27-04-2015 04:20 PM
بقلم : ديما الرجبي
الوضع السياسي الراهن في هذه الأيام يشبه منظم السير الذي طال وقوفه تحت أشعة الشمس حتى أصيب بتشويش فأخذ يراقب القريب ويبتعد عن البعيد ويعطي التوجيهات بعكس الاتجاه المفترض حتى أصبحت الحركة مضطربة كارثية ومتزاحمة !!
انتهاء عاصفة الحزم وبدء حزم الأمل لليمن !!
ما زلنا نعوّل على عاصفة الحزم التي جمعت ولم تُفرق من خلال تحالفها العربي الذي طغى على مهماته التهكمات والتأويل والإفراط في التحليل ،فمنذ البداية هذه العاصفة في كل ما تحمله من ثغرات سياسية يرجحها المحللون إلا أنها كانت بداية لحركة سياسية عسكرية عربية تحالفيه وهذا جديد الشرق الأوسط في وقتٍ يتسم بالصراعات والانقسامات العربية القيادية ، أما من حيث أن إعادة الأمل ما زالت تضرب وتمارس الطلعات الجوية العسكرية فهذا طبيعي حيث أنها المرحلة الثانية من المعركة وليست بناءاً لما تم انجازه فلم يتحقق الهدف لهذه اللحظة ولكن هنالك قادةً يرون أبعاداً لن نستطيع إدراكها ولو وثبنا من أمامها.
فإن خرج الحوثي أو تقزم امتداده أو ضربنا بعرض الحائط أهمية علي عبد الله صالح سندرك بأن ما يتم الآن هو نقلة حربية محبوكة وتبتعد عن السذاجة ومن المؤكد أنها وضعت خطة مستقبلية لما ما تبقى من عقبات في اليمن .
والتحالف السعودي التركي الذي وجه بوصلته إلى سوريا لإنقاذ ما تبقى منها وشكل هزة إلى الكيان الصهيوني الذي استفاد من العراك الطائفي الحاصل وأمست البيئة الإقليمية مهددة باعتباراته فنحن نعي بأن الحرب ليست فقط في اليمن ولا سوريا بل هي حربٌ موجهة لاجتثاث المد الإيراني الفارسي وهذا كفيلٌ بأن يعطينا الثقة الكافية كي نتيح الفرصة لقادة تلك العواصف بإثبات حسن الرمي والقصف وإعادة الأمل للمثلث العربي المنكوب الذي بدأت منه ثورات الربيع العربي المُزعم.
من ناحية الاستنزاف العسكري الذي رجحه البعض حين سماع انتهاء العاصفة التحالفية فلو كان الأمر كذلك لما كان " الأمل " امتداد للأولى ولما تم الانتقال ولو شكلياً إلى استكمال خطط الإقصاء الشيعي وتحجيمه من خلال الإشارة إلى سوريا ، وإن خفتت بعض أصوات الدول المتحالفة هذا لا يعني أنهم قد أنهوا مهامهم ولكن ربما قد أعفوا من ضغوطات اقتصادية عسكرية حدودية هم على علم بقدرات تلك الدول ومنها الأردن في تحملها ، ولكنا نعلم بأنهم إذا ما تم استدعائهم من جديد فسيقومون بالتوحد والاصطفاف في الصفوف الأولى .
الحدود الأردنية وخسائر اقتصادية !!
بعد إغلاق معبر نصيب مع سوريا ومنع حركة الشاحنات العراقية في معبر طريبيل بعد عملية اختراق الحاجز العسكري من قبل داعش الإرهابية فلا يملك الأردن خياراً آخراً غير ترجيح كفة الأمن والأمان والتعاطي مع الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تعطيل التجارة الحدودية لاحقاً .
وهذا الأمر الحاصل يفسر لنا كيف يتم نقل العمليات العسكرية وإعطاء فرصة لاسترجاع الأنفاس الاقتصادية العسكرية خصوصاً للدول ذات الدخل المحدود مثل الأردن.
دخولنا في معترك تلك العواصف ومنها الحرب على داعش جعلنا عرضةً للسع والزحف والمؤامرات التي تحاك وتنفذ وتُحبط بإذن الله .
ولا ننكر بأن الأردن بقدراتها البسيطة تبذل جهوداً عسكرية جبارة وقد يعود الأمر علينا بالتوتر والقلق والخسائر الاقتصادية ولكن ما نريد الإشارة إلية بأن لكل دولة منظم سير سياسي فهم الأقدر على فهم الإشارات وإعطاء التوجيهات الصحيحة للانطلاق ونتمنى أن لا يصاب أيٌ من منظمي السير السياسي بتشويش ويبقون ثابتون على ما هم عليه بما أنهم قد أصبحوا في منتصف الطريق ويستحال عليهم الانسحاب الآن .
نسأل الله السلامة لشرقنا العربي الذي ما زال مجهول الملامح التي سيقع عليها مستقبله .
والله المستعان