25-04-2015 11:25 AM
بقلم : جروان عبدالله المعاني
هذه عبارة قالها وصفي التل ، ليوقد الحماس في قلوب العاملين بدار إذاعة عمان بعد عودته من الكرك ودفن صديقه المرحوم هزاع المجالي رئيس وزراء الأردن، في لقاء جمعني يوم قبل امس مع مجموعة من المثقفين والحراكيين، جاء احدهم على ذكر المرحوم هزاع المجالي الذي يصادف اليوم ذكرى اغتياله ، واتفق الغالبية على ان اغتياله خطيئة اشتركت فيها ايدي شريرة ، وقد استشهد احدهم بعظمة هذا الرجل واستشهد بكلمات من مذكرات المرجوم هزاع المجالي :
(جربت مر الحياة وحلوها...عسرها ويسرها...شقاءها وسعادتها فخرجت بنتيجة واحدة وهي ان كل شيء الى زوال وليس يبقى الا الذكر الحسن.)
وفي خضم النقاش قال احدهم ترى هل حسين المجالي وزير الداخلية الحالي يتبع سياسة والده حين كان وزيرا للداخلية، وهل سيتولى رئاسة الوزراء من باب توريث المناصب ...
ثم أخذ الحديث منحاً حاداً حين اتينا للحديث عن علاقة الاخوان المسلمين بالحكومات العربية عموما والأردن خصوصا ، وبادرني احدهم بسؤال مفاجئ ، لماذا انتم لمعانية مؤيدين لداعش وجبهة النصرة وغيرها من الحركات الاسلامية ؟
وبروية العارف قلت أني ضد هذا السؤال وانه عاري عن الصحة ، فمعان كأي مدينة اردنية اخرى تتعاطف مع أي توجه اسلامي يدعو الى العدالة والمساواة والوسطية وكل ما نسمعه فيه مغالاة ويستعمل مبررا لضرب الكتل الحية التي تطالب بالإصلاح مع عدم نكراني لوجود خلايا لهذه التنظيمات كما بقية المدن .
ثم استفتاني ان كان البغدادي الخليفة المدعى مسلما أم كافرا ؟ اجبته بسخرية اني خوفا من الغرامة المالية ملتزم بطلب وزارة الاوقاف بعدم الفتوى الا من خلال مجلس الافتاء !!!.
هزاع المجالي كوصفي التل ككل الاردنيين مسلمين مؤمنين بالله غير انهم لا يغالون والمتتبع لأحوال الدول العربية يرى بوضوح سر استقطاب الحركات الاسلامية للشباب والاندفاع نحو الموت بفتوى مفادها الشهادة ودخول الجنة، وفي نظرة عابرة ندرك إن فقدان الثقة بحكام الامة وسوء الاحوال الاقتصادية هي المحرك الاول للشباب للقبول بهكذا فتوى دون تفكير في كثير من الأحيان ولعل الدكتاتوريات الفردية وأكاذيب الديمقراطية في انظمة اقل ما يقال عنها انها استغبت البشر عندما زورت الانتخابات وتعمدت اسقاط الجماعات الاسلامية وكبتت الحريات سببا أخر لالتحاق الشباب بالتنظيمات الاسلامية .
إن نجاح الحركات والأحزاب الاسلامية في الاستيلاء على المعارضة خلق اجواء متوترة في العلاقة بين الانظمة والشارع، حيث الكل متهم بولائه لهذه الحركات حتى يثبت العكس ، ولعل ما حدث من قمع لهذه الحركات بعد نجاحها في الانتخابات النزيهة نسبيا والانقلاب عليها بدءً من الجزائر مرورا بمصر وليبيا وفلسطين وتونس يظهر بشكل جلي ان المزاج العام متعاطف مع هذه الحركات برغم ما يطفوا على السطح من إعلام مضلل يظهر عدائية الشارع للإسلام السياسي ..!! وهو أمر دفع بالحركات المغالية الى تصعد من فعلها وهي تلقى دعما ماليا وتسليحيا من جهات متعددة من اجل تشويه صورة الاسلام وزيادة الفوضى في البلاد العربية.
ان الشباب المسلم يعيش حالة من الضياع القيمي والفكري فأصبح لقمة مستساغة للتطرف بغياب رجال فكر لهم كرزمية يوثق بهم وأنظمة وطنية تنتمي لبلدانها.