02-05-2015 09:42 AM
بقلم : جروان عبدالله المعاني
تعددت اشكال ومفاهيم العنف وان كانت محصلته سلوك وفعل عدواني يمارسه فرد او جماعة أو دولة، وضمن مسوغات عدة ادناها الاستغلال ومنتهاها الاخضاع ، وكل يبرر عنفه بغايته، فالرجل يبرر ممارسته للعنف على زوجته وأولاده بأنه تأديب ، وكذا الرومان ادعوا انهم دعاة سلام وحضارة من خلال نشر المسيحية، وتبعتهم دولة الاسلام بغاية رفع راية الاسلام والسلام على الأرض، وبطبيعة الحال كل يدافع عن مبرراته ويسوغ لقتل الأخر فهذا اكبر امر تعلمناه منذ قتل قابيل اخاه هابيل، ففي سوريا يقتتلون باسم حب الوطن ورفع راية الدين، في مصر عنف بشتى اصنافه، من اجل الحصول على نص في الدستور يهدف لخدمة فئة على اخرى، وكذلك العراق من اجل ان تثبت كل فئة قوتها فيقتتل الكردي والسني والشيعي باسم كل ما مضى من مسوغات العنف .
باسم الله باسم الحب نقتل ونُقتل، باسم الفكر والايديولوجيا نمارس انماط عديدة من القمع والعنف، باسم الدفاع عن الشرف، وهنا اركز على عنف الجامعات فدوما ابحث تجد ان اغلب قضايا العنف الجامعي مردة شاب غار على انثى من زميله، وثلاثتهم من ذوي المعدلا المتدنية يعانون من اضمحلال حقيقي في الفكر والثقافة، وخلل بل تصدع حقيقي يشمل القيم والدين والقانون والتربية، والمزعج حقا ان من يمارس هذا العنف هم الفئة الاكثر حاجة للحب والاستمتاع في الحياة كونهم لم يرتبطوا بمسؤوليات مباشرة سواء على صعيد تكوين اسرة، او على الصعيد الوظيفي، فغالبيتهم المطلقة لا زالوا يحصلون على مصروفهم اليومي من أهلهم.
ان استمرارية العنف في مجتمعاتنا العربية سيتولد عنه جيل معوق نفسيا معقد اجتماعيا متدني معرفيا وثقافيا، وهي امور ثلاث توازي التخلف والتبعية والسطحية، وهو امر سيبرر ادمان المخدرات وتفكك المجتمع وضياع الحقوق، وربما يوصل حد الكفر بالأديان والأوطان.
إن سيكيولوجيا الكلام عندنا معدومة، والقيادة الكرزمية منفية ضائعة، فصار كلٌ منل كالسيسي يشبه نفسه بعبد الناصر، وعبد الناصر مذموم من اعداء السيسي، وبالتالي لو سالنا اهل مصر لما تقتتلون؟ لن تجد جوابا، ولو سألت الاردنيون لماذا هذا العنف في الشارع والجامعة لوجدت الاجابة تختلف بين فقدان المرأة لدورها وعدم جدوى التعليم في المدارس وعقم المسجد وإمامه عن قدرته في التأثير المستمر.
لعل الحديث عن ثقافة الحب هو محض ترف غبي في زمنٍ تعاني فيه المرأة ومن تنجبهم الأمرين، فلا احد يعترف بها الا جسدا صالح للنهش تتبوأ مناصبا عليا ليقال ان المرأة نالت حقوقها، او وعاء يحمل هم الرجل لتنجب مولودا لا تعرف لما انجبته، اهو للموت فيصبح حارسا للسلطان واموال الحيتان، حتى لواصبح رئيسا للوزراء..!!! أو انجبته شهوة أمومة فقط.
ان اهم ما يجب ان تتنبه له حكوماتنا التنفيذية الكرتونية الهشة، ان حالة التردي في مخرجات المدارس ينتج عنه حالة اسوأ في منتجات الجامعات، وعليه ان لم تتم اصلاح منظومة التعليم والانتباه لتعزيز مكانة المرأة سيجعل الجيل القادم نسخا عن ابائهم معدومي القيمة الا من شعور زائف في العظمة، وفوق كل ذلك استهداف حقيقي من فكر متصهين يريد للمرأة العربية انت تبقى عبدة لشهوات الرجل فينجبون اطفالا، يلعنون لحظة الشهوة التي انجبتهم، فيذهبون للجامعات والمدارس فاقدين لاي قيمة سوى عبادة الاقوى وجسد المرأة.