بقلم : محمد عبدالحميد المعايطة
تمضي السنين ونحن نطرق أبواب أصحاب القرار باباً... باباً... لعل وعسى أن يفتح أحدها ليعرف حجم الوجع والجرح النازف في الجنوب من فقر وبطالة وهجرة ويأس وإحباط واحتقان

المتنفذون هم الديناصورات .. الذين تكلم عنهم الملك الذين لا يقبلون الإصلاح بكافة أشكاله السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي حتى يحافظون على مكتسباتهم ليورثوها لأبنائهم وأحفادهم.

أقول ذلك لأنه أصبح من الضرورة اتخاذ القرارات السريعة والجريئة لبدء التنمية في الجنوب قبل ان نخسر أبناءنا بالفرار إلى داعش الإرهابية نتيجة الإحباط واليأس وبعض الخطوات الجريئة والسريعة المطلوبة من الحكومة تتمثل بالاتي :
1. أن تصدر الحكومة مزيد من الإعفاءات الضريبية والتسهيلات والامتيازات للمستثمرين ففي ظل تسهيلات وإعفاءات بسيطة يفضل المستثمرون الاستثمار ضمن منطقة العاصمة لوجود كافة الخدمات اللوجستية التي إذا ما قورنت مع الإعفاءات الهزيلة في الجنوب ، يجدها المستثمرين أفضل.

2. أن تقوم وزارة التعليم العالي بإنشاء الجامعة الأردنية - الصينية في الجنوب للمساهمة في توليد فرص العمل والاستفادة من وجود الشركات الأساسية الكبرى ( فوسفـــات , البوتاس , البرومين , الأسمدة , الاسمنت ) في التدريب والتشغيل .

3. بعد ثورة الاتصالات والتكنولوجيا وتحسين البنية التحتية في الجنوب لم يعد هناك أية أعذار لشركات التعدين أن تبقي إداراتها في عمان ( فوسفات , بوتاس , برومين , أسمدة , اسمنت ) فوجود هذه الإدارات في مناطق الجنوب سوف يدير عجلة التنمية ويؤسس لمدن كبيره ومولده لفرص العمل كما هي مدينة الزرقاء- مدينة الجيش- ويطور المرافق العامة من مدارس ومستشفيات ومطاعم وفنادق، إن نقل الإدارات يحتاج إلى قرار جريء لا يلتفت الى قوى الشد العكسي الذين ينظرون إلى مصلحة أبناءهم على أنها أهم من مصلحة الوطن فوجود إدارات هذه الشركات في عمان يعتبر بالنسبة لهم المحطة الوظيفية الأولى لأبنائهم قبل أن يحصلوا على وظائفهم الدائمة في الديوان ورئاسة الوزراء والخارجية.





4. أن تقوم وزارة الصحة بتطوير احد مستشفيات الجنوب لتوفير كافة التخصصات لان احد اسباب الهجرة هو للحصول على العلاج فالمئات من مرضانا فقدوا حياتهم على طريق عمان طلباً للعلاج .

5. أن تقوم الشركات العاملة في الجنوب بواجبها الوطني في تنمية محافظات الجنوب وهذا يعتبر حق مشروع ومقدس لهذه المحافظات وان ما تحصل عليه هذه المحافظات لا يوازي ما تقوم به هذه الشركات من أضرار بيئية وحيازتها على خيرات وموارد هذه المحافظات ,وما تقدمه الشركات في الوقت الحالي يعتبر من الفتات بالمقارنة على ما تحصل عليه من أرباح .
هذه بعض الخطوات البسيطة في تخفيف حجم المعاناة ووقف الجرح النازف وليس الشفاء منه ولكن هذه الخطوات هامة وضرورية وتحتاج إلى قرار جريء ، حتى لا نبقى رهائن لرغبات الديناصورات من (أقطاعي العصور الوسطى)الذين يرفضون التغيير ويحرصون على بقاء المجتمع راكد للمحافظة على نفوذهم وسيطرتهم وسلطتهم , ويؤمنون بان الاتجاه الى التجديد والإصلاح في اي ميدان من ميادين الحياة يمكن ان تنتقل عدواه الى سائر الميادين ومن ثم فانه يهدد سلطتهم ومصالحهم ومصالح أبناءهم واحفادهم بالخطر0
هذه صرخة جنوبية لكل الخيرين من أبناء الوطن للضغط على الحكومة حتى لا نخسر أبناءنا نتيجة اليأس والإحباط والاحتقان.

رئيس بلدية الكرك الكبرى
عامل وطن محمد عبدالحميد