها من منطلق أن ينتعش الوضع الاقتصادي السياحي لدينا على اعتبار أن ما ستجنيه الجهات السياحية سيتبرعون به إلينا وينعشون اقتصاد جيوبنا المهترئة؟!
أما الأغلبية الصامتة والهامسة فيجدون بأنها خطوة تحمل من الخطورة الكثير نظراً لانتشار فوبيا الإرهاب الداعشي في الأردن؟!
وعلى كل الأصعدة نرى بأنه إذا أرادت الدولة استضافة كيم أو يسرا أو توم وجيري فنحن لا نملك إلا أن نقول أهلاً وسهلاً مرغمين أو راضين فوضع السياحة اليوم وطرق استقطاب الثروة الاقتصادية أصبح واضحاً فاضحاً ضارباً بعرض الحائط أي تبعات خارجية قد تطالنا فمن هنا نسأل المعنيين بالأمر هل حسبتم سلامة وأمان ضيوفكم واستقرار الأوضاع الداخلية هنا ؟!!
حمى الله الأردن من " السياحة" وأعاننا على صمتنا وقراراتهم !!
والله المُستعان