28-04-2015 09:58 AM
سرايا - سرايا- يشكل طريق بغداد الدولي « المفرق – الصفاوي – العراق» خطراً قائماً وشبحاً مخيفا لمرتاديه وبخاصة من أولئك الذين يسلكونه بشكل يومي للوصول إلى مقاصدهم وتعود نشأة الطريق الذي راح ضحيته الكثير من الأبرياء إلى ما قبل 70 عاماً مضت وتعد نسبة ضحاياه 85 % بالموت. « الدستور» رصدت بالكلمة والصورة حجم الخطورة والمعاناة لسالكي الطريق وساكني القرى الممتدة على طوله في ظل رداءة الطريق فهو لا يتلاءم هندسيا مع حركة السير الكثيفة التي يشهدها جراء كثرة عيوب الطريق وضيقه واهترائه وكثرة المطبات الهوائية والحفر، وانعدام وجود الشواخص المرورية، ويتسبب سلوك هذا الشارع الذي يبلغ طوله 285 كيلومتراً بحدوث ما بين 35 إلى 90 وفاة سنوياً ، انه حقاً طريق الموت!. وعلى الرغم من السنوات السبعين التي مرت على إنشائه إلا أن الطريق لا زال دون تأهيل أو معالجة وتقف وزارة الأشغال العامة عاجزة أمام تهاوي البنية التحتية للطريق وعدم صلاحيته وخطره المتزايد وتكتفي أمام هذا الواقع المؤلم بالدراسات. فهذا الطريق أضحى طريقا للموت من كثرة الحوادث التي تقع فيه بسبب ضيقه وكثرة مرتاديه وتنوع السيارات فيه من صالون وشاحنة صغيرة ومتوسطة وثقيلة ما يجعل منه طريقا مزدحما بالسيارات الصغيرة التي تحمل الأرواح وبالشاحنات الكبيرة الخطرة. طريق بغداد الدولي الذي استعمل في الخمسينيات لم يعد ملائما للتطورات المتسارعة التي شهدتها المملكة، ما يجعله عاجزا في واقعه الحالي عن استيعاب الحركة الكثيفة للمركبات والشاحنات التي تسير عليه يوميا، وأن تنفيذ مشاريع الصيانة التي تتحدث عنها وزارة الأشغال غير مجدية نفعا، بما يجعلها تذهب هباء نظرا لحاجة الطريق إلى إعادة إنشاء كاملة وتحويله إلى مسربين يوفر ان متطلبات السير الآمن وحفظ أرواح الناس من موت محقق. خطورة الطريق وتتركز خطورة الطريق والذي عرف لدى أهالي البادية الشمالية باسم (طريق الموت) بكثرة الارتفاعات المفاجئة التي تعقبها منعطفات خطرة ومفاجئة أيضا كانت هي السبب في الكثير من الحوادث الأليمة والوفيات في ظل الغياب التام للوحات الإرشادية فضلا عن كثرة الحفر والتكسر الموجود فيه، إضافة إلى عدم وجود جزيرة وسطية، ما يجعله عرضة للحوادث. وتتزايد خطورة الطريق في ساعات المساء التي تشهد حركة مرور نشطة وخاصة الجزء الممتد من مدينة المفرق وبلدة الصفاوي حيث تتوزع على جانبيه التجمعات السكانية العديدة ، عندما تتلاشى الرؤيا مع عدم وجود إنارة للشارع ويصبح من الصعب على سائق غير متيقظ أو يمر للمرة الأولى أن يأخذ حذره من موت يتربص به و تضيف الأحوال الجوية السيئة في هذه المنطقة المزيد من المصاعب ، حيثُ يسودها العواصف الرملية والغبار إضافة الى أن هطول الأمطار تعمل على حدوث انزلاق للتربة وتجريف أطراف الطريق بسبب تآكله واهترائه وفقدان معالمه. كما أن عرض الطريق لا يتجاوز ثلاثة أمتار ودون (كتف) على جانبي الطريق ويزداد الأمر خطورة مع مرور الشاحنات الكبيرة والتي لا يكاد الطريق (الضيق) أن يسعها وهي تعبر هذا الطريق بشكل يومي وبإعداد كبيرة . أهمية الطريق وتكمن أهمية الطريق باعتباره طريقاً دولياً ويشهد حركة شحن باتجاهين من والى العراق الشقيق ويقصده المسافرين إلى العراق والسعودية ودول الخليج الأخرى ويربط الطريق عمان ببغداد والمملكة العربية السعودية . ويعتبر طريق المفرق – الصفاوي – الحدود العراقية من أهم المحاور الرئيسية في شبكة الطرق الوطنية ومن أقدمها، وهذا سبب يكفي لان يجد الطريق اهتماماً والعناية الكافية كما أن المئات من المواطنين وغيرهم الذين يقطنون أو يعملون في البادية الشمالية يسلكون هذا الطريق يومياً للوصول إلى مساكنهم وأعمالهم وقدرت وزارة الأشغال العامة عدد المركبات التي تستعمل الطريق يوميا من خلال تنفيذ تعداد لتلك للمركبات ، ومن عدة نقاط خلال العام الماضي للمنطقة الممتدة بين الصفاوي والرويشد مرور 2600 سيارة يوميا. دراسة دون جدوى بكلفة مليون دينار ..وأخرى جديدة في العام 2011 وقعت وزارة الأشغال العامة والإسكان اتفاقية منحة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية لإجراء الدراسات الفنية لإعادة تأهيل طريق المفرق- الصفاوي- الحدود العراقية مع شركة أردنية كويتية وبلغت قيمة الاتفاقية تسعمائة ألف دينار وتستغرق عملية تنفيذ المشروع عاما واحدا وتشمل أعمال الدراسة إعداد التصاميم والمخططات ووثائق العطاء لتوسعة الطريق لتصبح بأربعة مسارب مفصولة بجزيرة وسطية وذلك بإنشاء مسربين إضافيين بجانب الطريق الحالي واستخدام الطريق الحالي كتحويله للسير خلال فترة إنشاء هذين المسربين ويتم بعد الانتهاء من هذين المسربين إعادة إنشاء الطريق الحالي لتصبح الطريق كاملاً بأربعة مسارب. وانتهت أعمال الدراسة في نهاية العام الحالي 2012 ليتم بناء على نتائجها وبناء على الكلفة التقديرية للتنفيذ بحث سبل تمويل تنفيذ مشروع الطريق وطوله280 كيلومترا ، وبكلفة تقدر بنحو 300 مليون دينار. واللافت والمستغرب أن تقوم الأشغال وقبل أيام ومن خلال مديرية أشغال المفرق بطرح عطاء جديد لدراسة طريق المفرق - حدود الكرامة، بهدف تحويله الى طريق سريع ونموذجي وتحسين تقاطعاته من خلال إنشاء جسور او إنفاق ومنحنيات التفاف وإشارات ضوئية وتحسين أرضيته بما يتناسب وحركة السير الكثيفة التي يشهدها بشكل يومي بحسب تصريح صحفي لمدير أشغال المفرق المهندس عبد الكريم الغرايبة . ووفقا لمديرها فأن الوزارة ستعمد إلى إجراء الدراسات والتصميم الفنية وحال استكمالها سيصار الى طرح عطاء دولي لتنفيذه بمواصفات عالمية. صيانة روتينية بكلفة 6.5 مليون دينار الطريق يحتاج الى توسعة وجزر وسطية ومسارب إضافية كونه طريقا حيويا للشحن ويسلكه المواطنين من أبناء القرى والتجمعات السكانية المترامية على طول هذا الطريق ومن شان توسعته سيوفر مساحة هامة من الأمان وأن أعمال الصيانة التي تنفذها الأشغال العامة دون العمل على أعادة تأهيل الطريق ومعالجة النقاط السوداء وتوسعته يعتبر هدرا للمال العام ولا يخدم المصلحة العامة وفقا خبراء ومختصين. وأكدوا أن ماسيشهده الطريق من أعمال الصيانة الروتينية ليست الا مضيعة للجهد والمال حيث قامت وزارة الأشغال العامة بطرح عطاء لأعمال الصيانة الروتينية لطريق الصفاوي – الحدود العراقية وتشكل التركيز على عناصر السلامة المرورية واستخدام التقنيات الحديثة للمحافظة على إدامة الطريق بقيمة 6،5 مليون دينار وفق ما أكده وزير الأشغال خلال جولة ميدانية له في شهر اب الماضي إلى لواء الرويشد. ولن ينسى أهالي الصفاوي والرويشد ذلك الخبر الذي هز كل منزل عندما (أصبحوا) في العام قبل الماضي على فاجعة وفاة 7 أفراد من وإصابة 11 آخرين على هذا الطريق في حادث تصادم بين حافلة تابع للقوات المسلحة الأردنية و مركبة «تريلا»عراقية . وفي تطور لاحق وقع حادث سير أخر على ذات الطريق « طلوع الاشقف « إثر تصادم حافلتين إحداها عسكرية والأخرى مركبة نقل عمومية نتج عنه 9 وفيات من العسكريين وإصابة 23 آخرين. وفي حادث اليم أخر علق في ذاكرة ابناء البادية عجزت كوادر الدفاع المدني عن التعرف على هويات 6 أشخاص لقوا مصرعهم نتيجة احتراق جثثهم لدرجة التفحم،إثر حادث تصادم وقع بين شاحنة تحمل لوحة سورية ومركبة من نوع جيب تحمل لوحة عراقية بمنطقة الشبيكة على طريق الصفاوي ثم يفجع أهالي المنطقة في بلدة المنارة الواقعة على الطريق بفقدان أحد أطفالها والبالغ من العمر 13 عاما دهسا في حادث بالقرب من مثلث المنارة على طريق المفرق الصفاوي ووفاة مواطن أخر نتيجة سقوط حاوية خلال مسير أحدى الشاحنات واصطدامها بشاحنة أخرى على ذات الطريق . ولم تخلو أسرة في البادية الشمالية وبخاصة الواقعة على الطريق وغيرها من الأسر وحتى من جنسيات أخرى لم تفجع بأحد أفرادها على الطريق أما دهسا أو اثر حادث تصادم أو تدهور . ويؤكد المواطنون إن الجهات المعنية لم تستجب للنداءات المتكررة بإيجاد حل لهذا الطريق الذي بات مصيدة للسائقين ويقتل المواطنين .. ويقول رئيس بلدية الصالحية ونايفه المهندس ناجح صفيان الشرفات إن طريق بغداد يفتقر إلى كافة مقومات الطرق الدولية، واصفا الطريق أنه لا يعدو أن يكون «طريقا زراعيا ثانويا»، نظرا لسوئه وكثرة مشاكله التي باتت تتطلب إعادة تأهيل متكاملة للطريق وعلى المسربين. وأكد الشرفات أنه يندر أن تكون هناك أسرة من سكان البلديات الواقعة على الطريق لم تفجع بأحد أبنائها على الطريق، موضحا أن السكان في بلدية الصالحية يفقدون قرابة 5 إلى 6 أشخاص سنويا بسبب حوادث السير التي تقع على الطريق الذي يفتقد الشروط الهندسية التي تتطلبها الطرق. وتساءل رئيس بلدية أم الجمال حسن الرحيبة، عن سبب تجاهل تنفيذ أي أعمال تحسينية للطريق منذ العام 1993، ما جعل استعمال الطريق «مغامرة مغلفة برائحة الموت»، مشيرا إلى أن الطريق يعاني من ضيق شديد وكثرة المطبات الهوائية الخطرة والأكتاف العالية والحفريات. وقال رئيس بلدية الصفاوي الدكتور علي خليفة الشرفات إن أي حديث عن صيانة طريق بغداد الدولي من دون إعادة تأهيل شاملة ضمن مسربين وخلطات إسفلتية ناعمة ستكون أعمالا غير مجدية، داعيا الجهات الرسمية إلى ضرورة إنهاء عقود من المعاناة التي مر بها الأهالي وسالكي الطريق من مختلف الجنسيات. ولفت إلى أن أهالي بلدية الصفاوي فقدوا 8 أشخاص من أبنائهم خلال عامين، نظرا لوجود منعطف غاية في الخطورة ضمن حدود بلدية الصفاوي. في ذات السياق الأهالي في البادية الشمالية لا يطلبون أكثر من أن تقوم الجهات المعنية بعمل توسعة للطريق وتسوية الطريق وإصلاح المرتفعات وتحديد الأماكن والمنعطفات الخطرة ومعالجتها وتأمين الحد الأدنى من السلامة والحد من حوادث السير وحصد الأرواح. لكل ذلك وما خلفه الطريق من ويلات راح ضحيتها عشرات المواطنين من الشيوخ والأطفال والشباب جراء حوادث المرور، وشكاويهم الكثيرة والمتكررة للجهات المختصة والتي انتهت كلها بالفشل ودون الاهتمام دفعهم للتحرك بجهد جمعي من خلال توقيع عريضة تحمل أسماء شيوخ ومخاتير ورؤساء بلديات وأعضاء ووجهاء البادية الشمالية حملت أكثر من 160 توقيع احتجاجا على واقع الطريق الصعب دون أن يتحرك المسئولين «بحسبهم» مطالبين بالتحرك بجدية والقيام بإنهاء ما يشهده الطريق من إهمال وما تتعرض له أرواح الناس من خطر يهددهم نتيجة لذلك. ويؤكد الناشط الشبابي هاني الرياحي أن تجاهل الجهات المعنية للطريق وعدم الجدية في التعامل مع شكاوي المواطنين في المنطقة في ظل تزايد أعداد الوفيات والإصابات الناتجة عن حوادث الطريق الغير مؤهل والمبالغ التي تنفق للدراسات والصيانة الروتينية دفع بهم الى مباشرة هذه العريضة والاستمرار في الضغط على كافة الجهات المعنية لمعالجة أزمة هذا الطريق التي يئن تحت وطأتها مواطنون كثر تحملوا الانتظار المر لمدة تجاوزت الثلاثين عاما ليحصلوا على حقهم برعاية الدولة مشيرا إلى أن العريضة أرسلت لكافة الوزارات والمؤسسات والأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام وحتى الديوان الملكي العامر تضمنت شرح معاناة البادية مع هذا الطريق ومطالبهم إزاء ذلك. اختصاصيون. أن استمرار تجاهل إعادة تأهيل وتوسعة طريق بغداد الدولي لا يخدم الوضع الاقتصادي التنموي في المملكة باعتباره بوابة الأردن التجارية البرية إلى العراق الشقيق ودول الخليج فضلا عن وجود العديد من المواقع الأثرية التاريخية بالقرب وفقا لما أكده اختصاصيون وممثلو فعاليات اقتصادية وخبراء في المفرق. وطالبوا خلال بيان صدر عنهم بعد اجتماع لهم في البادية الشمالية، وزارة الأشغال العامة بضرورة تنفيذ تأهيل الطريق ضمن مواصفات الطرق الدولية باعتباره لا يقل أهمية عن طرق أخرى تشهد تحسينات دورية، دون أن تشهد حركة سير كالتي يشهدها طريق بغداد، معتبرين أن هذا الطريق الحيوي المهم وعلى وضعه الحالي يشكل خطرا جسيما على أرواح سالكيه.