حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,17 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27721

عاصفة الحزم المباركه .. لبيك ياصنعاء ياعدن

عاصفة الحزم المباركه .. لبيك ياصنعاء ياعدن

عاصفة الحزم المباركه  .. لبيك ياصنعاء ياعدن

21-04-2015 02:48 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : منور أحمد الدباس
ليس من المستغرب ان يفيق العرب من سباتهم العميق بعد ما اصابهم من هوان وضعف ، واصبحوا ضحية في هذا العالم ، ولعبة بين ايادي الدول الكبرى ، ينامون في احضانها ولا يدرون بأن هذا ظلم وتعدٍ كبير على مشاعر الأمه التي يحلم شعوبها في كل لحظه بأن يكون لهم كلمه وموقف شجاع يصلون بموجبه الى الحد المقبول الذي وصلت اليه شعوب العالم التي تنعم بالحريه والإستقلال المشرف ، والذي يصونه ويحميه القوه الذاتيه الضاربه ، تبنيها وتوفرها قياداتها من ثروات الأوطان ، وبسواعد وعقول ابناءها ، حتى يتحقق لها كل ما تريد .

نحن الشعوب العربيه لا نرتضي لأنفسنا ونقبل بأن نبقى تابعين لأحد كائن من كان ، ومهما يملك من قوه ، بل يجب ان يكون لنا قياده موحده تتعامل مع دول العالم على مستوى المصالح التي بينها وبين العرب ولو بالحد الأدنى ، لذلك يجب على ما تبقى من الأنظمه العربيه أن تعيد حساباتها مع شعوبها وان تعمل جاهدة للوصول بشعوبها الى الحياه الأفضل لتشعره بأن الماضي بما فيه من الأسى والعذاب قد مضى ولم يعد يصلح ، فهذا زمان القوه والمصالح وهذا زمان "إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب".

على الأمه العربيه ان تكون على قلب واحد امام التحديات الجسام التي تمر بها وتنتظرها ، فقد اعذر من انذر فهذه قوة فارس تعود وتنبعث من جديد ، وتتمدد وتتغلغل في عالمنا العربي ، لتتقاسم وتعيد حسابات الدول الكبرى ومعها اسرائيل في الهيمنه والسيطره على منطقة الشرق الأوسط ، وتنتزع حصتها الكبيره لا سيّما أنها دوله اسلاميه سياساتها ظاهرها التعاون وحسن الجوار وباطنها الهيمنه والتحكم في دول المنطقه ، وفي مقدمتها دول الخليج التي اصبحت دول مواجهه مع ايران التوسعيه ، بعد ان كانت تنعم بالرخاء وتعتبر ايران دوله اسلاميه شقيقه وصديقه يجمعهم الإسلام ، ويكنون لها كل المحبه والتعاون في كل المجالات ، وعلى كل المستويات .

لكن كشّفت ايران الخميني عن انيابها التوسعيه بعد ان كثّفت نفوذها في معظم الأقطار العربيه، والآن تهدد باستعمال هذا النفوذ الخبيث في الهيمنه على باقي العواصم العربيه ، فهي قد نجحت في العراق وسوريا ولبنان واليمن حيث استغلت هذا النفوذ لخلق حاله من عدم الإستقرار ، ونشر ما يسمى بالفوضى الخلاقه ، وقد وصلت الى درجه عاليه في بسط نفوذها وهيمنتها وتعمقت كثيراً في الواقع العربي ، فغدت الأنظمه العربيه المتبقيه في العالم العربي بعد احداث الربيع العربي منشغله في تمدد ايران الصفويه ، واصبح نفوذها هاجساً قوياً وخطراً حقيقياً يؤرق دول المنطقه أكثر وأخطر ، يضاف الى جانب خطر العدو الصهيوني " اسرائيل "خصمها في قضية العرب الأولى فلسطين والقدس الواقعه تحت نير الإحتلال منذ اكثر من سبعون عام ، ولم يستطع العرب انهاء هذا الإحتلال البغيض ، وهم في هذا الوقت الراهن منشغلون في التصدي لتمدد ايران في اليمن السعيد بعد ان ضاعت بغداد العباسيين ودمشق الأمويين وباتت تهيمن عليهما ايران الصفويه ، حيث تعتبر العرب هم اعداء لها منذ القدم وكما قال المثل : "عدو جدك ما يودك" وهم بتصرفاتهم وسياساتهم يريدون أن يعيدوا دورهم كشرطي المنطقه الذي كان في عهد الشاه . هذا واكتشف العرب مكر وغدر ايران وسياساتها الخطيره اتجاه العرب متأخريين إما بحسن نيه يغلفها قصر النظر أو معرفة ذلك جيداً واتباع سياسة غض النظر عما يحدث من هذا العدو وترحيله من جيل الى جيل ، وأشير هنا بأن القياده الهاشميه الأردنيه الحكيمه قد نبهت العرب وحذرت من خطورة الهلال الشيعي في المنطقه ، وقد كررها جلالة الملك عبد الله الثاني المفدى في مقابلاته الصحفيه ، وخطاباته في قي كل المحافل المحليه والعربيه ، لكن هذا التحذير يبدوا أنه لم يلقى الإهتمام من قبل العرب الأشقاء .

وبعد ان بلغ السيل الزبى جاءت بشائر صحوة العرب ونفذ الصبر واصبح لا مكان له حين تفجرت مشكلة اليمن وتم الإنقلاب على الشرعيه اليمنيه من قبل الحوثيين بدعم من ايران وجيش الرئيس المخلوع علي صالح الخائن ، الذي عضّ اليد السعوديه التي قدمت له المساعده ، ووقفت معه وساهمت ووظفت كل قوتها في توحيد اليمن السعيد وجاء الى الرياض الحضن الدافىء محروقا في آخر انفاسه ، واحتضنته قي مشافيها بعد ان احرقته وطردته ثورة الشعب اليمني عام 2011 ، واحضرت له مشاهير الأطباء من شتى انحاء العالم ، ثم اعادته السعوديه بتوفيق من الله تعالى الى اليمن وهو في أحسن حال بعد ان شارف على الموت ، لتنفيذ ما جاء في المبادره الخليجيه وحصنته من المساءله السياسيه والماليه ، وينطبق على الرئيس المخلوع فعلياً قول المتنبي : (إن انت اكرمت الكريم ملكته ...وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ) .

واستطاع مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعوديه ان ينجح في حل المشكله اليمنيه بين الشعب والنظام المهزوم من الثوره الشعبيه ، حيث جمعت كل الأطراف على المبادره الخليجيه ، وتم الإتفاق في الرياض من قبل كل الأطراف على هذه المبادره لتكون لدولة اليمن شعباً وقياده بمثابة خارطة طريق حقيقيه للمحافظه على امن اليمن ووحدة اراضيه ، وقد تم تطبيق ما جاء في المبادره على الأرض وعلى الواقع وسلكت الأمور وخطت خطواتها في الإتجاه الصحيح ، وبدا اليمن امام العالم انه يتعافى ، هذا وقد وقفت السعوديه ومعها دول الخليج العربي ودعمت وصبّت في خزائن الدوله اليمنيه بعد المصالحه مليارات الدولارات ، لينهض اليمن السعيد ويعود قويا معافى ، ويعيش شعبه بأمن وأمان ، وتسير فيه حركة التنميه لتعم جميع انحاء اليمن السعيد والذي له مكانه مرموقه ومميزه لدى الشعب السعودي وقيادته الرشيده ، مثلما هو كذلك مرحب به في كل دول مجلس التعاون الخليجي العربي .

لكن ناكر الجميل الرئيس المخلوع سيء الذكر عاد الى اليمن متحالفا مع الحوثيين في اتفاق قذر ومكشوف اسفر عن السيطره على العاصمه صنعاء والهيمنه على كل مؤسسات الدوله ، كذلك تمت السيطره على القصر الرأسي في صنعاء ، واحتلال معظم المدن اليمنيه في الشمال والجنوب تباعاً ، واعقبها فرض الإقامه الجبريه على الرئيس الشرعي هادي وكذلك رئيس الحكومه البحاح ووزرائه ، لكن بقدرة الله تعالى ثم بجهد المخلصين للشرعيه قد مكنوهم من الهروب الى مدينة عدن في الجنوب ، وبعد ذلك اصدر الرئيس الشرعي مرسوما بأن تكون عدن العاصمه المؤقته ، حيث طلب من جميع الدول الشقيقه والصديقه التعامل معها ، وفهم الإنقلابيون أهمية هذه الخطوه الشجاعه والحكيمه ،الاّ أن الإنقلابيين قاموا بقصف القصر الرأسي في عدن بالطائرات للقضاء على الرئيس الشرعي ، وتكرر القصف اكثر من مره للنيل من حياة الرئيس الشرعي لكنهم فشلوا قي تحقيق ذلك ، لإعادة خلط الأوراق من جديد ، وتكريس نتائج الإنقلاب ليصبح الوضع أمراً واقعاً لا رجعة عنه . ولما كان ما يحدث في اليمن يشكل خطراً على الأمن القومي السعودي والخليجي والعرب جميعاً، ونتيجة للتهديدات من قبل الحوثيين والمخلوع صالح للسعوديه ، وفي تحدٍ سافر للدوله السعوديه اقام الإنقلابيون مناورات عسكريه على الحدود السعوديه والتي يبلغ طولها مع الدولة اليمنيه 1800كم ، عندها طفح الكيل ، حيث سمحت السعوديه للرئيس الشرعي ان يحلّ ضيفا في الرياض ، وان يدير العمليات والإتصالات في وطنه من السفاره اليمنيه في الرياض ، وبعدها اشتدت المعارك بين المؤيدين للشرعيه وبين الإنقلابيين والذين لم تنفع معهم لغة التفاهم والحوار اليمني الوطني ، ورفضوا الدعوه للجلوس على طاولة المفاوضات في الرياض ، او في أي دوله خليجيه يتفق عليها جميع الأطراف ، لكن هذا الطرح السياسي لحل الأزمه رفضه الإنقلابيون رفضاً باتاً، والذين اطلقوا العنان لتهديداتهم القذره ضدّ السعوديه عبر تصريحاتهم الناريه والتي يُشتمّ منها رائحة العداء المزمن المتجذر للسعوديه ودول الخليج العربي ، ويبدوا أنهم ملتزمون بالتعليمات والأوامر التي تأتيهم من دولة إيران ولا يمكن أن ينصاعوا ويتراجعوا عن انقلابهم إلاّ بهزيمتهم والتضييق عليهم ، أو بأمر من إيران . لكن الذي زاد الطين بلّه أن دخلت ايران على الخط وبطريقه سافره قذره مفضوحه وسريعه ومكشوفه ، حيث اقامت جسراً جوياً بينها وبين الإنقلابيين ، ترسل اليهم السلاح المتطور والمعدات الحربيه الثقيله عبر البحر والجو ، علماً انه لم يسجل لدولة إيران أو سمعنا عنها يوماً بأنها قد مدّت يد المساعده للشعب اليمني الذي يعيش 80% منه تحت خط الفقر لدعم خطط التنميه في اليمن ، هذه التصرفات الوقحه من قبل إيران والتي اعقبها الإتفاقيات التي وقعت بين طهران والإنقلابيين الحوثيين ، بعدها ايقنت دول الخليج بقيادة السعوديه ان السكوت على ما يجري في اليمن خطأ استراتيجي لا يمكن تداركه مستقبلاً ، ويجب أن يكون الرد قوياً وسريعا وبحجم الأحداث التي تجري في اليمن ، حيث تفاجأ العرب والصديق والعدو بولادة تشكيل تحالف بقيادة السعوديه ، والبدء سريعاً بشن حمله عسكريه قويه اطلق عليها(عاصفة الحزم ) ، وقد تم شن غارات تدميريه على معسكرات الحوثيين والجيش اليمني الموالي للرئيس المخلوع ، سبقه توجيه نداء لكبار القاده والضباط والجنود في الجيش اليمني بالإنشقاق عن الإنقلابيين والإنضمام الى الشرعيه ، وقد نبهت كذلك الشعب اليمني والقبائل بضرورة مقاومة الإنقلابيين ، والتعاون مع عاصفة الحزم التي تعمل على إعادة الشرعيه بناء على طلب الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي .

شقت الحمله العسكريه طريقها بقوه وصلابه وقد مضى عليها اربعة اسابيع ، استطاعت من خلالها أن تدمر وتشتت وتحجم قدرات الإنقلابيين سواء كان ذلك في الشمال أو في الجنوب ، وكان القصف الجوي يأخذ بعين الإعتبار سلامة المدنيين والبنيه التحتيه في المدن اليمنيه، وقد حاول الإنقلابيون السيطره على مدينة عدن ، ودفعوا بمعظم قواتهم الخارجه عن الشرعيه لإحتلال عدن لكن المقاومه الشعبيه هبت للدفاع عن مدينة عدن ، وهب معها كل القبائل الجنوبيه في كل مدن الجنوب اليمني للدفاع عن الشرعيه ومنع الإنقلابيين من الهيمنه عليها .

لقد خطت القياده السعوديه قائدة التحالف خطوات كبيره في الإتجاه الصحيح حيث سيطرت على كامل المجال الجوي اليمني والبحري ، بحيث تم الحظر فيه على أي طائره أن تدخل المجال الجوي اليمني ، أو أي قطعه بحريه تتجاوز المياه الإقليميه والتي تم تحديدها ب12 ميل دون موافقة القياده العسكريه لعاصفة الحزم ، وقد فوض الرئيس اليمني الشرعي قيادة التحالف بتنفيذ الحضر الجوي والبحري ، ونتيجة لهذه الخطوات تم منع أي دوله وفي مقدمتها ايران والتي اصبحت جزء من المشكله اليمنيه إن تقدم المدد لتعويض الإنقلابيين عن خسائرهم التي فقدوها بالقصف الجوي ، وكذلك بالهجمات القويه شبه المنظمه والتي تشنها المقاومه الشعبيه والقبائل اليمنيه المواليه للشرعيه. لكن هناك من يطالب بالتدخل البري لقوات التحالف في اليمن والمقصود هو تدخل الجيش السعودي برياً وهناك من يقول يجب التأني كثيراً قبل التدخل البري ، ورأي آخر ينصح بعدم التورط في حرب بريه مع من تبقى من الإنقلابيين وذلك لصعوبة تضاريس اليمن سواء كان في الشمال او في الجنوب، لكن هناك من يقول من الخبراء العسكريين انه بإمكان قيادة عاصفة الحزم شن هجمات كوماندوز إنزال جوي على المواقع التي يتعذر تدميرها من قبل سلاح الجو ، اما بسبب وقوعها بين المدنيين او طبيعة التضاريس ، وهناك من يقول من الخبراء العسكر ان الحرب البريه لا بد منها وهي مكمله على الأرض لحسم المعركه ، انا كاتبا ولست خبيراً عسكرياً لكن محبتي للسعوديه ودول الخليج عموما, اقول: يجب التوخي بأن لا يطول الحل العسكري ، وان لا تتحول المعارك التي تخوضها عاصفة الحزم الى معارك استنزاف لقدرات دول الخليج وفي مقدمتها السعوديه ، ولا يزج بالجيش البري في الحرب البريه وهذا ما يريده الإنقلابيون ويسعون الى جر الجيش البري السعودي لحرب بريه على ارض ليست ارضهم ولا يعرفون طبيعة جغرافيه تضاريسها الصعبه ، حتى يقلبوا الموازين ويحصلوا على نتائج يتبجحون بها امام العالم .

dabbasmnwer@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 27721
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم