25-04-2015 11:30 AM
بقلم : شريده عبدالرحمن الشريدة
صديقي المُخلص اما كان لك ان تتزين بالصراحةِ ثوبَ? وتخبرني منذ اللحظات الاولى, ان لا مكان لي بجانبُك ولا املَ.. ممشوقٌ انت بهامتِكَ وصماءً هي لُغتكَ, فلا مخرجاً ولا سبيلا امام فِصح لسانكَ عدا الاذعان والانصاتَ, اذعنتُ لك واذعن الاخرين من بعدي جزافا سلمتُ لك ناصيتي وقبلتها مراراً وتكرارا, كسبت ودي وعلاوةً عطفي ولم اكن لك مباليا, وكنت تدُس لي الكلمات المنمقة والعبارات الرنانة سمً وعسلَ, وكيف يجتمع حلو المذاقِ والسم الزُعافَ؟!
مددتُ لك يد العونِ فعضضتها بعد ان اخفيت بصمات ابهامي تودداً وتقربا ؟ اما كان لك ان تعلم انني على علمً مُبين ويقينٍ قررا, ارخيتُ لك الحبلَ لتجوب الاخطاء يُمنً ويسرا وثم الى مصرع حذاقتي لصً باكيا ؟ ما بالُك عابس الوجهِ عاقد الجبين وانت لسمحي وافصاحي عنك متأكدا ؟ الم اخبرك يا هذا ان الصداقة نُبلاً واخلاقَ, ومن ذا الذي اخبرك ان فاك كطفلً قد اخطأَ فغُفِرَ لهُ الذنبَ, كيف لك انت تجرؤ على مصادقتي طيل هذا وانت على شتمي مُسبحاً ومهلهلا؟ ومن اخبرك ان القناع الذي ارتديته سابقً عِصرك واوانكَ بل كان امامي مرآةً قد عكست كل ما حاولت ان تسترَ, فلا يلمع الا ذهبً وليس كل ما يلمعُ ذهبَ!
قُم يا صديقي وكُن عوناً للصداقةِ ولذاكَ, كُف عن البلاهةِ ارجوك ولا تحسبني عربيداً جاهلا, لا تتعند بالجهالةِ فتتخذ منها لكَ سبيلا, انهض وقُد حماسك لتطلب العفوَ ممن كان لكن السندَ, ممن اجحفت بحقه واطعمته التلون والنفاقَ, انهض ودعك من غطرسةً قد تبكيك يوماً وتحرقك تالياَ, واعلم ان الله ليس بغافر ذنبً ليس له فيه شأنَ, واعلم ان الباري, ربي وربُكَ لحقوق الغير غير مسامحا, دعك عن التلون كالحرباء وابقَ كما خُلقت مجرداً ليس لك من الضغينةَ والشرِ لا رطلً ولا زادَ, وارفع كلتا يديك الى خالقً سبحانه يغفر الذنبَ ادعوه ان يكف التلون بينك وبين اقرانكَ وكُفَ عن قذف الاخرين رصاصً واخلص بين بنو قومكَ, احسن الظن بي دائماً ولا تسألني عن اصلك وفصلكَ, ولا يهمك من هذا وذاكَ الا خلقً رفيعً يُخجلكَ, اليك ربي ديني ومعتقدي وليس لأحدً سواكَ, سبحانك ربي رجوتك مغفرةً تذهب الشر والبأسَ, ويحفظ الله مجتمعي من الشِرك والنفاقَ, استغفرك ربي ولقومي على امل ان القاكَ طَهٌرَ اليدينِ ناصع الجبين مخلداً بطيب ذكراكَ, وختاماً التحية السلامُ على من احسن عملا.